أعلنت الصين اليوم الاثنين، اعتزامها فرض عقوبات على أعضاء بالكونجرس الأمريكي ومسئولين ورؤساء منظمات غير حكومية بسبب "سلوكهم الصارخ" بشأن قضايا متعلقة بهونج كونج.
تأتي العقوبات ردًا على قرار واشنطن بفرض عقوبات على ستة مسئولين من الصين وهونج كونج الشهر الماضي؛ وهو الأمر الذي أدانته وزارة الخارجية الصينية بشدة.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية في الصين، قوه جياكون، العقوبات الأمريكية بأنها "تدخل شديد" في شئون هونج كونج، التي تمثل الشئون الداخلية للصين، مضيفًا أنها تشكل انتهاكًا خطيرًا لمبادئ القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، حسبما أوردت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينج بوست) الصينية.
وبحسب الصحيفة، فرضت واشنطن عقوبات على مسئولين بالأمن القومي ومسؤولين رفيعي المستوى آخرين في 31 مارس الماضي، قائلةً إنهم استخدموا قوانين الأمن القومي التابعة لمدينة هونج كونج شبه المستقلة خارج الحدود الإقليمية لترهيب وإسكات ومضايقة 19 ناشطًا مؤيدًا للديمقراطية.
أكدت القنصل العام الصيني لدى دبي، "أو بوه تشيان" أن تصرفات الولايات المتحدة المتعلقة بفرض ما يعرف بـ "الرسوم الجمركية المتبادلة" على شركائها التجاريين لا تقتصر على المجال التجاري فحسب، بل قد تمتد لتشمل مجالات أخرى.
وقالت "تشيان" ـ في تصريحات لها، حسبما نقلت قناة (سي جي تي إن) الصينية -" إن بكين لن تستسلم للترهيب الأمريكي، بل ستواصل التزامها بنظام التجارة المتعددة الأطراف القائم على القواعد"، موضحة أن بلادها تسعى إلى تعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار .
يذكر أن الولايات المتحدة قد أعلنت مؤخرًا عن فرض الرسوم الجمركية المتبادلة على شركائها التجاريين، رغم المعارضة الواضحة من المجتمع الدولي، فيما تتصاعد العواقب السلبية الناتجة عن هذه الخطوة بشكل متزايد.
صرح السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، «شيه فنغ»، بأن بكين ستتخذ إجراءات "مُضادة حاسمة" إذا فرضت عليها دول أخرى رسومًا جمركية أو شنّت حروبًا تجارية.
وقال السفير في حديث، نشرته البعثة الدبلوماسية الصينية في واشنطن على موقعها الإلكتروني: "تُعارض الصين بشدة أي شكل من أشكال التعريفات الجمركية أو الحرب التجارية. ويتم التمسك بذلك ليس فقط لحماية المصالح الوطنية للصين وكرامتها، بل وكذلك لحماية النظام التجاري والاقتصادي الدولي والعدالة والإنصاف الدوليين".
وأشار الدبلوماسي إلى أنه إذا فرضت دول أخرى "رسوم جمركية وحروبًا تجارية" على الصين، فإن بكين سترد وستتخذ "إجراءات مُضادة حاسمة".
وأضاف شيه فنغ: "في ظروف عدم الاستقرار وعدم اليقين في العالم، تبقى الصين السوق الضخمة الواعدة أكثر في كل العالم، وتبقى كذلك القوة الدافعة الرئيسية للنمو الاقتصادي العالمي وأفضل وجهة استثمارية للمستثمرين الأجانب".
وشدد السفير الصيني، على أن تنمية وتطور بلاده تظل "فرصة مشتركة للعالم أجمع".
يُذكر أن «ترامب»، أعلن في الثاني من أبريل، فرض رسوم جمركية على الواردات من (185) دولة وإقليمًا. ودخلت الرسوم الموحدة بنسبة (10%) حيّز التنفيذ في الخامس من أبريل، في حين بدأت الرسوم الفردية في التاسع من الشهر ذاته. وقد بلغت الرسوم على فيتنام (46%)، وعلى كمبوديا (49%)، وعلى ماليزيا (24%). وفي التاسع من أبريل، أعلن ترامب تعليق العمل، لمُدة (90) يومًا، بالرسوم الإضافية المفروضة على بعض الدول والأقاليم بناء على مبدأ المعاملة بالمثل.
وبعد سلسلة من الخطوات في الحرب التجارية، وصلت التعريفة الجمركية الأمريكية "المتبادلة" الإضافية على السلع الصينية إلى (125%)، كما وصلت التعريفة الجمركية الانتقامية الصينية على السلع الأمريكية إلى (125%) أيضًا. علاوة على ذلك، فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية أخرى بنسبة (20%) على الصين، والتي تم فرضها على خلفية اتهامات بعدم مكافحة المخدرات الاصطناعية بشكل كاف.