أعلنت القوات البرية الكورية الجنوبية، اليوم الجمعة، عن تنفيذ تدريبات ليلية مكثفة بالذخيرة الحية في بلدة غوسونغ الحدودية الساحلية، وذلك في إطار جهود تعزيز الجاهزية القتالية للقوات المسلحة في مواجهة التهديدات المحتملة.
وذكرت القوات البرية الكورية الجنوبية، في بيان رسمي أن "نحو 300 جندي من الفيلق الثالث شاركوا في التدريبات، التي استمرت يومي الأربعاء والخميس، في بلدة غوسونغ الواقعة على بعد حوالي 160 كيلومترا شمال شرق العاصمة سيئول"، مشيرة إلى أن التمرين يهدف إلى رفع مستوى التأهب والاستجابة السريعة لأي استفزاز محتمل.
وأضاف القوات البرية الكورية الجنوبية، أن التدريبات شهدت تعبئة حوالي 40 قطعة من المعدات العسكرية الرئيسية، أبرزها مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع من طراز "K9A1"، وقاذفات الصواريخ المتعددة من نوع "تشونمو"، إلى جانب معدات مراقبة متطورة، مثل الرادارات المضادة للبطاريات والطائرات بدون طيار (UAV).
وخلال المناورة، تحاكى الجنود سيناريو هجوم افتراضي، حيث تم رصد "استفزاز عدائي وهمي" عبر أنظمة الرادار، وردّت القوات بإطلاق نيران دقيقة، قبل أن تستخدم الطائرات بدون طيار لتقييم النتائج وضمان إصابة الأهداف بنجاح، ثم تكررت عملية إطلاق النيران، في عرض عملي يؤكد سرعة وكفاءة الرد العسكري.
وأكدت القوات البرية الكورية الجنوبية أن هذه التدريبات تأتي ضمن خطط مستمرة لتعزيز الجاهزية العملياتية، مشددة على "مواصلة بناء قوة ردع ساحقة قادرة على التعامل مع أي تهديدات عبر التدريب العملي والميداني في بيئات قتال حقيقية".
من جانبها، وصفت وزارة الدفاع في كوريا الشمالية هذه التدريبات المشتركة، بالإضافة إلى مناورات أجرتها مؤخراً كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة، بأنها استفزازات عسكرية خطيرة تهدد الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
وفي بيان شديد اللهجة صدر الأربعاء، حذرت وزارة الدفاع في بيونغ يانغ من أن "كوريا الشمالية ستردع بقوة أي محاولات عدوانية من جانب الحليفتين"، متهمة واشنطن وسيئول بـ"إثارة التوترات عبر نشر الأصول العسكرية الاستراتيجية بشكل غير مسبوق".
وأوضحت الوزارة أن التدريبات الجوية المشتركة، التي نُفذت الثلاثاء بمشاركة قاذفات أمريكية استراتيجية من طراز "B-1B" فوق شبه الجزيرة، إلى جانب مقاتلات كورية جنوبية من طرازي "F-35A" و"F-16"، وأخرى أمريكية من النوع نفسه، تمثل "تصعيداً خطيراً واستعراضاً للقوة سيدفع المنطقة إلى حافة الخطر".
وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة تمادت في نشر غواصات نووية وقاذفات استراتيجية وحاملات طائرات في مياه شبه الجزيرة، حتى أصبحت هذه التحركات العسكرية استفزازاً روتينياً"، محذرة من أن "مثل هذه الأفعال ستجلب تداعيات سلبية خطيرة وتزيد من حدة التوترات الأمنية".
وشددت الوزارة على أن "كوريا الشمالية ستمارس الردع الساحق وستُجبر الولايات المتحدة على استيعاب حقيقة مفادها أن زيادة الاستفزاز سيُقابل بزيادة مستوى الخطر الذي يهددها".
يُذكر أن تحليق القاذفات الأمريكية فوق شبه الجزيرة هذا الأسبوع يُعد المرة الثالثة هذا العام، بعد مهمتين مماثلتين في فبراير، ضمن سلسلة مناورات تستعرض جاهزية التحالف الأمريكي الكوري الجنوبي للرد على التهديدات النووية والصاروخية من بيونغ يانغ.