بنك التصدير والاستيراد الإفريقي يمنح المغرب نصف مليون دولار للإغاثة جراء الزلزال
كشف بنك التصدير والاستيراد الإفريقي (أفريكسم بنك) عن تقديم حزمة بقيمة 500 ألف دولار للإغاثة الإنسانية الفورية للمملكة المغربية، وخاصة للمناطق المتضررة بشدة في الحوز وشيشاوة وتارودانت وأمزميز ومراكش، بعد الدمار الذي سببه الزلزال الهائل بقوة 6.8 درجة.
ويعد هذا الزلزال هو الأقوى الذي يضرب وسط البلاد بالمغرب منذ أكثر من قرن، حيث وصل معدل الوفيات إلى ما يقرب من 3000 شخص، والعديد من الجرحى، كما تعرضت المواقع التاريخية والثقافية لأضرار جسيمة، مما أدى إلى نزوح العديد من المواطنين.
وسيتم توجيه التبرع نحو مساعدة الحكومة في جهودها للتعافي من الكوارث والإغاثة وإعادة الإعمار، وسيمكن هذا الدعم من توفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء والماء والملابس والمأوى بالإضافة إلى استعادة الطاقة والخدمات الأساسية الأخرى للعائلات المتضررة.
وقال بنديكت أوراما رئيس "أفريكسم بنك": "نحن ملتزمون بمساعدة حكومة المغرب على التعافي من هذا الزلزال المدمر، ويعد توفير الغذاء والماء والمأوى أمرًا حيويًا في أعقاب الزلزال، وتؤكد المنحة المقدمة اليوم التزامنا المستمر بجهود الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء أفريقيا في أوقات الأزمات، وسنمد يد العون لدعم المنظمات على الأرض، قلوبنا وصلواتنا تتوجه إلى المغرب، الدولة العضو في البنك، ومواطنيها في هذه الأوقات العصيبة".
ويتسق هذا الدعم مع استجابة البنك للأزمات الإنسانية في دوله الأعضاء، بما في ذلك، من بين أمور أخرى، تفشي فيروس إيبولا في عام 2014، والإعصار المداري إيداي في عام 2019، وجهود الإغاثة من فيروس كورونا في عام 2020، ودعم جهود الإغاثة من الفيضانات في مناطق الجنوب الإفريقي في عامي 2022 و2023.
استئناف الدراسة بمناطق الزلزال في المغرب وبدء حصر المنازل المنهارة
أعلنت حكومة المغرب استئناف الدراسة في الأقاليم الخمسة التي ضربها زلزال الحوز، وذلك بعد 10 أيام من توقفها، كما بدأت عملية حصر المنازل المنهارة بالتوازي مع عمليات فتح الطرق.
محاولات معالجة الأضرار الناجمة عن زلزال الحوز
ومن بين المناطق التي استؤنفت فيها الدراسة أمس الاثنين، مدينة أمزميز جنوب مراكش، وبلدة أسني وبعض قرى تارودانت في الجنوب، حيث استبدل جزء كبير من نحو 500 وحدة تعليمية عاملة في تلك المنطقة مؤقتا بالخيام.
وبحسب بيان صادر عن مديرية التربية بإقليم الحوز، فأن السلطات نصبت 150 خيمة مجهزة بالمعدات التعليمية، لتمكين تلاميذ المناطق المتضررة من الزلزال، من متابعة دراستهم، في حين نُقل 789 تلميذا من المؤسسات التعليمية التي تضررت بشكل كبير من الزلزال في إقليم الحوز، إلى مدارس مدينة مراكش بعد تعذر إنشاء مدارس هناك.
ومنذ مساء 8 سبتمبر الجاري حتى الآن، تتواصل جهود الإنقاذ والإغاثة لمجابهة تداعيات زلزال الحوز؛ حيث تواصلت عمليات البحث عن ناجين، وانتشال جثث الضحايا لليوم الحادي عشر على التوالي.
وقد أعلنت السلطات المغربية مواصلة عمليات فتح الطرق الجبلية المؤدية إلى القرى النائية المتضررة من الزلزال الذي ضرب البلاد، مساء 8 سبتمبر الجاري، الذي أسفر عن 2946 وفاة و6125 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية.
كما تواصل الهيئات الإغاثية جهودها لإيواء المنكوبين وعلاج الجرحى. ويتزامن ذلك مع بدء تفعيل البرنامج الحكومي الطارئ لإيواء من فقدوا منازلهم.
وأوضح رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، إن تأهيل المناطق المتضررة سيأخذ في الاعتبار تقوية البنية التحتية، والرفع من جودة الخدمات العمومية.
وأسهم العديد من الأطباء والممرضين في تنظيم قوافل طبية للمتضررين من الزلزال، التي أُضيفت إلى المستشفيات العسكرية التي نظمها الجيش منذ أيام.
كما واصلت القوات المسلحة الملكية (الجيش)، توزيع الخيام بعدد من المناطق المتضررة، من بينها: إقليم تارودانت (وسط).
وانطلقت عملية إحصاء المنازل المنهارة أو المتضررة، بهدف منح أصحابها تمويلات لإعادة بنائها، بحسب ما ذكره التلفزيون الحكومي.
وكان الديوان الملكي المغربي أعلن في بيان الخميس الماضي، أن 50 ألف مسكن انهار كليا أو جزئيا إثر الزلزال، لافتا إلى استعداد الدولة لتقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لأصحاب المساكن المنهارة كليا، و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار)، لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا، كما سيتم منح مساعدة عاجلة بقيمة 30 ألف درهم (نحو 3 آلاف دولار) لكل أسرة متضررة.