مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

في ذكراها الـ 152.. قصة أول صحيفة عراقية.. متى صدرت وماذا تعرف عنها؟

نشر
زوراء
زوراء

في بغداد، عام 1869م، وبالتحديد في 15 يونيو، صدرت صحيفة “زوراء” وهي الصحيفة الناطقة بلسان نقابة الصحفيين العرافيين حاليًا.

وأسس “زرواء” الوالي مدحت باشا في شهر الصدور نفسه، بعدما جلب لها مطبعة من باريس في عام الصدور أيضًا، أسماها مطبعة الولاية، وصدر العدد الأول باللغتين العربية والتركية، في ثماني صفحات من الحجم المتوسط، ثم صدرت في أربع صفحات.

استمرت “زوراء” بالصدور دون توقف 48 عامًا، معتمدة شكل الصفحات الأربعة، وبرزت فيها أسماء كأحمد عزت الفاروقي، وطه الشواف، ومحمود شكري الآلوسي، و فهمي المدرس، و عبد المجيد الشاوي، و جميل صدقي الزهاوي.

ومع “زوراء”، صدرت صحيفتان رسميتان، تأسست الأولى في الموصل وسميت بـ(الموصل) اما الثانية التي صدرت في البصرة فانها اخذت كزميلتها اسم المدينة اسما لها فسميت بجريدة(البصرة) تأسست الأولى بعد تأسيس الزوراء ومطبعة الولاية في بغداد، وذلك في عام 1875، وصدرت باللغتين أيضا.

الدستور

عند صدور الدستور العثماني عام 1908، طوت زوراء قسمها العربي، وصدرت باللغة التركية فقط، إلا أن هذا الأمر لم يستمر طويلًا،  فبعد 5 سنوات وبالتحديد عام 1913، عادت لتصدر بالعربية والتركية.

محتويات العدد الأول

نشرت  “زوراء” في عددها الاول صورة الفرمان العالي لمدحت باشا بتوليه ولاية بغداد  “فقد صدرت إرادتي السنية المزينة لسنوح المواهب، إحالة وتقويض إدارة الأمور الملكية والعسكرية، للولاية المذكورة اعتبارا من اليوم الثاني من شهر ذي القعدة عام الف ومئتين وخمسة وثمانين بعهدة لياقتك”.

 

كما نشرت بياناتها الخاصة، هذه الغزتة ( الجريدة ) تطبع في الأسبوع مرة كل يوم ثلاثاء وهي حاوية لكل نوع من الأخبار والحوادث الداخلية والخارجية قيمتها عن مدة سنة (70) غرشا وعن مدة ستة أشهر (40) غرشا وكل نسخة منها تباع ب (40) بارة داخل الولاية ويضاف عليها إلى سائر المحال والامكنة اجرة البوستة والذي يرغب في أخذها إما سنة أو ستة أشهر فليراجع مطبعة مركز الولاية حيث تطبع .

 

نقابة الصحفيين العراقيين

ونظرا للبداية المبكرة، للصحافة في العراق، فإن العراق قد شهد أيضًا إثارة إنشاء جميعة أو نقابة للصحفيين في وقت مبكر، عدة مرات قبل الحرب العالمية الثانية 1939.

وورد في المادة الأربعين من قانون المطبوعات الأول الذي وقعه الملك فيصل الأول، ورئيس الحكومة نوري السعيد، ووزير الداخلية مزاحم الباجه جي، ووزير العدل، جمال بابان، أن للحكومة الحق في إصدار نظام يتعلق بكيفية تأسيس نقابة للمطبوعات والصفات اللازمة لتعيين المخبرين والمراسلين الصحفيين وقد وافق عليها مجلس النواب1931.

وكان نوري ثابت، صاحب أشهر المجلات العراقية، وقتها في طليعة المنادين لقيام نقابة للصحفيين، وكتب في العام نفسه، أن قيام النقابة سيساهم في إنقاذ الصحافة من الفوضى التي تعاني منها.

ومع الكثير من السلبيات التي رافقت أول انقلاب عسكري في تاريخ العراق عام 1936، إلا أن هذه الفترة شهدت اهتمامًا بمسألة تشكيل نقابة للصحفيين،  رغم أنها لم تصل إلى نتيجة إيجابية، ربما أيضاً بسبب التناحر السياسي.

وشهد عام 1944، محاولة جديدة لتأسيس تنظيم نقابي للصحفيين، عندما اجتمع أصحاب الصحف في 12 كانون الأول عام 1944 في مقر ( صوت الأهالي)، التي أصدرها كامل الجادرجي.

وناقشوا مشروع تأسيس نقابة للصحفيين، ونشرت هذه الصحيفة في اليوم التالي ما تم الاتفاق عليه حول الشروع في تشكيل نقابة الصحفيين في بغداد، ودعوة الحكومة لإصدار النظام المتعلق بتشكيل النقابة وكذلك الاحتجاج لدى الحكومة على تجاوز الرقابة على الصحف حدود سلطاتها القانونية بمذكرة يوقعها أصحاب الصحف.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دب النشاط في صفوف السياسيين والصحفيين لتشكيل الأحزاب والجمعيات، فنجح الصحفيون في تأسيس أول تنظيم نقابي لهم، أسموه ( جمعية الصحافة العراقية)، روادها اثنان من قادة الأحزاب الوطنية وهما كامل الجادرجي من الحزب الوطني الديمقراطي وأصبح رئيساً للجمعية وسلمان الصفواني من حزب الاستقلال صاحب صحيفة ( اليقظة) وأصبح سكرتيراً عاماً لها.

ولم يكتب النجاح لهذه الجمعية، وتعطل دورها بعد تشكيلها بفترة قصيرة والمرجح أن ذلك حدث في عام 1952 عندما تولى الفريق نور الدين داود حكومة الطواريء حيث تم تعطيل كل الأحزاب والجمعيات والصحف المعارضة، وأعلنت الأحكام العرفية.

وبعد قيام النظام الجمهوري خطا العراق خطوات كبيرة نحو تشكيل الاتحادات والنقابات المهنية نتيجة التطورات الايجابية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحفية، وفتح الباب على مصراعيه لتأسيس النقابات والجمعيات والمنظمات المهنية بشكل لم يشهد العراق له مثيلاً في السابق.

وفي عام 1959 تم تشكيل أول نقابة للصحفيين بشكل رسمي، تولى مهامها الشاعر محمد مهدي الجواهري، كأول نقيب للصحفيين العراقيين.