لبنان يسترجع من أمريكا 12 قطعة أثرية منهوبة بقيمة 9 ملايين دولار
الولايات المتحدة تعيد إلى لبنان 12 قطعة أثرية يزيد عمر بعضها عن ألفي عام ، تسعة منها عُثر عليها لدى الصيدلي المتقاعد وتاجر الآثار اللبناني جورج لطفي الذي يرفض التهم ويقول إن غرضه كان "الحفاظ على القطع الأثرية".
لبنان تستعيد 12 قطعة أثرية يزيد عمر بعضها عن ألفي عام
أعادت نيويورك والسلطات الفيدرالية 12 قطعة أثرية منهوبة بقيمة 9 ملايين دولار إلى لبنان يوم الخميس في السابع من سبتمبر 2023، بما في ذلك ثلاث قطع تمت إزالتها من متحف متروبوليتان للفنون العام الماضي خلال موجة من المضبوطات بملايين الدولارات.
وبحسب تقرير لمجلة نيويورك تايمز بتاريخ السابع من سبتمبر الحالي، لفت الى انه تم إعادة تمثالين رخاميين لشخصيتين أسطوريتين يونانيتين "كاستور" "وبولوكس"، تبلغ قيمتهما 800 ألف دولار، وتمثال برونزي مُعار إلى متحف ميتروبوليتان من "شيلبي وايت"، راعي الفن وأمين المتحف، والذي يصور ذكرًا عاريًا ذو قيمة يبلغ 1.2 مليون دولار.
وتمت مصادرة العناصر الثلاثة كجزء من تحقيق يجريه مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن في العديد من عصابات التهريب الدولية.
وأدى التحقيق العام الماضي إلى مصادرة 27 قطعة أثرية قديمة أخرى بقيمة 13 مليون دولار من متحف متروبوليتان.
ولم يكشف المحققون عن مصادر العناصر الثلاثة التي تم إرجاعها يوم الخميس الماضي الى لبنان.
مسؤولو المتحف قالوا في بيان إن كل قطعة من هذه القطع لها ظروف فريدة ومعقدة، ومع كل ذلك، كان متحف متروبوليتان للفنون داعمًا بالكامل لتحقيقات مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن".
أما القطع التسعة الأخرى التي تمت استعادتها خلال حفل أقيم في نيويورك يوم الخميس، فهي عبارة عن فسيفساء تعود إلى القرن الثالث وحتى القرن الخامس، عندما حكمت روما منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تشمل ما يعرف الآن باسم لبنان. وقدر المحققون قيمة الفسيفساء بمبلغ 7 ملايين دولار.
وتم الاستيلاء على الفسيفساء، التي تصور الآلهة والمصارعين والوحوش الأسطورية، مع 15 قطعة أخرى في عام 2021 من وحدة تخزين في نيوجيرسي من قبل مسؤولين من تحقيقات الأمن الداخلي الأمريكية ومكتب المدعي العام.
استأجر الوحدة جورج لطفي، البالغ من العمر 82 عاماً، وهو صيدلي متقاعد وتاجر آثار لبناني، كان يقيم في نيويورك، وكان يجمع الأعمال الفنية ويتاجر بها.
وفي ذلك الوقت، قال مسؤولو إنفاذ القانون إن السيد لطفي ساعدهم من خلال تقديم معلومات في بعض الأحيان ساعدت في التحقيقات المتعلقة بتهريب الآثار على مر السنين. على سبيل المثال، قالوا إن معلوماته ساعدت في التعرف على الشبكة التي سرقت قطعة أثرية مصرية مهمة، "نجم عنخ وتابوته المذهّب"، والتي حصلت عليها شرطة متروبوليتان مقابل 4 ملايين دولار في عام 2017 لكنها اضطرت إلى إعادتها إلى مصر في عام 2019.
لكن بحلول عام 2022، قال المحققون، إن علاقاتهم مع السيد لطفي توترت. وقالوا إنه رفض التنازل عن ملكية العناصر المأخوذة من وحدة التخزين الخاصة به، وأصر على أنه حصل عليها واستوردها بشكل قانوني. رداً على ذلك، أصدر المدّعون العامون في أغسطس/آب الماضي مذكرة توقيف تتهم السيد لطفي، الذي كان يعيش في لبنان، بـ 24 تهمة جنائية تتعلق بحيازة ممتلكات مسروقة.
وقد أعلن السيد لطفي، في المقابلات ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، براءته بشدة. وقال لصحيفة التايمز العام الماضي: "كنت أقاتل معهم لمدة 10 سنوات لوقف التجارة غير المشروعة، وقد انقلبوا ضدي".
وفي السياق، قالت القنصل العام للبنان في نيويورك، عبير طه عودة، إن سرقة القطع الثقافية مثل الفسيفساء كانت بمثابة “طاعون” على لبنان منذ سنوات الحرب الأهلية، من عام 1975 إلى عام 1990.
وقالت: "عندما تسرق التراث الثقافي لبلد ما، فإنك تسرق ذاكرته وتاريخه وهويته".