خسائر الإنترنت في السودان تصل إلى 100 مليون دولار يومياً
أصاب قطع خدمات الإنترنت المستمر في السودان منذ الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي، قطاعات مالية وتجارية وخدمية حيوية بالشلل، الأمر الذي يفاقم المشاكل الاقتصادية في البلد المتأزم معيشياً في الأساس.
أكد خبراء اقتصاد بالسودان، أنّ قطع الإنترنت يكبد الاقتصاد السوداني الهش عشرات ملايين الدولارات، فضلاً عن تضرر شركات الاتصالات التي يقدر حجم أعمالها بحوالي ملياري دولار.
قال الخبير الاقتصادي، عادل عبد المنعم: “إنّ قطع الخدمة أثر على كلّ القطاعات الاقتصادية، وتضرر شركات الاتصالات التي يصل حجم أعمالها اليومية إلى 6 ملايين دولار، فضلاً عن تضرر المعاملات التجارية والمالية المختلفة للكثير من الأنشطة”.
كما أكد عصام عبد الوهاب بوب، أستاذ الاقتصاد في جامعة “النيلين”، أنّ الاتصالات وحركة النقل أصبحت أحد العوامل الاقتصادية الأساسية التي يتم حسابها في التنمية واستغلال الموارد للوصول إلى أفضل الأرباح.
وشدد عبد الوهاب على أنّه رغم الأهمية القصوى للنقل في تحويل البضائع من مناطق الإنتاج إلى الأسواق المختلفة وإجمالي الناتج القومي، فإنّ للاتصالات والإنترنت أثراً كبيراً على مختلف الأنشطة، فهي تتحكم في قطاع النقل من خلال اتصالات العملاء والمصدرين.
وأضاف: “أصبحت الإنترنت عماد الاتصالات في أي بلد، ولا يتم قطعها في أي بلد بالعالم له مصداقية، بينما هذا الأمر تكرر عدة مرات في السودان”، مضيفاً: “في تقديري، تبلغ خسائر الاقتصاد يومياً من قطع الإنترنت 100 مليون دولار”.
في السياق ذاته، يقول أحمد الشيخ، الخبير في مجال الاتصالات: “إنه لأول مرة في تاريخ السودان يتم قطع الإنترنت كلياً عن المواطنين”، مبيناً أنّه في فترة الرئيس المخلوع عمر البشير، لم يتم قطع الإنترنت عن الخدمة كلياً بل تم قطعها عن وسائل معينة فقط ويمكن استخدام وسائل أخرى للدخول إليها، إلّا أنّ الوضع الراهن شهد قطع الإنترنت بشكل كلي.
وأضاف: أنّ “تخفيف القيود أخيراً عبر الكوابل الأرضية والفايبر والألياف الضوئية لأجل استخدامات السفارات والبنوك والوزارات والطيران، أدى إلى تدافع المواطنين والشركات إلى الكوابل الأرضية، وحدوث ضغط على الشبكة وعدم استقرار وانقطاع متكرر خلال اليوم الواحد”.
كما أكد أحمد الشيخ: “هذا دمار اقتصادي شامل… تأثرت خدمات البنوك وشركات الطيران، ولا بد من محاسبة من تسببوا في ذلك لأنّ هذه الطريقة دمار للبنية الاقتصادية السودانية وربما تخلق تشوها تصعب معالجته في القريب العاجل”.
وتأثرت القطاعات المصرفية والتحويلات الخارجية وتوقفت الحركة التجارية تماماً، فيما أشار تجار إلى تراجع حركة الاستيراد والتصدير نتيجة لعدم وجود خدمات الإنترنت التي كانت تستعين بها المؤسسات والشركات عبر الهواتف المحمولة.
ومن جانبة، قال المصرفي، طه حسين، إن النظام المصرفي تأثر بشكل مباشر كما تأثرت شركات النقل الخاصة وفقدت كثيراً من إيراداتها خلال الفترة الماضية، وعطل قطع الخدمات الحركة التجارية، مشيراً إلى ضعف سعة الإنترنت الأرضية عبر “الكوابل” في ظل الطلب الكبير عليها.
وأشار إلى أن هناك نحو 12 مليون مستخدم للهاتف المحمول توقفت أعمالهم التجارية من جملة 29 مليون سوداني يستخدمون الهاتف المحمول ليست لهم علاقة بالهاتف الأرضي، كما تعطلت سياسة بنك السودان التي تقضي بتفعيل وتغذية الحسابات المصرفية وزاد الطلب على النقود السائلة “كاش”/ مضيفا أنّ حركة الاقتصاد العالمي تغيرت تماماً وأصبحت تعتمد على الإنترنت بشكل كبير، إذ أثر قطع الإنترنت في كمية مبيعات الشركات لعدم وصول المعلومة بصورة سريعة.
واختتم الخبير الاقتصادي، الفاتح عثمان، أنّ الآثار السالبة ليست بالبسيطة ولا يمكن الاستهانة بها، مستبعداً عودة خدمة الإنترنت قريباً في ظل عدم التوصل إلى توافق سياسي، خصوصاً أنّ المجلس العسكري يعتبر عودتها “مهدداً أمنياً”.
أخبار أخرى
الجامعة العربية: انفراجة قريبة لأزمة السودان
قال حسام زكي، مساعد أمين عام الجامعة العربية، إن الحل في السودان يقوم على احترام مسيرة الانتقال، مشيرا إلى أن هناك انفراج قريب للحل.
قال وفد الجامعة العربية، خلال اللقاء مع قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، إن الحوار كان جادًا وأكدنا حرصنا على التحول الديمقراطي، مشيرًا إلى أهمية الحوار بين الأطراف السودانية.
استقبل قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وفدا من جامعة الدول العربية وصل إلى الخرطوم.
وأكد التلفزيون السوداني، اليوم الأحد، أن البرهان استقبل الوفد عالي المستوى من الأمانة العامة للجامعة العربية الذي وصل الخرطوم برئاسة الأمين العام المساعد للجامعة، حسام زكي، بتكليف من أمينها العام أحمد أبو الغيط.
وكانت الجامعة قد أكدت أن هدف زيارة الوفد يكمن في دعم الجهود الرامية إلى عبور الأزمة السياسية الحالية، في ضوء الاتفاقات الموقعة والحاكمة للفترة الانتقالية، بما يحقق تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية والاستقرار.
ومن ناحية أخرى، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، مساء السبت، مقترح إعلان سياسي يشمل اختيار شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة وتشكيل مجلس تشريعي خلال شهرين في محاولة “لاستكمال أهداف الثورة”.
وقال التجمع في بيان نشره عبر صفحته على “فيس بوك”، يجب اختيار شخصية وطنية مستقلة لرئاسة الحكومة، وتشكيل المجلس التشريعي خلال شهرين.
وطالب التجمع بإعادة هيكلة القوات المسلحة لتتماشى مع دورها في حماية الوطن والدستور، وحل مليشيا الدعم السريع وغيرها من المليشيات والحركات المسلحة.
وشدد التجمع على ضرورة وضع دستور ديمقراطي متوافق عليه يؤسس لدولة المواطنة والتعدد واحترام حقوق الإنسان.
وطالب تجمع المهنيين السودانيين بالشروع في الإعداد لانتخابات عامة بنهاية الفترة الانتقالية تكون انطلاقة للتداول السلمي الديمقراطي للسلطة بشكل دوري.
أعلن مصدران من حكومة رئيس الوزراء السوداني المعزول عبدالله حمدوك عن تعثر مفاوضات حل الأزمة، بعد رفض الجيش العودة لمسار الانتقال الديمقراطي.
ونقلت وكالة رويترز عن المصدرين اللذين رفضا الإفصاح عن هويتهما، قولهما: إن الجيش السوداني يشدد الإجراءات الأمنية على رئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك ويقيد أكثر اتصالاته.