مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

اجتماع السعودية من أجل الأزمة الروسية الأوكرانية.. هل يحرك المياة الراكدة

نشر
الأمصار

قالت وسائل إعلام سعودية رسمية، إن المحادثات التي تستضيفها السعودية حول الأزمة الروسية الأوكرانية انطلقت في جدة، ويأتي الاجتماع، الذي يستمر يومين، في إطار ضغط دبلوماسي كبير من أوكرانيا لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين من خلال التواصل مع دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية التي ما تزال مترددة في توضيح موقفها حيال صراع أضر بالاقتصاد العالمي.

ويشارك مسؤولون كبار من نحو 40 دولة من بينها الولايات المتحدة والصين والهند في هذه المحادثات، التي تأمل كييف وحلفاؤها أن تؤدي إلى اتفاق على مبادئ أساسية لإنهاء حرب أوكرانيا سلميا.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبّر، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن أمله في أن تكون المحادثات في السعودية ناجحة في إطار الأزمة الروسية الأوكرانية.

ولم يتضح ما إذا كانت المحادثات تهدف إلى إصدار بيان مشترك، في وقت قال فيه المبعوث الأوكراني إلى الاجتماع إن المحادثات "ستكون صعبة".

وأضاف المبعوث أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني في مقابلة تلفزيونية في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة: "لكن ما يدعمنا هي الحقيقة، ما يدعمنا هو الخير".

ولن تحضر روسيا المحادثات، ومع ذلك قال الكرملين إنه سيتابعها.

ويقول المسؤولون الأوكرانيون والروس والدوليون إنه لا يوجد أي احتمال لإجراء محادثات سلام مباشرة بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الحالي، إذ لا تزال الحرب مستعرة. 

الحرب على أوكرانيا

تعتبر المباحثات هي الثانية من نوعها بعد محادثات كوبنهاغن مطلع العام الجاري.

وقال مسؤولون أميركيون، إنه من المتوقع أن يحضر مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، محادثات سلام بشأن الحرب في أوكرانيا، من المقرر عقدها الأسبوع المقبل، في السعودية، وفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن".

وتعتزم الرياض استضافة محادثات لبحث النزاع في أوكرانيا، تجمع ممثلين عن كييف وقوى غربية ودول نامية، نهاية الأسبوع المقبل، وينتظر أن تقود كييف زمام هذه المباحثات التي تغيب عنها روسيا.

وأوضح مسؤولون أميركيون للشبكة، أن هدف أوكرانيا أن تعمل المحادثات على تحديد المبادئ المشتركة لإنهاء الحرب، كاشفين عقد قمة سلام في وقت لاحق من هذا العام، مع توقيع قادة العالم لدعم هذه المبادئ.

وتعد المحادثات التي تستضيفها السعودية الثانية في سلسلة من الاجتماعات التي ينظمها رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، أندريه يرماك، بعد أن احتضنت كوبنهاغن، المحادثات الأولى في وقت سابق من هذا العام.

وأوضح مسؤول أميركي، بحسب المصدر ذاته، أن علاقة السعودية مع الصين، من بين أسباب اختيار الرياض لاحتضان هذه المحادثات.

وفي حين أنه من غير المتوقع أن تحضر الصين المحادثات، شجع المسؤولون الأميركيون، بكين، في الأشهر الأخيرة على لعب دور بناء في حل حرب أوكرانيا.

وأشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، الأحد، أن مسؤولين من عدد من الدول يستعدون للاجتماع في السعودية من أجل الأزمة الروسية الأوكرانية، لمناقشة خطة الرئيس فولوديمير زيلنسكي للسلام في أوكرانيا، التي تستند إلى رحيل جميع القوات الروسية.

ولم يذكر يرماك موعد انعقاد الاجتماع المقبل من أجل الأزمة الروسية الأوكرانية، لكنه قال إن الخطة ستُناقش على ثلاث مراحل، قبل اجتماع لرؤساء الدول والحكومات، وفقا لرويترز.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال، أول من نشر تقريرا عن الاجتماع في السعودية بشأن ،الأزمة الروسية الأوكرانية وقالت إنه سيعقد في جدة يومي الخامس والسادس من أغسطس.

ويمثل احتضان هذه المحادثات عن الأزمة الروسية الأوكرانية، بحسب فرانس برس، أحدث جهود للرياض لترسيخ حضورها في المسارات الدبلوماسية المرتبطة بحرب أوكرانيا.

وفي مايو، استضافت السعودية الرئيس الأوكراني، في اجتماع لقمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث اتهم حينها قادة دول عربية بـ"غضّ الطرف" عن تبعات الغزو الروسي.

وأيدت الرياض قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الغزو الروسي، وضم روسيا لأراض في شرق أوكرانيا.

في الوقت ذاته، واصلت السعودية التنسيق مع روسيا بشأن سياسة الطاقة ضمن تحالف "أوبك بلس"، بما في ذلك قرارات خفض إنتاج النفط التي تمت الموافقة عليها في أكتوبر الماضي، التي اعتبرت واشنطن أنها ترقى إلى "الاصطفاف مع روسيا" في الحرب.

وفي سبتمبر الماضي، لعبت الرياض دورا في التوسط في إطلاق سراح مقاتلين أجانب محتجزين في أوكرانيا، بينهم اثنان من الولايات المتحدة وخمسة من بريطانيا.

وتقول الرياض إنّها لا تزال منفتحة على تأدية دور في الوساطة لإنهاء النزاع.

وردا على سؤال بشأن المحادثات، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الاثنين، إن روسيا ستتابع هذا الاجتماع. نحن بحاجة إلى فهم أهداف المحادثات المزمعة وما الذي ستتم مناقشته. أي محاولة لتعزيز تسوية سلمية تستحق تقييما إيجابيا".

ورغم ذلك، كرر بيسكوف موقف موسكو، من أنها لا ترى حاليا أي أساس لإجراء محادثات سلام مع كييف.

وقال للصحفيين "نظام كييف لا يريد وليس بمقدوره أن يريد السلام طالما أنه يُستخدم حصريا كأداة في حرب الغرب كله مع روسيا".