انخفاض بنسبة 58 % في واردات الجزائر من السلاح الحربي
تراجعت واردات الجزائر من السلاح بشكل كبير، منذ 2018، بحسب دراسة حديثة نشرها «معهد استوكهولم للأبحاث حول السلام»، تناولت منحنيات أسواق العتاد الحربي دولياً في السنوات الأربع الماضية، وأكدَت أن مشتريات الجزائر من السلاح انخفضت بـ58 في المائة خلال هذه المدة.
وتشتغل الجزائر وموسكو، منذ عام، على صياغة «وثيقة استراتيجية» للتعاون، يُرتقب التوقيع عليها في مايو (أيار) المقبل، يحتل فيها السلاح حصة مهمة.
وأكد التقرير الذي يعرض مقارنة تخص مشتريات السلاح بين فترتي 2013 - 2017 و2018 - 2022، أن الاتجاه العام بالنسبة لقارة أفريقيا «ينحو إلى الهبوط، وذلك بنسبة 40 في المائة»، مبرزاً أنه، رغم خفض استيراد السلاح في القارة السمراء، تبقى الجزائر والمغرب ومصر من أكبر البلدان إنفاقاً على العتاد العسكري.
تحتل الجزائر المرتبة الثانية في الإنفاق العسكري
وتحتل الجزائر المرتبة الثانية بعد مصر في الإنفاق العسكري، بينما حلَّ المغرب ثالثاً وفق تقرير «معهد استوكهولم» وعالمياً، فإن الجزائر في المركز الـ18 بنسبة 1.8 في المائة من واردات السلاح، وذلك في فترة 2018 - 2022، بينما كانت هذه النسبة 4.1 في المائة بين 2013 و2017 (انخفاض بـ58 في المائة).
وتمثل مشتريات السلاح من روسيا 73 في المائة، و10 في المائة من ألمانيا. وبحسب التقرير، تعتبر الجزائر «ثالث أهم زبون لروسيا في مجال مشتريات العتاد الحربي، بعد الهند والصين» التي عززت وجودها التجاري في أفريقيا بتوريد منتجاتها الحربية إلى 18 دولة، منها الجزائر التي تسلمت 3 قطع من البحرية الصينية في السنوات الخمس الماضية، وفق التقرير الذي أشار إلى أن الصين «أصبحت ثالث أكبر مورِّد للسلاح في العالم، متقدمة على ألمانيا وفرنسا».
وتضمن التقرير أن 40 في المائة من مبيعات السلاح الروسي كانت في أفريقيا بين 2018 و2022، وتمثلت بـ«الأسلحة الرئيسية»، وهي الطائرات العسكرية، وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات، والعربات المصفحة، والصواريخ، والأقمار الاصطناعية.
وأبرز التقرير بأن «أهم مورّدي السلاح إلى دول أفريقيا في الخمس سنوات الماضية، بعد روسيا، هي: الولايات المتحدة الأميركية (16 في المائة) والصين (9.8 في المائة) وفرنسا (7.6 في المائة)». ولفت التقرير إلى أن واردات كل الدول الأفريقية من «الأسلحة الرئيسية» تراجعت كثيراً بين 2018 و2022، بالنظر لانخفاض مشتريات أكبر زبونين بالمنطقة، وهما: الجزائر (- 58 في المائة) والمغرب (- 20 في المائة).
كما لفت إلى أن مشتريات دول الساحل الأفريقي وجنوب الصحراء (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وأنغولا ونيجيريا)، شكلت 2 في المائة من إجمالي واردات «الأسلحة الرئيسية» في العالم، في الفترة ذاتها. وواردات هذه الدول مجتمعة، من السلاح، تراجعت بـ23 في المائة قياساً إلى ما سجلته بين 2013 و2018.
وأطلقت الجزائر وروسيا ترتيبات صفقة عسكرية وُصفت بـ«المهمة»، يُنتظر إتمامها بمناسبة الزيارة المرتقبة للرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو، شهر مايو (أيار) المقبل، كما يعتزم البلدان التوقيع على اتفاقية «تعكس النوعية الجديدة للعلاقات الثنائية بين الدولتين»، وفق تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لدى زيارته الجزائر في مايو 2022.
وكان رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، زار روسيا آخر شهر يونيو (حزيران) 2021، وأكد خلال لقائه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن «العلاقات بين روسيا والجزائر قوية جداً، وتقوم على أساس متين، وتعكس طبيعة الشراكة الاستراتيجية بينهما، ووصلت إلى مستوى مثالي».
وقال إن بلاده «ممتنة لروسيا بفضل تعزيزها إمكانات قواتنا المسلحة، والمساعدة في مواجهة التهديدات والتحديات، على خلفية الوضع المتدهور في المنطقة والعالم، وبفضل الجهود التي تبذلها روسيا لتعزيز الاستقرار الاستراتيجي، وللدور الذي تؤديه في سوريا».