التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، اليوم، "محمد علي النفطي" وزير خارجية الجمهورية التونسية و"هانا تيتيه" المبعوثة الأممية إلى ليبيا، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
أبرز الوزير عبد العاطي الأولوية التي يمثلها الملف الليبي بالنسبة للأمن القومي المصري ولمصالح مصر كدولة جوار مباشر لليبيا، مؤكدًا الدعم المصري للجهود الأممية من أجل إطلاق عملية سياسية لتسوية الأزمة فى ليبيا.
وأكد وزير الخارجية على الجهود المصرية لدعم مسار الحل الليبي-الليبي بدون إملاءات أو تدخلات خارجية أو تجاوز لدور المؤسسات الوطنية الليبية، وفقًا لمرجعية "اتفاق الصخيرات"، وصولًا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن.
وأكد أهمية احترام سيادة ليبيا وسلامة أراضيها والنأي بها عن التدخلات الخارجية، وضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل إنفاذ المقررات الأممية ذات الصلة بخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار.
تبدأ اليوم الجمعة في مدينة أنطاليا التركية فعاليات النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي لعام 2025، تحت رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وباستضافة وزارة الخارجية التركية، وذلك خلال الفترة من 11 إلى 13 أبريل/نيسان.
ويكتسب المنتدى أهمية خاصة هذا العام، نظرا لتوقيته في خضم توترات دولية وانقسامات غير مسبوقة على الساحة العالمية، إذ يجتمع قادة ومسؤولون من مختلف الدول لبحث سُبل “استعادة الدبلوماسية في عالم منقسم” -وهو شعار نسخة هذا العام- سعيا لإعادة الزخم للحلول السلمية في مواجهة نزاعات وصراعات متصاعدة.
يُعقد منتدى أنطاليا الدبلوماسي في نسخته الرابعة على وقع تصاعد الاستقطاب الدولي وتفاقم الأزمات العالمية، في وقت تبحث فيه العواصم عن مساحات مشتركة للحوار وسط انقسامات سياسية وصراعات متزايدة. فمنذ انطلاقه عام 2021، رسخ المنتدى مكانته كمنصة دبلوماسية فاعلة تستضيفها تركيا سنويا، تجمع بين القادة والمسؤولين وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم.
وتأتي نسخة هذا العام في ظل مشهد دولي بالغ التعقيد، تشكله تطورات مثل الحرب المستمرة في أوكرانيا، وتجدد التوتر في الشرق الأوسط، لا سيما الحرب على غزة، إلى جانب تحديات عالمية متنامية تشمل التغير المناخي والتطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، يوفّر المنتدى فرصة لإعادة تقييم الأدوات الدبلوماسية المطروحة، وفتح قنوات جديدة للحوار بين أطراف متباعدة سياسيا.
وكانت نسخة عام 2024 قد استقطبت مشاركين من 147 دولة، بينهم 19 من قادة الدول والحكومات، وشهدت تنظيم أكثر من 50 جلسة نقاشية تناولت قضايا سياسية وأمنية وتنموية متنوعة.
وشددت مروة عائشة كزل أصلان، خبيرة العلاقات الدولية في دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، على أن المنتدى لم يعد مجرد فعالية تنظيمية، بل أصبح منصة جدية تُطرح فيها مبادرات حقيقية لتحقيق السلام والاستقرار في قضايا إقليمية حساسة، مشيرة إلى أن المشاركين في المنتدى يجدون فيه أرضية فريدة لتبادل وجهات النظر وبحث الحلول عبر الحوار المباشر.