أمريكا تُقرر فرض عقوبات على شركة صينية و30 ناقلة نفط

فرضت «الولايات المتحدة» عقوبات على شركة "غوانغشا تشوشان" للطاقة الصينية و(30) ناقلة نفط، بسبب تورطها في نقل «النفط الإيراني»، هذه الخطوة تعكس استمرار النهج الأمريكي في تتبّع شبكات تهريب النفط الإيراني، وتوجيه رسائل واضحة إلى الشركات الأجنبية المتعاملة مع طهران.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها: "اليوم تفرض وزارة الخارجية عقوبات على شركة صينية ثانية لتشغيل المحطات، وهي شركة غوانغشا تشوشان للطاقة، والتي استلمت ما لا يقل عن ثماني شحنات من النفط الإيراني خلال السنوات القليلة الماضية".
كما أدرجت الخارجية الأمريكية، ثلاث شركات لخدمات السفن "لتورطها في نقل النفط الإيراني"، حسبما ذكرت الوزارة.
وبالإضافة إلى ذلك، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على كيانات قانونية من الإمارات والهند بسبب توريدها النفط الإيراني.
وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية: "تُعزز إجراءات اليوم سياسة الضغط الأقصى التي ينتهجها الرئيس ترامب لحرمان الحكومة الإيرانية من أي سبيل لامتلاك سلاح نووي".
وتابعت: "ستحد هذه العقوبات من تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل أنشطته المزعزعة للاستقرار، وهي جزء من التزام الرئيس ترامب بوقف صادرات النفط الإيرانية تمامًا، وخاصةً إلى الصين".
الصين تُجهّز ترسانتها التجارية لمواجهة ترامب.. «الرقائق» والدفاع في مقدمة الأهداف
مُنذ عودة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» إلى البيت الأبيض في يناير (2025)، تفاقمت التوترات التجارية بين «الصين والولايات المتحدة»، مما دفع "بكين" للاستعداد لاستخدام ترسانتها التجارية بالكامل في مواجهة الإجراءات الأمريكية الأخيرة، وهو ما يتجاوز فرض رسوم جمركية مُضادة.
بكين تستعد لمواجهة الضغوط الأمريكية
ونتيجة لسياسات «ترامب» التجارية المتشددة، استفزت واشنطن نظيرتها بكين، التي طورت خلال السنوات الأخيرة مجموعة متنوعة من الأدوات لمواجهة هذه الضغوط الأمريكية، حسبما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وقررت «الصين»، رفع الرسوم الجمركية على جميع الواردات الأمريكية إلى (84%)، ردًّا على فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة (104%) على الواردات الصينية.
ودفع هذا التصعيد «ترامب»، إلى اتخاذ إجراء أكثر تشددًا، إذ أعلن عن زيادة الرسوم الجمركية على الصين إلى (125%) بأثر فوري، مع تعليق زيادة الرسوم على عشرات الدول الأخرى.
وبينما يُركِّز دونالد ترامب على الرسوم الجمركية كأداة تجارية مُفضلة، تتجاوز استراتيجية الصين ذلك بكثير، مُعتمدة على جاذبية سوقها الضخم للشركات الأمريكية كورقة ضغط رئيسية.
ترسانة الصين المتكاملة في مواجهة التحديات
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الصين أعدَّت مجموعة متنوعة من الأدوات تتجاوز الرسوم الجمركية لمواجهة الولايات المتحدة، تشمل "ضوابط التصدير للمواد الحيوية التي تستخدمها الشركات الأمريكية في صناعة الرقائق الإلكترونية والمنتجات المرتبطة بالدفاع، وإطلاق تحقيقات تنظيمية مصممة لتخويف الشركات الأمريكية ومعاقبتها، وإنشاء قوائم سوداء تهدف إلى منعها من البيع في الصين".
كما تعمل السُلطات الصينية على تطوير أساليب جديدة للضغط على الشركات الأمريكية للتخلي عن ملكيتها الفكرية أو فقدان إمكانية الوصول إلى السوق الصينية.
وفي إطار إجراءاتها المضادة الأخيرة، أضافت الصين (6) شركات أمريكية، بما في ذلك شركات مرتبطة بالدفاع والفضاء مثل "Shield AI" و"Sierra Nevada"، إلى القائمة السوداء التجارية، وفرضت ضوابط تصدير على (12) شركة أمريكية أخرى، بما في ذلك شركة "American Photonics" و"BRINC Drones".
وقال «إيفان ميديروس»، المسؤول السابق في الأمن القومي خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما والأستاذ حاليًا في جامعة جورجتاون: "وضعت الصين بشكل منهجي ترسانة جديدة من الأدوات تهدف إلى تقليل التكلفة على الصين وزيادة الألم على الولايات المتحدة.. إنهم مُستعدون بطريقة تمنحهم ميزة غير متماثلة في الحرب التجارية".
وأخذت الحكومة الصينية ووسائل الإعلام الرسمية نبرة متُحدية، إذ صرحت وزارة التجارة الصينية: "إذا أصرت الولايات المتحدة على طريقها، فستقاتل الصين حتى النهاية".
فيما قالت وزارة الخارجية الصينية: إن بكين ستتخذ إجراءات قوية للدفاع عن مصالح البلاد، لكنها تركت الباب مفتوحًا للتفاوض في ظل شروط "المساواة والاحترام والمعاملة بالمثل".
صحيفة أمريكية: «الزعيم الصيني يُحقق انتصارًا كبيرًا في الحرب التجارية ضد ترامب»
في غضون ذلك، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، يوم الأحد، بأن الزعيم الصيني، «شي جين بينج»، أمضى أسبوعًا مُثمرًا وحقق فوزًا في "الحرب التجارية" التي شنها الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب».