العزاوي: إيران تريد حليفًا في الشرق يستطيع أن يتحرك بسهولة
قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس مركز الأمصار للدراسات، إن التحالف الصيني الإيراني الجديد يأتي بجانب العلاقات القديمة التي تربطهما بملفات كثيرة وبالأخص ملف الشرق الأوسط، إذ أن هناك رؤية متطابقة بين البلدين فيما يخص منطقة الخليج العربي.
وأشار العزاوي، في حديث له عبر قناة الشرق الإخبارية، إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى مسألة توسيع العلاقات بين الصين وإيران والذي من شأنه أن يوسع مجال الصين بالمنطقة الدافئة وما يهمها الآن هي منطقتنا "منطقة الخليج العربي".
وأكد رئيس مركز الأمصار للدراسات، أن إيران لديها استراتيجية مختلفة، فهي تريد أن يكون لها حليفا في الشرق يستطيع أن يتحرك بسهولة، مثلما صنعت لها حليفًا في الغرب وهو روسيا وقد شاركتها في العديد من الملفات مثل الملف السوري.
ولفت إلى أن تشكيل إيران لهذه الاستراتيجية، من وجهة نظرها، سيحميها اقتصاديا من العقوبات التي فرضت عليها، وكانت ولا تزال تشكل خطرا كبيرا على اقتصادها.
وتابع: "لازلت أؤكد على أن تحالف الصين وروسيا وإيران هو تحالف بعيد المدى لكنه لن يؤثر على التحالف الدولي".
وعن العلاقات العسكرية بين إيران وروسيا، قال العزاوي: "القوة العسكرية لإيران تشكلت في السنوات الأخيرة من مجموعة مختلفة من العقائد العسكرية، وكلاهم يتطابقان من ناحية العقيدة القومية وهي تتناغم مع العقيدة القومية للقوة العسكرية الروسية، لكن في النهاية لكل منهم هدفه الاستراتيجي المختلف".
وأكد الدكتور رائد العزاوي، أن إيران تعي جيدا أهمية عدم قطع خطوط الاتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل، لأن هذا سيؤدي إلى وقف الملف النووي الإيراني بشكل نهائي، فهي الآن تحاول استعادة التقارب مرة أخرى مع العديد من الدول مثل السعودية، كما تعيد إدارة الأمور في سوريا والعراق واليمن فيما يخدم مصالحها وعلاقاتها مع دول الخليج.
رائد العزاوي: إيران تريد تغيير سياستها تجاه العراق
وكان قد قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس مركز الأمصار للدراسات والأبحاث، إن تعيين سفير إيراني جديد بالعراق، هو إجراء طبيعي بعد انتهاء مهمة السفير أريج مسجدي، موضحًا أن عملية تغيير السفراء التي تقوم بها إيران تعتبر طبيعية وتجري في معظم بلدان العالم، وأصبح واضحا أنها تريد تغيير سياستها تجاه العراق، خصوصًا بعد المتغير المهم والذي طرأ بعد الانتخابات الأخيرة.
وقال العزاوي، في لقاء له عبر قناة العربية الحدث الإخبارية: "الكثير ربط خطوة تغيير السفير الإيراني بالعراق لما يجري في البلاد، لكني أرى أن ذلك يأتي نتيجة للإخفاق الذي شهدته إيران منذ ثورة تشرين عام ٢٠١٩، وهو ناتج عن سوء إدارة واضح من قبل الحرس الثوري الإيراني، والاطلاعات الإيرانية التي فشلت في إدارة الملف العراقي، وهناك أزمة حقيقة في هذا الملف واسباب ذلك يعود لأن إيران فقدت عراب الملف وهو قاسم سليماني والذي لم يستطع أن يعوض مكانه أي شخصية آخر".
الانتخابات العراقية
ورد العزاوي، على سؤال، حول ما إذا كانت من مهام السفير الجديد إبطال مفعول الانتخابات العراقية، قائلًا: "لا أعتقد ذلك، لأنه يعلم جيدا أن إبطال مفعول الانتخابات سيؤدي إلى تزعزع القوى السياسية الشيعية الحالية، وهو ما لا ترغب فيه ايران".
وتابع: "ستسير الأمور في العراق إلى بقاء الحكومة الحالية وبقاء الصراع بين التيار والإطار كما هو مخطط لها لا غالب ولا مغلوب وستسير العملية السياسية كما هو مخطط لها نهاية العام المقبل 2023 ثم تجرى انتخابات مبكرة، فجميع قادة الكتل السياسية متخندق حول مصالحه".
واستطرد: "كل الأطراف السياسية أصبحت على يقين بأن أي محاولة لإبطال مفعول نتائج الانتخابات العراقية ستؤول إلى خسارتهم في حالة اجريت الانتخابات غدا"، مؤكدًا أن عليهم تغيير قانون الانتخابات الحالي لن يكون هناك قانونا يحفظ مصالحهم بدون مجلس نواب وتعديل بعض فقرات الدستور ثم اجراء استفتاء على ذلك.
وسلط العزاوي الضوء، على تصريحات أول سفير إيراني بالعراق بعد عام ٢٠٠٣، والتي كانت تحمل دائما رسالة مغزاها أن العراق ساحة حرب لإيران مع الغرب والمجتمع الدولي وأنها بوابة لتصدير الثورة الإيرانية.
وأضاف: "هذا الفشل الذريع الذي تحقق من خلال الشارع العراقي والنخب العراقية الوطنية أظهر عورات النظام الإيراني الفاسد وكان من الضروري تغيير هذا السفير، وليس فقط تغيير السفير وإنما تغير طريقة التعاطي مع الملف العراقي".