د. رائد العزاوي يكتب: خليجنا الحبيب حماك الله من كل شر
لا زلت على ثقةٍ وإيمانٍ مطلق، بمقولة فولتير: قد اختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك، أقول من حقك أن تدافع عن بلدك ومن حقك أن تدافع عن ولي امرك ومن حقك أن تدافع عن أي مسؤول في بلدك تعتقد أنه على صواب ومن حقك أن تدافع عن سياسة بلدك ومن حقك أن تدافع عن أفكارك ومعتقداتك ومن حقك أن تعبر كيف ما شئت ولن أسمح لنفسي أو لغيري ان يصادر حقك في كل هذا.
لكن من حقي أنا أيضاً أن اقول لك أنك على خطأ عندما أجد أن ضميري وعقلي لا يتقبلا أفكارك ومعتقداتك وإيمانك الذي اعتقد أنت أنه ايمان مطلق.
لا بل من حقي عليك أن تسمع مني أفكاري التي هى مختلفة عن أفكارك.
الأخوة الأحبة من أبناء خليجنا الغالي العزيز لا تصادروا حقوق أهلكم في البلاد الأخرى فإنهم يعبرون عما في داخلهم، وعن أفكارهم التي هى بلا أدنى شيك بعضها أو جلها لا يتوافق مع ما تؤمنوا به، صحيح أن ما جرى في #٧_أكتوبر كحدث مهم كان كاشفاً لاختلافات كثيرة بين مؤيد لـ#حماس وآخر لـ#إسرائيل فإنها أيضاً أظهرت قبحاً كبيراً في عقول الكثير وقصوراً في فهم الواقع الذي يعيشه أبناء #فلسطين.
وأظهرت عورات العالم وعيوب المجتمع الدولي وانحطاط أخلاقي، وتمييز عرقي خطير يشكل بداية لحرب عالمية ثالثة تدفع أبوابها بقوة مع التوسع الحاصل في التقنيات المتقدمة، وحرب المعلومات والذكاء الاصطناعي والقنابل النووية الذكية.
إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل خطراً محدقاً على المجتمع العربي بعد أن تصدرها شذاذ الآفاق ما بين مدلس وكذاب وآفاق وجاهل ومتلون ومدفع ومؤجر بثمن بخس واصبحت الهواتف الذكية وبرامج التواصل، عبارة عن وصلات للسبب والشتم، والتخوين والتخويف والتجهيل، بدلاً من أن تكون تلك المواقع منارات علمية وثقافية ومعرفية لخدمة الناس.
وإني سوف أذكر كل شخص دافعت عن حقه بالحرية والتعبير عن الرأي مهما كان خلافي معهم، إني سوف أظل مدافعاً عن حقك رغم مواقفك السيئة ومصادرتك لحقي في أن أعبر عن رأيي، ولو تعرضوا غداً لموقف مماثل سأكرر دفاعي عن حقهم بحرية الرأي، لأن المبادئ لا يمكن أن تتجزأ وسيظل صوتي مدافعاً عن حرية التعبير وحرية الرأي وحرية الفكر وحرية المعتقد وحرية الإنسان في أي مكان وزمان وتحت أي مسمى.