بعد حادث ميناء العقبة بالأردن.. ما غاز الكلورين وأبرز حوادثه التاريخية
أثارت مقاطع متداولة لحادثة تسرب غاز سام في ميناء العقبة، جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت سحابة صفراء منبعثة فوق المكان.
وتسبب حادث تسرب غاز سام في ميناء العقبة، في وفاة 10 أشخاص، وإصابة 234 آخر بالاختناق، فيما سيطرت الجهات المعنية على التسرب في وقت لاحق.
الغاز الأصفر أو غاز الكلور
يمكن التعرف على غاز الكلور من خلال رائحته اللاذعة والمهيجة، والتي تشبه رائحة التنظيف «التبييض»، وقد توفر الرائحة القوية تحذيرًا كافيًا للأشخاص من تعرضهم.
ويعتبر الكلور نفسه غير قابل للاشتعال، ولكنه يمكن أن يتفاعل بشكل متفجر أو يشكل مركبات متفجرة مع مواد كيميائية أخرى مثل التربنتين والأمونيا.
وبحسب مركز مكافحة الأمراض CDC فإن غاز الكلور من أهم مكوناته كلوريد الصوديوم (الملح) المعروف منذ العصور القديمة، لكن الكلور كغاز لم يعرف إلا في القرن الـ17.
ويتميز الكلور باللون الأصفر المخضر، ويعتبر أكثر كثافة من الهواء، وله رائحة نفاذة للغاية، ويتفاعل بسرعة مع العناصر الأخرى.
ويعتبر من أهم المكونات المستخدمة يوميا في منتجات قتل الجراثيم والبكتيريا، وصناعة الصبغات، والمبيدات الحشرية، وتنقية الماء ويستخدم كمبيض للأقمشة، ويمكن ضغطه ليتحول إلى الحالة السائلة ما يسمح بإمكانية تخزينه ونقله، وعندما يتم إطلاق الكلور في الحالة السائلة، يتحول إلى غاز يستقر بالقرب من الأرض وينتشر بسرعة.
والكلور مادة سامة غير محظورة، إلا إذا استخدمت كسلاح، حسب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي تجرم استخدام المواد السامة لإيذاء الآخرين، وهو ما حدث بالفعل خلال الحرب العالمية الأولى.
العلامات والأعراض الفورية للتعرض للكلور:-
– رؤية غير واضحة.
– حرق الألم والاحمرار والبثور على الجلد إذا تعرضت للغاز. يمكن أن تحدث إصابات جلدية مماثلة لقضمة الصقيع إذا تعرضت للكلور السائل.
– إحساس حارق في الأنف والحلق والعينين.
– سعال.
– ضيق الصدر.
– صعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس. قد تظهر هذه على الفور إذا تم استنشاق تركيزات عالية من غاز الكلور، أو قد تتأخر إذا تم استنشاق تركيزات منخفضة من غاز الكلور.
– سائل في الرئتين (الوذمة الرئوية) قد يتأخر لبضع ساعات.
– الغثيان والقيء.
– عيون دامعة.
– صفير.
مخاطر غاز الكلور
يعتمد خطر الكلور على مدى قرب الأشخاص منه والكمية التي أطلقت وتركيزها والفترة الزمنية لتعرض الأشخاص له.
يمكن التعرف على رائحته بتركيز ثلاثة أجزاء في المليون، وتحدث أعراض السعال والقيء عند تركيز 30 جزءا في المليون، ويكون سلاحا مدمرا في حال استنشاق كميات كبيرة بتركيز 1000 جزء في المليون.
ولإطلاق غاز الكلور في الهواء تأثيرات على العين والجلد والجهاز التنفسي، فهو يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية وحدوث إحمرار وقروح بالجلد، وحرقة في الأنف والحلق والعين، وسعال وصعوبات في التنفس.
وتحدث الأعراض بسرعة أكبر في حال تم استنشاق الكلور بتركيزات أعلى.
يتفاعل غاز الكلور مع الماء في الغشاء المخاطي للرئة لتكوين حامض الهيدروكلوريك المدمر للأنسجة.
يمكن تقليل أضرار غاز الكلور على الجهاز التنفسي بارتداء أقنعة تحتوي على كربون نشط أو غيرها من المرشحات، وبالخروج من المنطقة المصابة بالغاز السام بسرعة واستنشاق هواء نقي. ويجب تغيير الملابس بسرعة وغسل الجسد بالماء والصابون.
تاريخ غاز الكلور
يعتبر الكلور من أول الغازات السامة التي استخدمت في الحروب، وقد استخدمه الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى في معركة قرب مدينة إيبري البلجيكية عندما أطلق كميات من هذا الغاز من أسطوانات مخزنة في الخنادق.
الحوادث السابقة لغاز الكلورين:-
في وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة العراقية، إصابة نحو 800 شخص بينهم نساء واطفال قد اصيبوا بتسمم جراء تسرب غاز الكلور من محطة لتصفية المياه تقع شمالي شرق بغداد.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير عام دائرة الصحة في وزارة الصحة الطبيب حسن هادي قوله ان "تسربا لغاز الكلور من محطة تصفية مياه كسرة وعطش ادى الى تسرب للغاز في المناطق القريبة ما تسبب بوقوع حوالى 800 حالة تسمم".
وأضاف أن "حالات التسمم غير خطيرة وقد غادر أغلب المصابين المستشفيات بعد تلقيهم العلاج فيها".
وافادت تقارير اعلامية، أن تسرب الغاز نجم عن انفجار في محطة تصفية المياه.
وفي ذات السياق، تعرضت محافظة أسوان في مصر إلى انفجار خط لغاز الكلور بمرشح مياه أبو غلاب، ووصل عدد المصابين إلى 29 شخصا.
وأوضحت الصحة، أن المصابين جميعهم يعانون من اختناق بسبب غاز الكلور وحالتهم الصحية مستقرة.