أزمة الجابون.. معلومات عن بريس أوليغي أنيغما بعد توليه زمام الأمور بالبلاد
تشهد الجابون أحداثًا ساخنة منذ عدة أشهر، خاصة بعدما أعلن ضباط كبار في الجيش الجابوني استيلاءهم على السلطة، وذلك بعد إعلان فوز الرئيس علي بونجو بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية، وأعلن العسكريون إغلاق حدود الجابون حتى إشعار آخر، وحل مؤسسات الدولة.
وكانت أسباب ذلك الاستيلاء وفقًا لتلك الظباط ما يلي: رد فعل على إعلان فوز الرئيس بفترة ثالثة، مخاوف إزاء شفافية العملية الانتخابية في الغابون في ظل غياب المراقبين الدوليين وقطع خدمة الإنترنت وفرض حظر التجول، المعارضة تقول إن مرشحها هو الفائز بهذه الانتخابات.
بالإضافة إلى أن علي بونغو كان من المفترض أن يتنحى عقب ولايته الثانية لكنه طمع في السلطة ورشح نفسه لفترة ثالثة، حكم عائلة علي بونغو الممتد لنحو 55 عامًا، ما حدث من إنقلاب في النيجر كان مشجعا على خوض هذا الإنقلاب في الجابون.
تعيين قائد جديد في البلاد
وبعد كافة هذه الاضطرابات، تولى قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي أنيغما زمام السلطة في الجابون، وتعهد الجنرال أنيغما، في خطاب ألقاه بعد أداء اليمين رئيسا مؤقتا، بإعادة السلطة إلى المدنيين بعد انتخابات "حرة وشفافة"، ولكنه لم يحدد أي موعد لهذه الانتخابات.
وخلال مراسم التنصيب، أقيم عرض عسكري في القصر الرئاسي بالعاصمة ليبرفيل، وحضر أيضا وزراء سابقون من الحكومة المخلوعة، لكنهم تعرضوا لصيحات الاستهجان من قبل حشد من المؤيدين للمجلس العسكري.
وبعد الإطاحة بالرئيس الجابوني علي بونغو، حملت قوات الانقلاب المنتصرة الجنرال بريس أوليغي أنيغما في الشوارع، وهتفت "أوليغي، الرئيس! أوليغي ، الرئيس".
من هو رجل الجابون الجديد؟
ولد الجنرال بريس أوليغي أنيغما، الرجل القوي الجديد في الغابون، في مقاطعة أوت أوغوي عام 1975 لأسرة ميسورة الحال ومقربة من عائلة بونغو، التي حكمت البلاد لأكثر من نصف قرن.
وبعد أن درس في الأكاديمية العسكرية الملكية في مكناس بالمغرب، انضم أنيغما إلى وحدة الحرس الجمهوري القوية، حيث جذب انتباه كبار الضباط العسكريين وأصبح مساعدا للرئيس عمر بونغو آنذاك.
وسرعان ما أصبح أنيغما أحد المقربين من عائلة بونغو، وخدم الرئيس عمر بونغو حتى وفاته عام 2009.
وفي عهد الرئيس علي بونغو، ابن عمر بونغو، استمر أنيغما في صعوده في الرتب العسكرية، حتى أصبح قائد الحرس الجمهوري في عام 2020.
وقبل خمس سنوات فقط، لم يكن أنيغما له وجود يذكر في الرأي العام في الغابون، فقد أمضى عشر سنوات خارج البلاد بعد طرده من الدائرة الداخلية لعائلة بونغو.
ولكنه عاد إلى البلاد في عام 2018، وبدأ في الصعود مرة أخرى في الرتب العسكرية.
وبعد فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثانية في انتخابات متنازع عليها في عام 2023، قاد أنيغما الانقلاب الذي أطاح بالرئيس.
وتعهد أنيغما، في خطاب ألقاه بعد أداء اليمين رئيسا مؤقتا، بإعادة السلطة إلى المدنيين بعد انتخابات "حرة وشفافة".
ولكنه لم يحدد أي موعد لهذه الانتخابات.
ويرى البعض أن أنيغما سيكون مجرد واجهة للعائلة الحاكمة، وأن السلطة ستظل في الواقع في أيدي عائلة بونغو.
ولكن آخرين يرون أن أنيغما قد يمثل فرصة للتغيير في الغابون، حيث يتمتع بدعم الجيش وشعب الغابون.
معلومات عن الجابون
وتعد الجابون، الواقعة في غرب وسط إفريقيا، إحدى أكثر دول المنطقة ازدهاراً، والأعلى في مؤشر التنمية البشرية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، وساعد في ذلك الكثافة السكانية الصغيرة إلى جانب الموارد الطبيعية الوفيرة، خاصة النفط.
وتعرف الجابون بأنها "عملاق النفط" الإفريقي، ويحد الجابون عدد من الدول كخليج غينيا من الغرب وغينيا الاستوائية إلى الشمال الغربي والكاميرون إلى الشمال والكونغو من الشرق والجنوب.
محطات في حياة الجابون قبل الإنقلاب اليوم الأربعاء:
ــ استقلت الجابون عن فرنسا عام 1960
ــ حكمها ثلاثة رؤساء فقط في فترة 63 عامًا عقب الاستقلال عن فرنسا.
من هم رؤساء الجابون منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960؟
ــ الحاكم الأول للجابون بعد الاستقلال هو ليون مبا عام 1961، وهو المتهم بتطبيق نظام حكم ديكتاتوري سعى لضمان المصالح الفرنسي، وتوفى ليون مبا عام 1967.
ــ الحاكم الثاني عمر بونغو والذي تولى الجابون لفترة طويلة من عام 1967 وحتى وفاته عام 2009.
ــ الحاكم الثالث ثم نجله الرئيس الحالي علي بونغو، والذي انقلب عليه مجموعة من كبار الجيش الجابوني اليوم الأربعاء.
وتعد اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية لدولة الجابون، ومعها العديد من اللغات المحلية، ويتكلم 80% من السكان الفرنسية إلى جانب لغاتهم المحلية.