أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، أمس الأحد سيطرتها على مخيم كبير للنازحين في شمال دارفور، بعد هجوم استمر أربعة أيام، أدى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى.
وبحسب وكالة "رويترز" تركز القتال حول مخيم "زمزم" الذي يؤوي إلى جانب مخيم أبو شوك المجاور نحو 700 ألف نازح جراء الحرب في السودان، وأفادت منظمات إغاثة بأن الهجوم دمر ملاجئ وأسواقا ومرافق للرعاية الصحية.
وقالت قوات الدعم السريع في السودان، "قامت قواتنا بنشر وحدات عسكرية لتأمين المدنيين والعاملين في الحقل الطبي الإنساني في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور بعد تمكنها من تحرير مخيم زمزم بشكل كامل".
وأضاف بيان قوات الدعم السريع في السودان، أن "الجيش وقوات الحركات المشتركة (حركات دارفور المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام 2020) كانت تتخذ من المخيم ثكنة عسكرية ومن المدنيين دروعاً بشرية"، على حد قوله.
وتحدث البيان عن "التزام قوات الدعم السريع في السودان الكامل بالقانون الدولي الإنساني، وحرصها على حماية المدنيين وتفادي أي أعمال قد تمس بالمرافق المدنية".
وقالت قوات الدعم السريع في السودان، إن "المخيم استخدم قاعدة لحركات الارتزاق"، لكن منظمات إنسانية نددت بما حدث بوصفه هجوما استهدف المدنيين الضعفاء، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، الذين باتوا يواجهون مجاعة.
أدانت مصر الهجمات على مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتستهجن الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولى التى أسفرت عن مقتل المدنيين السودانيين وعدد من الكوادر بمنظمة الإغاثة الدولية.
وتشدد على ضرورة عدم الاعتداء بأي شكل من الأشكال على العاملين في المجال الإنساني، وتعرب مصر عن خالص تعازيها للشعب السوداني الشقيق ولأسر الضحايا.
كما تعاود مصر التأكيد على موقفها الثابت والداعم للسودان الشقيق ولمؤسساته الوطنية واستقراره وأهمية احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضيه.
وعلى صعيد اخر، استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة المصري، الأربعاء، الدكتور علي يوسف الشريف وزير خارجية السودان، وذلك على هامش المؤتمر الوزاري لعملية الخرطوم.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن وزير الخارجية أكد خصوصية العلاقات الثنائية والروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، مشدداً على وقوف مصر بجانب السودان، ودعمها لأمنه واستقراره ومؤسساته الوطنية ووحدة وسلامة وسيادة الأراضي السودانية، كما تناول الجانبان المستجدات الأخيرة فى السودان الشقيق وجهود استعادة الاستقرار وإحلال السلام في كافة أنحاء البلاد.
واستعرض الجانبان تطورات الجهود الرامية لدعم السودان على المستويين الإقليمي والدولي، وسبل المساعدة في التخفيف من التداعيات الإنسانية.
وعلى صعيد اخر، استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، وذلك في إطار تعزيز سبل التعاون المشترك لمواجهة التحديات الصحية، ودعم مصابي الحرب في قطاع غزة والسودان.
في بداية الاجتماع، أعرب الدكتور نعمة عابد عن شكره العميق للدكتور خالد عبدالغفار، مُثمنًا جهود وزارة الصحة والسكان في توفير الدعم الكامل لمصابي الحروب في كل من قطاع غزة والسودان، مشيدًا بقرار الوزير بتفعيل لجنة صحة الوافدين، مؤكدًا أهمية هذه الخطوة في تعزيز التنسيق والفاعلية.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع استعرض جهود الوزارة بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر في استقبال الوافدين السودانيين،و تقديم الخدمات طبية شاملة لتلبية احتياجاتهم الصحية.
وأضاف "عبدالغفار" أنه تم خلال الاجتماع استعراض الأنشطة التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية عبر برنامج الطوارئ الصحية، والذي يشمل التعامل مع التحديات الصحية الناتجة عن الحروب في غزة والسودان، بالإضافة إلى دعم الوافدين ،كما تم مناقشة نهج الصحة الواحدة وأجندة الأمن الصحي العالمي، إلى جانب ضوابط الصحة العالمية وأنظمة المراقبة التي تضمن الاستجابة الفعالة للجوائح الصحية.
وأشار "عبدالغفار" إلى أن الاجتماع تناول أساليب استجابة فريق الطوارئ في منظمة الصحة العالمية –مكتب مصر– للطوارئ الصحية، بما في ذلك التنسيق مع الجهات المعنية، وتوفير الدعم اللوجستي اللازم، وزيادة قدرة المنشآت الصحية على استيعاب الحالات الطارئة، كما تم بحث آلية نقل المرضى مع المعدات الطبية الضرورية، إلى جانب تغطية تكاليف الرعاية الصحية وإعداد التقارير اللازمة.