مع بداية عام 2025، اندلعت حرائق هائلة في لوس أنجلوس، مدمرة مئات المنازل والممتلكات، وأودت بحياة البعض، مما جعلها واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ المدينة.
ولم يكن قطاع الترفيه، الذي يمثل القلب النابض للمدينة، بمنأى عن التأثيرات الكارثية، إذا أن صناعة السينما والتلفزيون، التي كانت بالكاد تخرج من تأثيرات جائحة كوفيد-19 والإضرابات الطويلة، وجدت نفسها تواجه تحديًا جديدًا يهدد بتعطيل إنتاجاتها الكبرى.
بدأت الحرائق في الخامس من يناير نتيجة للرياح القوية والطقس الجاف الذي ساهم في انتشار اللهب بسرعة مذهلة، والمناطق الأكثر تأثرًا شملت أحياء راقية يسكنها العديد من العاملين في مجال الترفيه، بما في ذلك منتجين، ومخرجين، وممثلين، وقد أحدثت تلك الحرائق في الكثير من الخسائر المباشرة منها:
ووفقًا لتقرير نشره موقع "Deadline" لم يكن تأثير الحرائق على هوليوود مجرد تأثير عابر، بل شكل نقطة تحول في طريقة تعامل القطاع مع الأزمات.
مع اشتداد الأزمة، توقفت العديد من إنتاجات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، سواء بسبب تضرر المواقع أو لإتاحة الوقت للعاملين لمعالجة آثار الكارثة، وقد شملت أبرز القرارات:
وقد قال أحد المنتجين "العمل يمكن تأجيله، لكن حياة الناس وأمانهم يأتي أولاً".
رغم الخسائر، أظهرت صناعة الترفيه تضامنًا كبيرًا بين العاملين، شركات الإنتاج الكبرى ووكالات المواهب قدمت الدعم بطرق مختلفة:
قال أحد العاملين في المجال: "لم أشهد هذا المستوى من التضامن منذ جائحة كوفيد-19. الجميع يساعد بعضهم البعض".
مع مرور الأيام الأولى من الأزمة، حاولت هوليوود استئناف العمل تدريجيًا، ولكن ليس بدون تحديات كبيرة، حيث تم اتخاذ إجراءات لضمان سلامة العاملين ومنها:
قال أحد المسؤولين التنفيذيين: "لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن العاملين في هذه الصناعة لا يزالون يعانون من آثار نفسية ومادية كبيرة".
وقد شهدت الفعاليات الكبرى مثل العروض الأولى للأفلام وحفلات الجوائز تأجيلًا أو إلغاءً، حيث اعتبرت هذه المناسبات غير ملائمة في ظل الأزمة.
رغم حجم الكارثة، يبقى السؤال الأهم، وهو كيف ستتعافى هوليوود؟ خاصة في ظل التأثير المباشر على اقتصاد لوس أنجلوس، الذي يعتمد بشكل كبير على صناعة الترفيه، وتأخير العديد من المشاريع الكبرى، مما يهدد بخسائر مالية كبيرة.
رغم كل التحديات، أبدى العديد من العاملين في القطاع تفاؤلهم بالمستقبل، حيث قال أحد المنتجين: صناعة الترفيه قوية. لقد نجونا من أزمات سابقة، وسنتجاوز هذه الأزمة أيضًا.