في ظل الاشتباكات الدامية التي شهدها «الساحل السوري» في الأيام الماضية، جدد الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، دعوته للحفاظ على السلم الأهلي، مُؤكدًا أن الأزمة الحالية «مرت بسلام».
وفي كلمة مُختصرة ألقاها، فجر اليوم الأحد، في جامع الأكرم بمنطقة المزة في دمشق، طالب «الشرع»، بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية.
وأوضح أن الأزمة الحالية «عدت على خير»، مُشددًا على أن «لا خوف على سوريا».
ودعا السوريين إلى «الاطمئنان لأن البلاد تتمتع بمقومات للبقاء»، مُضيفًا «قادرون على العيش سويًا في هذا البلد».
وقال الشرع: إن ما جرى في الساحل كان «ضمن التحديات المتوقعة»، في إشارة إلى مساعي «فلول النظام» لبث الفتنة وإثارة البلبلة. وتابع: «ما يحدث في البلاد حاليًا هو ضمن التحديات المتوقعة وندعو السوريين للاطمئنان بأن سوريا تتمتع بمقومات البقاء».
على صعيد آخر، تعرضت شركة «سادكوب» في محافظة «اللاذقية» بسوريا لهجوم، في وقت لا تزال فيه التوترات الأمنية مُستمرة في «المنطقة الساحلية»، حسبما أفادت وسائل إعلام سورية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر أمني قوله: «تمكنت قواتنا من إفشال هجوم لفلول النظام البائد على شركة سادكوب اللاذقية».
و«سادكوب» هي الشركة السورية المتخصصة في تخزين وتوزيع المواد البترولية.
وكانت «سانا» قد قالت فجر اليوم الأحد، إن «رتلاً تابعًا لقوات الأمن العام انطلق من محافظة إدلب إلى الساحل السوري لملاحقة فلول النظام البائد، وبسط الأمن والاستقرار في المنطقة».
واندلعت اشتباكات مُنذ الخميس، في المنطقة الساحلية السورية بعد سلسلة من الهجمات والكمائن استهدفت قوات الحكومة الانتقالية، وألقي باللوم فيها على أنصار الرئيس السابق بشار الأسد.
من جهة أخرى، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن ارتفاع كبير في عدد القتلى في «الساحل السوري» جراء الأحداث الأخيرة التي بدأت يوم الخميس 6 مارس، حسبما أفادت وسائل إعلام سورية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.
وذكر المرصد، أن «حصيلة الخسائر البشرية التي تتسارع أرقامها بالارتفاع، ازدادت مُنذ دخول المسلحين لمؤازرة قوى الأمن وتشكيلات وزارة الدفاع».
وأشار إلى أن «عدد القتلى بلغ حتى مساء السبت 1018 شخصًا بينهم 745 مدنيًا جرى تصفيتهم وقتلهم بدم بارد في مجازر طائفية».
وقال المصدر ذاته: إن «125 عنصرًا من الأمن العام ووزارة الدفاع وقوات رديفة، من ضمنهم 93 سوريًا على الأقل قُتلوا في الاشتباكات».
ولفت أيضًا إلى أن «148 مُسلحًا من فلول النظام السابق والموالين لهم من أبناء الساحل لقوا حتفهم في الأحداث الأخيرة».
هذا، وأوضح المرصد أن الوضع في المنطقة تدهور حيث انقطعت الكهرباء ومياه الشرب عن مناطق واسعة في ريف اللاذقية لليوم الثاني على التوالي، مما أدى إلى انقطاع الخدمات لا سيما الاتصالات في بعض المناطق.
ومع انقطاع الخدمات وتدهور الوضع الأمني توقفت الأفران عن إنتاج الخبز وأغلقت الأسواق التي كانت مقصدًا للمسلحين والقوات الرديفة للأمن ووزارة الدفاع، مما تسبب في صعوبة تأمين الاحتياجات اليومية للعائلات.
ومُنذ الخميس الماضي، تشهد منطقة الساحل غرب سوريا والتي تعيش فيها أغلبية من الطائفة العلوية، اقتتالًا داميًا راح ضحيته العشرات.
وأعلنت قوات الأمن السورية أنها خاضت اشتباكات مع مجموعات مسلحة تابعة للنظام السابق.
والجمعة، قالت وزارة الدفاع السورية إنها وضعت خطة لضبط الموقف بهدف عدم توسيع العمليات داخل المدن حفاظًا على سلامة أهلها.
هذا، وأعلن مصدر عسكري، يوم السبت، أنه تم إيقاف العملية العسكرية في منطقة الساحل غرب البلاد لحين إخراج العناصر غير المنتمين إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية، فيما أعلنت وزارة الدفاع بالتنسيق مع إدارة الأمن العام إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجيًا إلى المنطقة.
وفي وقت سابق، وصلت تعزيزات أمنية مُشددة إلى مركز محافظة «اللاذقية» في سوريا، بعد ليلة دامية من الاشتباكات، فيما قررت السُلطات فرض حظر تجوال في مدينتي «اللاذقية وطرطوس»، حسبما أفادت وسائل إعلام سورية، في أنباء عاجلة، الجمعة.