مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تونس على صفيح ساخن.. قيس سعيد والقوى المدنية يواجهان الإخوان الإرهابية

نشر
الأمصار

حرب شرسة تقودها الدولة التونسية، وعلى رأسها الرئيس التونسي، والذي له دورًا كبيرًا منذ قدومه على رأس السلطة، ضد تنظيم الإخوان الإرهابي، ويبقى السؤال ما هي البدائل المطروحة أمام القوى المدنية لمواجهة التنظيم؟ وما هو دور قيس سعيد؟

الرئيس التونسي يهاجم التيارات الإسلامية

وهاجم الرئيس التونسي،  قيس سعيد، جميع التيارات التي تسمى بـ”الإسلامية” وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أنهم يخالفون القرآن الكريم، قائلًا: “كان إبراهيم عليه السلام مسلمًا وليس إسلاميًا”، كما استشهد بقول الله تعالى: “هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ”.

التهاني للمسلمين وليس للإسلاميين

وانتقاد الرئيس التونسي لجماعة الإخوان الإرهابية جاء خلال توجيه التهنئة للشعب التونسي، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وأثناء وجوده بمسجد الزيتونة، قائلًا: “أتوجه بالتهاني للمسلمين وليس للإسلاميين بمناسبة شهر رمضان”.

هجوم على جماعة الإخوان

وفسرت صحيفة الحصاد التونسية مقولة الرئيس التونسي بأنه هجوم على جماعة الإخوان يتزامن مع شهر رمضان المبارك.

أزمة سياسية طاحنة

وتمر حركة النهضة الإخوانية التونسية بأزمة سياسية طاحنة، بسبب الخلاف القائم بينها وبين عدد كبير مؤسسات الدولة في تونس، ومن المتوقع أن تزدد أزمة تونس أزمات، حيث جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن “النهضة”.

قيام حركة النهضة بالعملية

واعترف أحد قادة حركة النهضة من الشباب، ومدبر عملية باب سويقة الإرهابية، بقيام حركة النهضة بالعملية، وشمل هذا الاعتراف ذكر أسماء قيادات سابقة في حركة النهضة كعبد الحميد الجلاصي، الذي أكد صحة العملية الإرهابية وقدم اعتذرا للشعب التونسي.

شبهة تبييض أموال

وتأتي هذه الاعترافات مع ما كشفه وزير تونسي سابق عن امتلاك حركة النهضة، إخوان تونس، لأربع قنوات إعلامية تحمل شبهة تبييض أموال، أو غسيل سمعة الإخوان.

كل هذه المشاهد جنبا إلى جنب تضع الجرائم التي ارتكبتها حركة النهضة أمام أعين الشعب التونسي، وهو ما يعجل بسقوط الحركة وفقا لما أكد مراقبين للمشاهد السياسي التونسي.

اعتذار للشعب التونسي

واعترف قيادي سابق بحركة النهضة، إخوان تونس، بالأعمال الإرهابية لحركة النهضة مقدمًا اعتذارًا للشعب التونسي.

وقال عبد الحميد الجلاصى القيادى السابق بحركة النهضة بتصريحات إذاعية: “أنا أتحمل المسؤولة السیاسیة والأخلاقیة لما حدث خلال تلك العملية بباب سویقة، واعتذر للتونسیین على ذلك”.

تظاهرات ضد حركة النهضة

وكانت قد تجددت، الاحتجاجات والتظاهرات المناوئة لحركة النهضة الذراع السياسي لجماعة الإخوان في تونس.

فيما أعلنت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى، الدخول في اعتصام مفتوح داخل البرلمان إلى حين تحرير البرلمان من سيطرة جماعة الإخوان، على حد وصفها.

مسيرة لتحرير البرلمان من سيطرة الإخوان

وكانت قد وقعت مناوشات بين الأمن التونسي ومتظاهرين، وذلك بعد انطلاق مسيرة مطالبة بتحرير البرلمان من سيطرة الإخوان، في حين أطلق المتظاهرون شعار “يسقط يسقط حكم المرشد”، في إشارة إلى مرشد جماعة الإخوان.

رحيل حكومة المشيشي

بينما طالبت زعيمة حزب الدستوري الحر، عبير موسي، برحيل حكومة المشيشي، مضيفة: “نطالب حكومة تونس بالتراجع عن رفع الأسعار ونطالب بإسقاط الغنوشي من رئاسة البرلمان”.

إسقاط الغنوشي ورحيل المشيشي

وتابعت: “نحن هنا لتحرير المجلس وإسقاط الغنوشي ورحيل المشيشي نحب حكومة وطنية من اختيارنا لا علاقة لها بالإخوان حتى يسترجع الشعب قوته”.

وجاءت الاحتجاجات عشية إعلان رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، عن حقبة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية في البلاد خلال الفترة المقبلة، وذلك في كلمة ألقاها في ندوة نظمتها الحركة بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها، بعنوان: “الواقع والرهانات وسبل تجاوز الأزمة”.

مكتسبات الثورة

وخلال كلمته، دعا الغنوشي الفاعلين السياسيين والخبراء الاقتصاديين وكل مكونات الدولة، إلى العمل على الحفاظ على مكتسبات الثورة من حريات وديمقراطية وتوظيف موقع تونس الاستراتيجي في المرحلة المقبلة.

ويرى خبراء ومراقبون أن التفاعلات السياسية في البلاد، لا تنفصل عن التحركات المتسارعة التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، والأزمة السياسية العميقة التي تعيشها تونس في ظل الصراع السياسي المحتدم بين الرئيس التونسي قيس سعيد وحركة النهضة.

دخول القوة العسكرية على خط الأزمة

فيما شهد الأسبوع الماضي دخول القوة العسكرية على خط الأزمة بعد رسالة الضباط المتقاعدين للرئيس، وتحركات الأميرال البحري كمال العكروت.

ويقول الباحث السياسي التونسي، بلحسن اليحياوي، إن تفاعلات المشهد السياسي في تونس في مجملها لا توحي بالخير، وتنذر بمؤشرات خطيرة، مشيرًا إلى أن أزمة الثقة بين مكونات العملية السياسية في البلاد تزداد عمقاً.

وأوضح أن الرسالة التي بعث بها الضباط المتقاعدون للرئيس مطلع الأسبوع الماضي، تزامنت مع محاولات سياسية لإبراز الأميرال البحري كمال العكروت كشخصية سياسية ومستقبلية لقيادة البلاد، وأيضاً المستشار محمد صالح الحامدي الذي كان مستشاراً لرئيس البلاد، ثم أعلن استقالته مهاجما الرئيس وقال إنه أصبح مستشاراً لا يستشار، وأيضاً هناك حزب الشعب الذي قدم نفسه من قبل باعتباره حزب رئيس الجمهورية، لكنهم في الوقت الحالي يقدمون الجنرال الحامدي باعتباره رجل المرحلة المستقبلية في الدولة.

تحركات “غير بريئة”

ويرى اليحياوي، أن هذه التحركات التي تحاول إبراز بعض الشخصيات العامة بأنهم قيادات مستقبلية لإدارة شؤون البلاد هي تحركات “غير بريئة” تماماً، خاصة أن الرئيس التونسي ظهر مرارا خلال الفترة الماضية، وقال إنه القائد الأعلى للقوات المسلحة وهذا حقه الدستوري.

وأوضح الباحث السياسي التونسي أن حركة النهضة لا تمتلك الأدوات التي تمكنها من إدارة الدولة أو تشكيل الحكومة بما تطلبه هذه العملية من إدراك لمختلف المعطيات، بالإضافة إلى غياب مفهوم الدولة، التي تختلف أولوياتها مختلفة تماما عن هذا التنظيم الدولي للإخوان الذي لا يؤمن بالوطن ويعمل فقط لمصالحه الخاصة.

أطراف إقليمية تغذي عملية الصراع

كما أشار إلى أنه من المتوقع أن تكون هناك رغبة لدى أطراف إقليمية تغذي عملية الصراع في الداخل التونسي، بأن يتولى قيادة البلاد في الفترة المقبلة شخصية عسكرية، بهدف تحقيق أهداف معينة، موضحاً أن التحركات التي تحدث في الوقت الحالي مجرد بالونات اختبار.

بسبب صراعاً على الصلاحيات

وتمتد الأزمة بين الحركة الإخوانية والرئيس التونسي منذ عام تقريبا، بسبب صراعاً على الصلاحيات، فيما تشتد حالة الاحتقان السياسي بالبلاد بين الأحزاب المدنية والحزب الإخواني، حيث دخل الحزب الدستوري الحر ومعه عدد من الأحزاب اعتصاما للشهر السابع ضد الحركة والمؤسسات التي تراعها داخل تونس، والتي وصفت مراراً بأنها “مفرخة للإرهاب”.