الجفاف وقرارات حكومية يهددان بـ"تلاشي" زراعة أرز عراقي مميز
تعاني العراق من نوابات من الجفاف، فقد حذر تقرير أمريكي، اليوم الجمعة، من تلاشي زراعة الأرز العنبر المميز في العراق، مما دفع الحكومة للحد من استعمال المياه، ما أثرَّ على حياة العديد من الأُسرة العراقية التي تعيش على الزراعة، وأجبر العراق على استيراد الأرز الاقل جودة ونكهة من الخارج.
الجفاف وقرارات حكومية يهددان بـ"تلاشي" زراعة أرز عراقي مميز
ومن ناحية أخرى، يعد الأرز عموماً والعنبر على وجه الخصوص، مادة رئيسة ضمن مائدة الطعام في أي بيت عراقي، يزين الوجبات العراقية المميزة مثل الدولمة، وهي خضار محشوة بالأرز واللحم، والمنسف، وغيرها.
في كل مائدة عراقية، لا بد أن يكون أرز العنبر حاضراً، لكن هذا المكون الذي يزين الأطباق التقليدية للمطبخ للعراقي، مهدد بالاندثار، نتيجة الجفاف الذي يضرب البلاد وتراجع مخزونات المياه الحيوية لبقائه.
هل يختفي أرز العنبر من موائد العراق بسبب الجفاف؟
بعد أربع سنوات من قلة الأمطار والجفاف، سيكون موسم أرز العنبر هذا العام محدوداً جداً. والسبب الرئيسي لذلك، أن العراق لم يعد يملك ما يغطي حاجة زراعة هذا النوع المميز من الأرز الذي يتطلب غمر مساحات واسعة بالمياه على مدى أشهر طويلة خلال الصيف، اعتباراً من منتصف شهر مايو (أيار).
وخلال السنوات الماضية، شهد البلد الذي يعبره من أقصى شماله إلى جنوبه نهرا دجلة والفرات، والملقب بـ"بلاد الرافدين"، تناقصاً ملحوظاً في موارده المائية. وتدين السلطات العراقية مراراً جارتيها تركيا وإيران اللتين تبنيان السدود على منابع النهرين ما يؤدي لانخفاض مستوى المياه في العراق.
والتحدي كبير أمام القطاع الزراعي، ففي حين تعتمد البلاد بشكل رئيس على مواردها النفطية، ينبغي عليها تنويع مصادر وارداتها المالية. ويشكل القطاع الزراعي ثاني أكبر مساهم في الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 5 في المئة بعد النفط، و يوظف القطاع نسبة 20 في المئة من اليد العاملة.
ويهدد توقف زراعة العنبر مهناً أخرى، مثل العشرات من المصانع المحلية الصغيرة التي تعرف بـ"المجارش"، وتكون مهمتها تنقية المحصول وتنظيفه قبل طرحه في الأسواق كأرز جاهز للطبخ.