مظاهرات ١٩ ديسمبر.. السيناريوهات المتوقعة في السودان
وسط تغيرات المشهد السياسي وتسارع الأحداث ، تطل ذكرى ثورة ديسمبر ٢٠١٨ في عامها الثالث، بصورة ورؤية مختلفتين.
وهذه الذكرى تاتي في ظل مشهد سياسي ما عاد كما كان …فشراكة السياسيون والعسكر ذهبت إدراج الرياح ، والقوى السياسية انقسمت فيما بينها ، فمنهم من يدعم اتفاق حمدوك البرهان ، ومنهم من أثر البقاء على موقفه.
ويعتبر فيلم السفارة في العمارة للمبدع عادل امام من روائع السينما المصرية وهو يعبر عن حالة حمدوك الآن وسط قوى الثورة الحية ، فالسياسة لعبة الممكن والمستحيل أحالت حمدوك من خانة مؤسس الدولة المدنية وأحد رموز الثورة ، الى خانة العمالة والخيانة والتماهي مع الجيش ، هكذا المشهد الذى تحل فيه ذكرى الثورة والتي أطاحت بنظام البشير ، لتجد أن يوم الغد هو ليس يوما للاحتفال بها كرمزية تاريخية أسقطت النظام ، بل تحل وسط مطالب مختلفة وحراك دائم في الشارع الذي ظل على ما هو عليه يزداد إصرارا وتمسكت بمطالبه في كل يوم …تساؤلات كثيرة تطرح حول السيناريوهات المتوقعة خلال مظاهرات الأحد ، فكيف ستكون الصورة :
التوقعات :
على الرغم من الدعوات المختلفة للمليونيات مؤخرا ، الا انه بدأ واضحا بان العسكريين ماضون في الإجراءات التي تم اتخاذها في ٢٥ أكتوبر ، وكذا الشارع الذى يزداد إصرارا ، مما يجعل التوقعات عصية حول تحقيق الأهداف في ذكرى الثورة الثالثة .
ويرى محللون أن مظاهرات الأحد ستكون مثل سابقتها لن تحقق اي هدف على اعتبار أن الوسائل متعددة والدعوات من أطراف متعددة ولكل شخص مطلب مؤكدين عدم استجابة العسكريين لذلك، متوقعين خروج الجماهير باعداد اقل نسبة لخوفهم من القتل الذي يحدث في كل مليونية داعين المواطنين للتعامل بحكمة والاستفادة من السلبيات التي حدثت في المسيرات السابقة.
فيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة في مليونية التاسع عشر من ديسمبر يرى المحلل السياسي خالد حسين بسير أنها ستكون مثل سابقتها متوقعا بأنها لن تحقق شيئا كما أنها ستجر الشارع إلى أشياء في غنى عنها على حد قوله، مشيرا إلى أن المسألة بها نوع من العجلة والسرعة وبدون تخطيط كما وصفها وقال في تقييمي أن هذه المليونية لن تكون اقل من سابقاتها وعلى الشارع تصحيح المسار والابتعاد عن السلبيات التي حدثت في الماضي وأضاف التغيير هو خير والشعب اجتهد في ثورته وحدثت مشاكسات في نصف الطريق لذلك لابد من الحوار لان الخلافات لا تسير اما إلى الأفضل داعيا الشعب للتعامل بحكمة والاستفادة مما مضى.
اهداف وقرارات
من جانب آخر يؤكد المحلل السياسي احمد عابدين، عدم استجابة المكون العسكري لمليونية 19 ديسمبر كما أنها لن تحقق شيئا لان الهدف والوسائل ليست واحدة متوقعًا أن تعقب مظاهرات الغد قرارات شبيهة بقرارات ٢٥ أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى حدوث سيناريوهات مختلفة ومطالب متعددة لان الشارع لم يصبح ذات قيادة موحدة.
ولفت عابدين، أن لجان المقاومة لها هدف والحزب الشيوعي ايضا له ووجود أجندة عالمية تعمل على تشتيت الشارع وهناك من يخرج لذكرى اعلان الاستقلال والثورة وآخرون لهم مطالب متعددة، مؤكدًا عدم تحقيق اي هدف في هذه المليونية وأضاف واقع يوم الغد من خلال توقعاتي فإن الجماهير سوف تخرج ولكنها ليست بالكثافة السابقة لان المواطنين أصبحوا خايفين في كل موكب يسقط قتلى والدعوات انطلقت من أطراف شتى وتساءل لمن سوف تستجيب المؤسسة العسكرية ولمن تسلم السلطة في حال عدم الإجماع هل لفولكر وأعوانه؟ لان هناك أشخاصا يريدون لفولكر أن يحكم السودان.
هل يتراجع العسكريون
وبالحديث عن ما هو متوقع في مليونية الغد وصفها المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر بأنها تتويج للمسيرات التي سبقتها وتلخيص للانتقال الديمقراطي بالبلاد وقال إن المسألة الأكثر وضوحا هذه المسيرة تم اعتراضها بانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، منوهًا إلى أن هذا الانقلاب خلق ردة فعل عنيفة لدى الثوار ودعاة التغيير مما وجد تعاطفا من المجتمع الدولي والإقليمي.
وتابع هناك مظهر بان المدنية حدث لها انحراف وتوقع أن يحدث في مسيرة الغد التراجع لما قبل ٢٥ أكتوبر أو إنهاء التعامل مع العسكريين، لافتًا إلى تراجع المكون العسكري مع مدنية الدولة التي أصبح الطريق أمامها مفتوحا، قائلًا “ايا كانت الاحتجاجات فهي لتأكيد وتأييد المضي قدما لتحقيق الديمقراطية وتوقع خروج الجماهير باعداد كبيرة للتعبير عن الرغبة في التغيير”، موكدًا استجابة المكون العسكري للشارع مع استمرار الشراكة والعمل على الانتقال عن طريق إنتخابات حرة ونزيهة وقال ليس هناك ما يدعو لزيادة قبضة القوات المسلحة في إطار شمولي جديد، مشيرًا إلي أن تكون مليونية التاسع عشر من ديسمبر ٢٠٢١ خطوة قوية لتحقيق مدنية الدولة بدون انهيار .