دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، إلى هدنة إنسانية عاجلة خلال شهر رمضان في السودان الذي يشهد اقتتالا دمويا منذ أكثر من عام، أدى إلى نزوح ملايين المدنيين داخل وخارج البلاد، وتردي الأوضاع الإنسانية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى، لدعم الشعب السوداني الذي نظمته دولة الإمارات العربية المتحدة، واﻻﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، واﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ (إيغاد)، وإثيوبيا في عاصمتها أديس أبابا.
دولة الإمارات هي الأخرى كانت قد دعت إلى هدنة إنسانية في شهر رمضان لتخفيف المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب السوداني، وذلك في الكلمة التي وجهها الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير الدولة الإماراتي في المؤتمر ذاته.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت قبل يومين عن مصدر وصفته برفيع المستوى في الجيش السوداني رفضه لدعوة أطلقتها دولة الإمارات لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، وجه غوتيريش في كلمته نداء ملحا إلى جميع الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار، داعيا الدول المؤثرة إلى استثمار نفوذها لتحقيق السلام.
وقال إن "رمضان هو شهر السلام والرحمة والتضامن، أرجوكم أن تدعموا الاستجابة الإنسانية بسخاء، وأن تضغطوا من أجل احترام القانون الدولي ووقف الأعمال العدائية".
وأكد أن المبعوث الأممي الخاص يجري مشاورات مكثفة مع الأطراف المتصارعة لدفعهم نحو الالتزام الكامل بإعلان جدة، والعمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وكشف غوتيريش أن الأمم المتحدة بحاجة إلى 6 مليارات دولار لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان، بالإضافة إلى 5 ملايين آخرين في دول الجوار، في ظل ما وصفه بأنه "أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الإفريقية".
وأشار إلى تجربته السابقة كمفوض سام لشؤون اللاجئين، حيث شهد عن كثب الكرم السوداني في استضافة النازحين داخليا واللاجئين من دول مثل إريتريا وتشاد وجنوب السودان، وحتى من إثيوبيا في بعض الفترات.
وأضاف أنه "يجب على المجتمع الدولي اليوم أن يظهر نفس المستوى من الدعم للشعب السوداني في لحظة يأسه، كما فعل السودانيون حين قدموا الدعم لجيرانهم في أوقات المحن".
وأعرب غوتيريش عن امتنانه للدول التي تستضيف أكثر من 3.3 مليون لاجئ سوداني رغم ما تواجهه من تحديات اقتصادية واجتماعية، مؤكدا أن النداءات الإنسانية الحالية تتجاوز بكثير أي نداءات أطلقتها الأمم المتحدة من قبل لدعم السودان والمنطقة.
وألقى المتحدث الضوء على حجم الكارثة، مؤكدا أن السودان يواجه أزمة "مروّعة في حجمها ووحشيتها"، محذرا من اتساع نطاق الأزمة إلى دول الجوار، ما يستدعي استجابة عاجلة من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي.