زينب الكناني تكتب: الخطيئة والعقاب الإلهي
كان للدين تأثيرآ واضحآ على جميع المؤسسات ففي المجتمع القديم كان لكل عائلة او مدينة الهآ خاصآ بها وكان كل شي يستقى مصدره من الدين ففي حضارة بلاد مابين النهرين كان القانون جزءآ من الدين وكان هو الذي يحكم العلاقات بين الناس بل كانوا متآثرين بالاعتقاد بالقوى الغيبية لذلك نشآ قانون العقوبات من الدين والسحر معآ وكان كل إله مسؤولا عن انواع معينة من الخطايا والاثام التي يرتكبها الناس الذين يحميهم ويرفض منح رحمته الى محمية في حاله ارتكابهم خطيئة وينزل بهم شرورآ أكيدة.
فالحضارات القديمة كانت موسومة بالغيبية حيث كانت تعتبر كل خطأ له جوهر ديني لذلك الطابع الاخلاقي للفرد ممتزج بالاوامر والتعليمات الدينية ومن الصعب الفصل بينهما وهناك نص يبين هذه الخاصية بوضوح :
لاتغتب وقل قولأ حسنآ
لاتتكلم بالشر بل بالخير
أن من يغتب ومن يقل الشر
سيعاقبه شمش بقطع رأسه
ونرى من هذا النص ان كل خطيئه هي شر يمكن تجنبه مسبقآ عن طريق الصلاة والتضرع الى الالهة خوفآ من غضبها، حيث أن البابليين يعتبرون القانون صادرآ عن الملك الذي يستوحيه من الالهه لذلك فان اي انتهاك للقانون مهما كان ضئيلآ ماديآ فانه يعتبر خطيئة ضد الإله.
ومن الأمثلة المتوفرة ففي نحو ٢٤٠٠ قبل الميلاد تمرد (اروكاجينا) على ملك كيش واعلن نفسه ملكآ على لكش وسومر وظهر كمصلح عظيم لكن حكمه كان قصيرآ لم تمض سته اعوام على استيلائه على السلطة حتى هوجم من قبل جيش اوما على حين غره فاستولى على المدينه واحرق الهياكل والمعابد وتم قتل الملك وخلد هذا الدمار في المرثاة التالية (لقد اقترف رجال اوما خطيئة ضد الاله ننكرسو بتدميرهم مدينه لكش ان القوة التي اعطيت لهم ستزول ) وهذا يظهر ان تدمير مدينه في ذلك العصر يعتبر جريمة دينية ضد الاله حامي المدينه قبل ان يكون جريمة ضد الأخلاق او القانون بل يعد اعتداء شخصي موجه الى الاله حامي المدينه (ننكرسو).
وهذا هو السبب في ان اغلب نصوص الصلوات هي تضرعات تعبر عن الحاجة البدائية لتجنب الخطيئه وبهذا نستنتج بأن الدين والاخلاق كانوا ولازالو متلازمين وبأن الألوهية المهانه او المعتدى عليها تنزل عقابها على الناس.