عفيفة لعيبي

هي فنانة تشكيلية عراقية، تقطن حالياً في هولندا بعدما هاجرت إليها في منتصف التسعينات، تحت ظروف الحرب وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة. هي أصلاً من مواليد البصرة، وانتقلت إلى بغداد لإتمام دراستها في معهد الفنون الجميلة بينما كانت تعمل كرسامة في جريدة الشعب، ومنها إلى الاتحاد السوفيتي التي أتمت فيها دراساتها العليا في الفن المعماري التذكاري سنة ١٩٧٤. وبسبب الاوضاع السياسية آنذاك، لم تستطع الفنانة العودة إلى الوطن وبدأت رحلتها في عوالم الفن والإبداع وهي تتنقل من محطةٍ إلى أخرى، سجلتها في قراءاتها ومشاهداتها ورسومها، إلى أن حط بها الرحال في لاهاي – المدينة الهولندية- التي استقرت فيها إلى يومنا هذا.

”محطات الغربة“ يضم أعمالاً عديدة للفنانة – حديثة وقديمة – تغطي حقبات زمنية مختلفة من حياتها، بمحطاتها المختلفة ابتداءاً من ١٩٧٨ وحتى ٢٠٢٠. مما يتيح فرصة لإلقاء نظرة أسلوب عفيفة المميز وتطوره ونضجه، خلال مراحل حياتها المختلفة، والأفكار المبتكرة والحديثة التي تطرحها والقضايا الاجتماعية التي تساندها وتدعمها، وعلى رأسها قضايا المرأة.

تتعمد عفيفة تعزيز رسوخ المرأة في أعمالها الفنية، وتلعب الفنانة على وتر الشكل الاجتماعي. تراها ترسم الأجنحة المكسورة لامرأةٍ تحمل طائراً، مستخدمة جماليات الإسقاط الفني، فإذا بها تجمع ما بين هذه الإسقاطات وعالم الواقعية الفنية الذي تنتمي له في محاولة مبهرة لرصد جماليات المرأة داخل مجتمعها، وما يواجهها من تغيرات وتحديات.

تقول نجوى إبراهيم، مدير عام جاليري بيكاسو  بيكاسو في الزمالك ومنسق المعرض، إن الفنانة عفيفة عليبي تتميز بأسلوب خاص في اللون والأسلوب، وأنها تتناول العديد من القضايا المجتمعية، وعلى رأسها قضايا المرأة، مما دفع الأمم المتحدة وبعض المتاحف العالمية لاقتناء بعضاً من أعمالها، مشيرةً إلى أن المعرض سيشتمل على مجموعة جديدة من اللوحات المتميزة ذات أساليب مختلفه، ومن جانبها، قالت الفنانة عفيفة عليبي أن عرض لوحاتها للمرة الأولى في القاهرة هي تجربة جديدة و مهمة نظراً لقيمة مصر الفنية وتاريخها الفني الكبير، وأن هذا المعرض يمثل مرحلة متجددة وإضافية في تجربتها في عالم الفن التشكيلي، خاصةً لما لمسته من اهتمام ومتابعة ودعم من كافة القطاعات المعنية بالفنون والثقافة والآداب والشخصيات الحقيقية من أبناء مصر الغالية.

الجدير بالذكر، أن الفنانة شاركت في الكثير من المعارض الفنية، من بغداد إلى موسكو إلى اليمن، ايطاليا،  وهولندا، والكثير من دول العالم.