ردود الفعل تجاه محاكمة حميد نوري.. ترحيب أممي ورفض أوروبي للتهديدات الإيرانية
أصدر توماس ساندر قاضي محاكمة حميد نوري، المسؤول الإيراني السابق، حكما عليه بالسجن المؤبد، بعد إدانته بالمشاركة في إعدامات جماعية طالت سجناء سياسيين إيرانيين في صيف عام 1988، عندما كان مسؤولا في سجن "كوهردشت" غرب العاصمة طهران.
والسجن المؤبد في السويد يساوي 25 سنة من السجن، ويمكن إطلاق سراح المحكوم عليه بالإفراج المشروط بعد أن يقضى ثلثي مدة السجن.
كانت محاكمة حميد نوري هي أول محاكمة لشخص متهم بالتورط في إعدامات جماعية عام 1988. كما كانت هذه هي المرة الأولى التي يحاكم فيها مسؤول في القضاء الإيراني في دولة أجنبية بتهمة المشاركة في عمليات إعدام.
وحميد نوري شغل في السابق منصب مساعد المدعي العام في سجن كوهردشت، ومتهم بالمشاركة في إعدام سجناء سياسيين في إيران صيف 1988، وكان يواجه تهمتي "جريمة حرب" و"قتل متعمد". وطلبت المدعية العامة، كريستينا ليندهوف كارلسون، في لائحة الاتهام النهائية، بسجنه مدى الحياة.
عضو بالبرلمان الأوروبي من السويد
وصف عضو بالبرلمان الأوروبي من السويد تشارلي ويمرز في تغريدة نشرت يوم الجمعة 22 يوليو، تهديدات نظام الملالي ضد السويد بعد محاكمة حميد نوري بأنها تهديد للاتحاد الأوروبي وكتب: “يجب اعتبار تهديدات النظام الإيراني ضد السويد تهديدا للاتحاد الاوروبي “. ونتيجة لذلك، يجب أن يكون جوزيف بوريل مستعدًا لاتخاذ إجراءات مضادة إذا نفذ النظام الإيراني تهديداته ضد بلدي “.
يشار إلى أن غريب آبادي نائب رئيس السلطة القضائية في الشؤون الدولية، في كلمات تهديدية بثتها شبكة خبر النظام يوم الجمعة (22 تموز)، هدد دولة السويد، عقب الحكم على حميد نوري بالسجن المؤبد بتهمة المشاركة في مذبحة السجناء السياسيين عام 1988. “لن تقف إيران مكتوفة الأيدي أمام تصرف السويد غير القانوني في محاكمة حميد نوري وإصدار حكمه المؤبد ودعم هذا البلد للجماعات الإرهابية، وأمامها مختلف الخيارات!”
مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: إدانة حميد نوري التاريخية في السويد
وصفت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، حول محاكمة حميد نوري الحكم بالسجن المؤبد على حميد نوري في السويد بأنه “تاريخي” ورحبت به.
وكتب على تويتر “يجب على الدول استخدام الولاية القضائية العالمية لسد فجوة المساءلة عن الجرائم الخطيرة وضمان الحقيقة والعدالة”.
ترحيب جاويد رحمن، مقرر حقوق الإنسان في إيران، بإدانة حميد نوري
في غضون ذلك، كتب مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في جنيف حول محاكمة حميد نوري على موقعه الرسمي يوم الجمعة: رحب جاويد رحمن، المقرر الخاص لحقوق الإنسان في إيران، بإدانة مسؤول في النظام الإيراني من قبل محكمة سويدية لتورطه في إعدامات واختفاء قسري لمعارضين سياسيين عام 1988.
وقال جاويد رحمن: “إن العملية القضائية وإصدار الأحكام في السويد قفزة مهمة نحو تحقيق الحقيقة والعدالة لفصل مظلم في تاريخ إيران. هذا الفعل هو أيضا علامة واضحة على أن الإنكار والإفلات من العقاب لن يتم التسامح معه على الرغم من الأدلة الأساسية.
وقال رحمن أيضا: “أريد أن تجري دول أخرى تحقيقات ومحاكمات مماثلة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران باستخدام المبادئ القضائية الدولية”. هناك فجوة خطيرة في مجال الرقابة على الانتهاكات الجسيمة لقوانين حقوق الإنسان في الماضي والحاضر، وللمحاكم الوطنية في البلدان الأخرى دور رئيسي في سد هذه الفجوة “.
يذكر أن المحكمة السويدية أمس 14 يوليو / تموز، في حكم تاريخي، في محاكمة حميد نوري، أحد سفاحي نظام الملالي، المتورط في إعدام سجناء سياسيين في سجن كوهر دشت كرج بإيران عام 1988، بالسجن المؤبد بعد 92 جلسة محاكمة.
خلال مذبحة السجناء السياسيين في إيران عام 1988، والتي تمت بأمر من خميني، تم إعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي، أكثر من 90٪ منهم من مجاهدي خلق الإيرانية. وكان إبراهيم رئيسي، رئيس النظام الإيراني. عضو في اللجنة المكونة من أربعة أعضاء والمعروفة باسم لجنة الإعدام التي أصدرت حكم الإعدام لآلاف السجناء السياسيين في طهران.
في هذه الحالة، تزايدت التكهنات حول إمكانية تبادل السجناء الأوروبيين مع إيران. وفي وقت سابق، أثيرت إمكانية تبادل حميد نوري وأسد الله أسدي مع أحمد رضا جلالي، الباحث الإيراني السويدي المحبوس في إيران والصادر ضده حكم بالإعدام.
وكان إبراهيم رئيسي أحد المتورطين في هذه الإعدامات على شكل لجنة للتحقيق في أوضاع السجناء، تُعرف باسم "لجنة الموت".
وبعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الشكلية لعام 2021، قال رئيسي إنه كان "مدافعا عن حقوق الإنسان" منذ بداية ولايته في النظام القضائي و"يستحق الثناء والتشجيع".