حزب البشير يقف خلف عمليات القتل في مظاهرات السودان
كشفت صحيفة “الراكوبة” السودانية، أن مصدر أمني كبير أوضح أن حديث قادة الجيش عن التحقيق في قتل 48 شهيدا واغتصاب أكثر من 13 سيدة في الاحتجاجات التي اجتاحت الشارع السوداني منذ قرارات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر، بأن عمليات القتل والقمع تقوم بها مجموعة مختلطة من كتيبة خاصة تضم الأمن الشعبي والطلابي إضافة إلى قوات جبريل إبراهيم وحركة نماذج وتعمل بأوامر مباشرة من عدد من القيادات السودانية ويتم تطعيمها بمجموعة متشددة من قوات “أبو طيرة”.
وأوضح المصدر للراكوبة أن هذه المجموعة تعمل بتنسيق تام مع كتيبة تخطيط استراتيجية تضم قيادات اتحادات طلابية وشبابية وأمنية تتبع للمؤتمر الوطني المحلول ولديها اتصالات مباشرة مع قيادات تقليدية للأمن الشعبي والمؤتمر الوطني داخل سجن كوبر وتركيا.
دعت قوى الحرية والتغيير في السودان كل قطاعات الشعب للمشاركة في المظاهرات السلمية
جدير بالذكر، أنه دعت قوى الحرية والتغيير في السودان كل قطاعات الشعب للمشاركة في المظاهرات السلمية، واستمرار التصعيد ضد هيمنة العسكريين على السلطة، وإلى تنظيم تظاهرات جديدة في 25 و30 ديسمبر الجارى، وطرحت إعلانًا سياسيًا يؤكد ضرورة إجراء إصلاحات سياسية شاملة خلال الفترة الانتقالية تنتهى بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وتأتي تلك الخطوات بعد أن كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أنه يعتزم الاستقالة من منصبه خلال ساعات وذلك لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وقال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إن استقرار بلاده ووحدتها في خطر، ودعا إلى “التوافق على ميثاق سياسي” لحماية مستقبل السودان.
تصريحات حمدوك جاءت قبل يوم من احتجاجات مقررة الأحد، حيث تصادف مظاهرات المزمعة الذكرى السنوية الثالثة للاحتجاجات التي كانت بداية لانتفاضة شعبية أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
من جانبه عبر الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، الأحد، عن أمله بالوصول في نهاية المرحلة الانتقالية إلى تشكيل حكومة منتخبة تقود إلى تجاوز الخلافات ووحدة الصف.
ووجه البرهان، كلمة للشعب السوداني، هنأه فيها، بالذكرى السادسة والستين لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، وبالذكرى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة.
وقال البرهان، في كلمته: “أتقدم بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى السادسة والستين لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان والذكرى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة، ووجب علينا ونحن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة، أن نستذكر ونستصحب خلال هذه المسيرة الوطنية شجون وأحلام الآباء المؤسسين وطموحات شبابنا الثائرين”.
وأوضح أن “تلك الطموحات والأحلام تتلاقى في بناء الوطن على ذات الأسس الحرية والسلام والعدالة، ومصلحة الشعب التي تبني بالعزم ونكران الذات”، معبرًا عن أمله بـ”أن السودان يصل في نهاية الفترة الانتقالية إلى حكومة منتخبة تقودنا إلى تحقيق ما كان يتطلع إليه الآباء”.
ولفت إلى أن ذلك يتلخص في “قدرة وعزم أبنائهم على تجاوز الخلافات والتسامي والتسامح، والقدرة على وحدة الصف واستنهاض الهمم، وإعلاء القيم الوطنية، حتى نستكمل تأسيس الدولة السودانية على أسس المواطنة والحرية والعدالة”، متابعًا “سنمضي بذات الروح وذات العزم لاستكمال مطلوبات ثورة ديسمبر المجيدة والعمل مع أبناء الوطن المخلصين، في الوصول إلى غايات الانتقال التي يحلم بها أبناؤنا وبناتنا في إقامة الدولة المدنية المنتخبة، لتتولي إدارة الدولة”.
وكان قد أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الدكتور الهادي إدريس أن السودان يمر بمرحلة انتقالية حساسة، مشددًا على أهمية عدم التفريط في أمن واستقرار البلاد.