هيئة الحشد الشعبي تعلن تشكيل لجنة تحقيقية في أحداث محيط الخضراء
أعلنت هيئة الحشد الشعبي، اليوم السبت، تشكيل لجنة تحقيقية بخصوص أحداث التظاهرات التي جرت يوم أمس قرب المنطقة الخضراء.
وذكرت الهيئة في بيان: “تنوه هيئة الحشد الشعبي أنها حتي هذه اللحظة لم يصدر منها أي بيان رسمي بخصوص الأحداث المؤسفة الأخيرة والتي راح ضحيتها عددٌ من المتظاهرين السلميين”، معلنة تشكيل لجنة تحقيقية فورًا وسيتم الإعلان عن النتائج بالقريب العاجل.
ودعت الهيئة، بحسب البيان، وسائل الإعلام إلى “أخذ الأخبار والبيانات الخاصة بالهيئة من المواقع الرسمية التابعة لإعلام الحشد الشعبي”.
وقد اندلع حريق، أمس الجمعة، في محيط المنطقة الخضراء، بالعراق، وسط اشتباكات بين الأمن ومحتجين على نتائج الانتخابات العراقية.
واستخدم الأمن العراقي الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين وفض تلك الاشتباكات.
كما أغلق الأمن العراقي جميع بوابات المنطقة الخضراء في بغداد بسبب الاشتباكات مع المتظاهرين.
وكانت قد وقعت إصابات، أمس الجمعة، جراء الاشتباكات بين المحتجين على نتائج الانتخابات، وقوات حفظ النظام أمام بوابة المنطقة الخضراء، مما أسفر عن إصابة 30 شخصًا، إثر الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين.
وكانت قد انتشرت قوات أمنية في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، وسط دعوات قوى معارضة لنتائج الانتخابات للتظاهر، أمس الجمعة، تحت عنوان (جمعة الفرصة الأخيرة) قبل أن يبدؤوا بما أسموه “مرحلة تصعيديّة أخرى من مراحل الاحتجاج” لاسترداد “أصواتهم المسروقة”.
وفي السياق ذاته، قال رئيس، رئيس مركز الأمصار للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور رائد العزاوي، تعليقًا على ما يشهده العراق من تظاهرات المليشيات الرافضة لنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، إن ”هذه التظاهرات بداية نهاية المليشيات المسلحة الموالية لإيران“.
كما بين “أن إيران بعد أن أوعزت إلى مواليها بتاجيج التظاهرات التي يشهدها العراق سرعان ما تخلت عنها وعن قيادات المليشيات التي تقف وراء هذه التظاهرات”.
وأضاف العزاوي، في حديث مع قناة العربية الحدث الإخبارية، إن “ما نراه الآن من مشهد في العراق هو بداية لمشهد لتفكيك الأزمة”.
وتابع: “الآن فُككت الأزمة التي بدأت منذ ٢٠٠٣ حتى يومنا هذا الأزمة التي صنعتها الأحزاب الإسلامية“.
مؤكدًا أن هذه التظاهرات أثبتت بشكل واضح أن هذه القوى المغطاه تحت مسمى الإسلام السياسي الشيعي، قد خسرت الكثير من رصيدها لدى الشارع الشيعي الذي عاقبها على فسادها وتخندقها الطائفي“.
كما تذكر الدكتور العزاوي، ما حدث من قبل في صورة تشرين 2091 والذي راح ضحيته نحو 600 سهيت، مؤكدًا أنه إذا صحت الأنباء بمقتل متظاهر اليوم، فهناك إجراءات اتخذتها حكومة الكاظمي وعليها أن تعتقل فورًا كل من يرشقون الأمن بالحجارة بعد هذا العدد الكبير من الاصابات في صفوف القوات الأمنية“.
وأكد أنه “من حق المواطن العراقي أن يتظلهر للتعبير عن رأيه، ولكن هذا ليس تعبيرا عن الرأي،وان ما يحدث هو محاولات بائسة، وان ما تفكر به القوى الشيعية الخاسرة من زج الحشد الشعبي وتقول إن هذ جمهور الحشد ، هذا هراء وكذب “.
وتابع رئيس مركز الأمصار للدراسات السياسية والاستراتيجية: “المشهد الآن في العراق بدأ يفكك فالحكومة بدأت تظهر ملامحها بشكل صحيح، حيث التقى زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، ومحمد الحلبوسي بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية بين الكتل الكبرى الكردية دليل على أن كل هذه التظاهرات ماهي إلا لتشتيت الأنظار “.
وأشار العزاوي، إلى أنه هناك حديث عن وجود ترحيب من باقي الكتل السنية التي جاءت بالمرتبة الثانية، بالإضافة إلى أن هناك كتل مستقلة بدأت في التفكير بالمشاركة في العملية السياسية وتشكيل الحكومة، وهناك تقارب كردي مع المشروع الذي يقوده الصدر، مشيرًا “الآن نحن أمام ١٠ سنوات قادمة سينحسر للمشهد السياسي بزول وجود الإسلام الشيعي، لصالح القوى المدنية شيعية كانت أم سنية عربية أم كردية “.
وعن رأيه حول ما سترد به الكتل الموالية لإيران عن النتائج، قال العزاوي: “القيادات الموالية لإيران والمتواجدة بداخل الشارع تتحرك عكس مسار الدولة العراقية، وهذا خطر كبير”، مؤكدا أن “هولاء المتظاهرون لا يعرفون أن كل شيء من تخريب وما يقومون به موثق ومصور وعلى الحكومة تقديمهم الى القضاء”.
ولفت إلى أن التظاهرات التي تحدث في العراق تعتبر تجاوزا للشرعية الدولية، مشيرًا إلى أن بيان مجلس الأمن والذي أكد فيه نزاهة الانتخابات العراقية والإعادة والموافقة على الطعون التي قدمت، بالإضافة إلى المجتمع الدولي الذي كان يرى ويباشر سير العملية الانتخابية، كل ذلك يؤكد أن هرلاء المتظاهرين خرجوا عن شرعية الانتخابات والشرعية الدولية.
واختتم الدكتور رائد حديثه، مؤكدًا أن هؤلاء الذين يدفعون بالمتظاهرين إنما يذهبون إلى حافة الهاوية ولن يعترف بهم أحد حتى إيران التي يعلنون ولائهم لها لن تعترف بهم “.