مطالب أممية لدعم ليبيا في خروج المرتزقة من البلاد
دعت البعثة الأممية إلى ليبيا، الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، إلى دعم السلطات الليبية في خروج المرتزقة والعناصر الأجنبية من البلاد، بطريقة تضمن الاستقرار.
وأكدت البعثة الأممية في بيانا ، أن الأمم المتحدة تعول على التعاون والتنسيق المستمرين مع المنظمات الدولية والإقليمية المعنية، ولاسيما شركائها التقليديين المتمثلين في الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بهذا الخصوص.
واختتمت اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5، مطلع نوفمبر الجاري اجتماعاً دام ثلاثة أيام في القاهرة، اتفقت خلاله مع ممثلي تشاد والنيجر والسودان على إنشاء آلية اتصال وتنسيق فعالة لدعم تنفيذ خطة عملها بشأن خروج المرتزقة والعناصر الأجنبية من الأراضي الليبية في عملية تدريجية ومتوازنة ومتزامنة ومتسلسلة.
كما أشادت الأمم المتحدة بالروح الوطنية والالتزام الذي تمتعت بهما اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5، حيث عمل أعضاؤها كيدٍ واحدةٍ.
وطالبت البعثة اللجنة باغتنام هذه الفرصة لتعزيز التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بمساعدة الأمم المتحدة من خلال نشر المجموعة الأولى من المراقبين الأمميين لوقف إطلاق النار، والذي جرى في 21 أكتوبر الماضي.
وستمكن الآلية من اتخاذ الخطوات الأولى من عملية الانسحاب التي ستأخذ في الاعتبار بشكل كامل احتياجات ومخاوف ليبيا وجيرانها.
وتضع الآلية تصوراً للجان الاتصال والتنسيق في ليبيا ودول الجوار، والتي سيتم تكليفها بالتواصل والتنسيق بغرض سحب المرتزقة والعناصر الأجنبية، وعقد الاجتماعات بين اللجنة العسكرية المشتركة والسلطات الليبية وممثلي دول الجوار (من تشاد والنيجر والسودان) خلال عملية التنفيذ.
وتلقي الآلية الضوء على الدور الهام الذي تضطلع به الأطراف الدولية، بما في ذلك المنظمات الدولية والإقليمية في دعم هذه العملية.
وسيتم إنشاء هذه الآلية في كل بلد بالتنسيق مع السلطات المعنية، وأكدت اللجنة العسكرية المشتركة على أهمية التواصل والتنسيق مع جميع دول الجوار لدعم تنفيذ خطة العمل.
وأشاد المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، بمساعي اللجنة العسكرية المشتركة المستمرة واصفاً نتائج الاجتماع بـ “الإنجاز الهام الذي يمكّن من اتخاذ خطوات عملية لخروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب القادمين من هذه البلدان كخطوة أولى نحو التنفيذ الكامل وفي حينه لاتفاق وقف إطلاق .
وأضاف كوبيش أنه يشرفه أن يشهد هذا التقدم الذي حققته كل من ليبيا وتشاد والنيجر والسودان بروح المصلحة المشتركة والشراكة التي ستفسح المجال للاستقرار المستدام والأمن والتنمية والتعاون في المنطقة”.
واستطرد أن هذا يعدّ استجابة لمطلب الغالبية العظمى من الشعب الليبي ويخلق المزيد من الزخم الإيجابي في ضوء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في 24ديسمبر.
كما أشاد كوبيتش على جمهورية مصر العربية لاستضافتها ودعمها لهذا الاجتماع الهام الذي جاء بطلب من اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وبتيسير من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وقد ساهم هذا الدور الذي تضطلع به مصر في نجاح الاجتماع، كما أقر به المشاركون.
ويأتي الاجتماع استكمالا لمخرجات اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف أكتوبر الماضي، وتبني خطة عمل لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
ويقدر أعداد المرتزقة في ليبيا وفق آخر إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر أخرى، بـ 23 ألف مقاتل ينحدرون من دول الجوار الجنوبي لليبيا، إضافة إلى سوريين جلبتهم تركيا.
وكانت دول الجوار الليبي دعت إلى خروج آمن ومنظم للمرتزقة المتمركزين في ليبيا، بينما رفضت دول السودان وتشاد استقبال المقاتلين الذين يحملون جنسياتها قبل نزع أسلحتهم، وهو ما ترفضه التشكيلات المسلحة التي تنتمي غالبيتها إلى فصائل معارضة لحكومات تلك الدول.