حدث في مثل هذا اليوم.. وفاة الرئيس جمال عبد الناصر "الزعيم الخالد"
يتزامن تاريخ اليوم 28 سبتمبر "أيلول"، مع العديد من الأحداث البارزة، التي احتلت موقعًا لا يُنسى من صفحات التاريخ الإنساني، ولعل أبرز الأحداث التي اقترنت مع ذلك التاريخ، وفاة الزعيم "جمال عبد الناصر"، الرئيس الثاني لمصر، وأحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، إذ أدت وفاته إلى حالة حزن عامة في مصر.
كان "الزعيم عبدالناصر" نموذجًا للزعيم القدوة المتجرد، كما كان لا يلين في إصراره على أن يكون كبار موظفي الحكومة أمناء وذوى ضمائر حية، كما كان يعارض بشدة محاباة كبار موظفي الدولة لأقربائه، وحدث ذات مرة أنه تحدث هاتفيًا مع صاحب إحدى الصحف اليومية وسأله: «ألا ترى الصفحة الخيرة؟» فأجابه صاحب الصحيفة بقوله: هل تقصد سيادتك صورة والدك؟ فأجاب ناصر في إصرار: «أنا لا أحب أن تنشر أخبار أبي بين الناس وأريده هو وإخوتي مثل الناس العاديين، ولا أريد أن يفسدهم منصبي» وقد كان ناصر نموذجًا للزعامة ورمزًا ثوريًا بدول العالم الثالي.
جمال عبد الناصر صاحب أكبر جنازة في تاريخ مصر، ودعوه بحب، ولا يزالون يتذكرونه حتى اليوم، حيث تمر الذكرى الـ52 على رحيل قائد ثورة 23 يوليو وصاحب النهضة المصرية الحديثة، الزعيم الخالد ناصر، إذ توفي في 28 سبتمبر سنة 1970.
"ناصر يا حرية، ناصر يا وطنية، يا حرية يا وطنية، يا روح الأمة العربية"، هكذا تغنى العندليب الأسمر من كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين، واصفًا بكلمات بسيطة لكن معبرة الزعيم الذى أحبه شعبه، فأصبح خالدًا في ذاكرة الأمة بأكملها، إنه الزعيم جمال عبد الناصر.
مَن هو جمال عبد الناصر؟
ولد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918، فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، لأسرة تنتمي إلى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، وانتقل في مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية، حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته في مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية في قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة فى عام 1937.
بدأ جمال عبد الناصر حياته العسكرية وهو في التاسعة عشرة من عمره، فحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فاختار دراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة فؤاد (القاهرة حالياً)، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو 1938.
عمل جمال عبد الناصر في منقباد بصعيد مصر فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورُقى إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل في منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقِّى إلى رتبة يوزباشى (نقيب) فى سبتمبر1942 وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك، وفي العام التالي انتُدب للتدريس فى الكلية الحربية وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق كلية أركان حرب وتخرج فيها في 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو.
شارك جمال عبد الناصر في حرب 1948، خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون الهزيمة العربية وقيام دولة إسرائيل قد دفعت بعبد الناصر وزملائه الضباط للقيام بثورة 23 يوليو 1952.
كان لـ "جمال عبد الناصر" دور مهم وقوي في تشكيل وقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، إذ اجتمعت الخلية الأولى في منزله فى يوليو 1949، وضم الاجتماع ضباطًا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتُخب في عام 1950 رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسّع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيسًا لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذي أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية في مصر بعد نجاح الثورة.