بعد الفيديو.. كواليس زيارة وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية للجزائر
تفقدت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، نجلاء المنقوش، المبنى الموقت للسفارة الليبية بالعاصمة الجزائرية، وذلك على هامش زيارتها للجزائر رفقة وفد حكومي.
ويقع المقر الموقت بمنطقة الأبيار، وتستخدمه السفارة الليبية حتى انتهاء أعمال صيانة مبناها القديم الواقع بالمنطقة نفسها، والذي تعود ملكيته للدولة الليبية منذ منتصف القرن الماضي، ومن المتوقع الانتهاء من تجهيزات صيانته مطلع العام 2025، وفق بيان مقتضب صادر عن وزارة الخارجية.
ووصلت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، مساء الأربعاء، إلى الجزائر العاصمة، وأجرت محادثات مع وزير الخارجية، أحمد عطاف، تمهيدا لجلسة عمل موسعة، الخميس.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان، إن وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة «حلت في زيارة عمل إلى الجزائر تندرج في إطار تعزيز علاقات الأخوة والتعاون الجزائرية - الليبية وتكثيف التشاور والتنسيق السياسي بين البلدين الشقيقين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك».
ويرافق وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة خلال الزيارة وزير المواصلات، محمد الشهوبي، وتأتي الزيارة بعد زيارة عمل إلى تونس، أجريا خلالها محادثات مع نظرائهما التونسيين، والرئيس قيس سعيد، حول عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والخدمية والأمنية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وبدأت السلطات الأمنية الليبية حملة كبرى، لمكافحة ظاهرة تهريب المهاجرين غير الشرعيين والحدّ من توطينهم بطريقة غير قانونية في البلاد، ولملاحقة مهربي البشر، وذلك في محاولة لضبط الأمن والحدّ من تدفقات الهجرة غير النظامية.
وتأتي هذه الإجراءات من وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة بعد أيام من انتشار مقاطع فيديو مصورة لعمليات تعذيب مواطنين ليبيين على أيدي مهاجرين أفارقة، تحت حماية أفراد ميليشيات مسلّحة ليبية، وفي ظل مخاوف من تدفق أعداد أخرى من المهاجرين بسبب الصراع المسلح الحاصل في السودان.
وأطلقت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة داخلية حكومة الوحدة الوطنية الليبية، هذا الأسبوع، خطة لتأمين المناطق التي تمر بها طرق تهريب المهاجرين.
استقبل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، اليوم الخميس، بقصر المرادية وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ووزير المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية محمد الشهوبي.
وأكد الرئيس الجزائري خلال اللقاء، دعم بلاده لاستقرار ليبيا، متعهدًا مواصلة دعم وتطوير علاقات التعاون بين البلدين.
وأجرى وفد ليبي ترأسه وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش ووزير المواصلات محمد الشهوبي مباحثات الخميس مع مسؤولين جزائريين حول ملفات التعاون الثنائي بين البلدين، وتنسيق المواقف في القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في السودان.
بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا.
وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا». مبرزا أنه «جدد لها حرص الجزائر على دعم استقرار ووحدة هذا البلد الشقيق، وتأييدها لكل ما من شأنه تحقيق التوافق بين أبنائه للمضي قدما في تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية».
ونقل البيان عن الوزيرين «ارتياحهما لمستوى التوافق في رؤى ومواقف البلدين الشقيقين»، مؤكدا حرصهما على الحفاظ على سنة التنسيق والتشاور السياسي، وتكثيف الجهود المشتركة لتعزيز مسيرة التعاون الثنائي في مختلف المجالات.