أعربت وزارة الخارجية في السودان، عن إدانتها الشديدة لخطط كينيا لاستضافة مؤتمر جديد لقوات الدعم السريع ومؤيديها، وهو ما يأتي في سياق الاجتماعات السابقة التي نظمتها الرئاسة الكينية في فبراير الماضي، والتي أسفرت عن إعلان ما يعرف بالحكومة الموازية، هذه الخطوة تثير قلق حكومة السودان، حيث تعتبرها تدخلاً سافراً في شؤون البلاد الداخلية ودعماً لمجموعات تسعى لتقويض استقرار السودان.
وتجددت التوترات بين السودان وكينيا بعد أن استضافت نيروبي في فبراير الماضي اجتماعات لقوات الدعم السريع، التي تخوض صراعاً مع الجيش السوداني منذ منتصف أبريل 2023.
وقد شاركت في تلك الاجتماعات مجموعات سياسية ومدنية، مما أدى إلى توقيع ميثاق سياسي يهدف إلى تأسيس حكومة موازية في بورتسودان، هذا الأمر اعتبرته الخارجية السودانية بمثابة إعلان حرب وتشجيع على تقسيم البلاد، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة.
في بيان رسمي صدر أمس السبت، أكد الناطق باسم خارجية السودان، أن "مليشيا الجنجويد" تواصل تصعيد حملتها ضد مجموعات إثنية معينة في دارفور، حيث تتعرض معسكرات النازحين لهجمات متكررة، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء.
وأشار الناطق باسم خارجية السودان، إلى أن التقارير المتزايدة حول نية كينيا استضافة مؤتمر ثانٍ لقوات الدعم السريع تعتبر بمثابة دعم لمليشيات الإبادة الجماعية، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن استقرار المنطقة وأمنها.
أكدت وزارة الخارجية في السودان، أن المجتمع الدولي قد أبدى استنكاره الشديد للخطوة الأخيرة، حيث عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء تداعياتها المحتملة، والتي قد تؤدي إلى تصعيد النزاع في السودان وتهديد وحدته الوطنية وسلامة أراضيه، هذا القلق يعكس المخاوف من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.
كما أشار البيان إلى إدانة مجلس السلم والأمن الأفريقي لهذه الخطوة، حيث أصدر بيانًا صحفيًا في 11 مارس 2025 يعبر فيه عن موقفه القوي والواضح، وقد دعا المجلس جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي إلى الامتناع عن تقديم أي نوع من المساعدات أو الدعم لأي مجموعة مسلحة أو سياسية تسعى إلى إقامة حكومة أو دولة موازية في السودان، مما يعكس التزامه بالحفاظ على استقرار المنطقة.
في سياق متصل، اعتبرت وزارة الخارجية في السودان، أن استمرار الحكومة الكينية في دعم المليشيات الإرهابية واحتضان أنشطتها يعد انتهاكًا صارخًا للشرعية الدولية ومبادئ مجلس السلم والأمن الأفريقي.
وأشارت وزارة الخارجية في السودان، إلى أن هذا السلوك يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي، ويؤثر سلبًا على سيادة الدول الأفريقية والسلم الاجتماعي، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذا التصرف الذي يتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
قال الدكتور علي يوسف، وزير الخارجية السوداني، إن القوات المسلحة السودانية والقيادة العليا عازمتان على القيام بكل ما يلزم للحفاظ على إقليم دارفور، خاصة عاصمته مدينة الفاشر، ومنع سقوطها في يد ميليشيا الدعم السريع، مؤكدًا أن هناك خطة لتحرير دارفور بالكامل من قبضة المتمردين.
وأشار خلال لقاء خاص مع الإعلامي جمال عنايت، ببرنامج «ثم ماذا حدث»، على قناة «القاهرة الإخبارية»إلى أن القيادة السودانية قدمت مبادرة رسمية إلى الأمم المتحدة لمعالجة الوضع الراهن في السودان، لكنه شدد على أن التناقض بين أهداف الجيش والدعم السريع بلغ ذروته، حيث لا توجد أرضية مشتركة يمكن أن تجمع الطرفين في هذه المرحلة.
وفي حديثه عن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وصفه الدكتور علي يوسف بأنه لا يزال يعيش في وهمٍ كبير، مشيرًا إلى سلسلة من التصريحات المتحدّية التي أدلى بها حميدتي والتي ثبت بطلانها على أرض الواقع، مضيفًا: «قال قبل سقوط القصر الجمهوري إن القصر لن يسقط، وسقط، ثم قال إن الجيش لن يستطيع السيطرة على الخرطوم، فاستطاع الجيش أن يحسم المعركة لصالحه».
وأكد أن ما لم يدركه حميدتي وقيادات الدعم السريع حتى الآن هو أن الغالبية العظمى من الشعب السوداني تقف إلى جانب القوات المسلحة، معتبراً أن هذا الالتفاف الشعبي هو السر الحقيقي وراء انتصارات الجيش واستعادة السيطرة على مواقع استراتيجية هامة في البلاد.