2023 عام المتغيرات الكبرى في أسعار النفط
النفط أو البترول، كلمة عامة تُطلق على المواد الهيدروكربونية المتمثلة في النفط الخام ومشتقاته، بما في ذلك المواد السائلة والغازية؛ لذلك يجب أن نفرّق بين "النفط" و"النفط الخام"، فالنفط الخام هو جزء من النفط، والأسعار التي تذكرها وسائل الإعلام -يوميًا- هي أسعار النفط الخام.
ويعدّ النفط من المواد الهيدروكربونية؛ لأن أغلبه مكوّن من الهيدروجين والكربون، إلّا الغالب كربون، ويختلط معهما مواد أخرى، مثل: الأكسجين، والكبريت، والنتروجين، و-حسب المكمن- يوجد معه بعض المعادن.
يأتي النفط بألوان متعددة، وكثافة مختلفة، وله رائحة نافذة، وطعمه يختلف حسب نوعيته، بعضه حامض، وبعضه حلو.. يأتي صافيًا في بعض الأحيان، وتشوبه شوائب عديدة في كثير من الأحيان، ومن هذه الأنواع النفط الخام والنفط الصخري.
تباين أسعار النفط خلال العام الماضي
قال محللو وول ستريت أنهم يتوقعون أن ترتفع أسعار النفط من حوالي 86 دولارا للبرميل إلى أكثر من 100 دولار في عام 2023. وبدلا من ذلك، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 10% لتنهي العام بالتداول عند حوالي 77 دولارا للبرميل، وسط تحذيرات من أن أي انتشار لعدم الاستقرار العالمي قد يدفع سعر النفط إلى الارتفاع.
بعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، توقع العديد من المحللين أن تتقلص صادرات موسكو النفطية بشكل كبير بسبب العقوبات الغربية. وبدلاً من ذلك، أدى مخطط الحد الأقصى للأسعار الجديد الذي صممته الولايات المتحدة واعتمده حلفاؤها إلى الحد من عائدات النفط الروسية في حين سمح لإمداداتها بالتدفق دون عوائق تقريباً.
وفي ما يلي نتعرف على أبرز العوامل التي أثرت في أسعار النفط خلال هذا العام.
تعرض النفط في ضوء عديد من العوامل المختلفة التي شكلت ضغطاً على الأسعار، بما في ذلك ما يرتبط بالقرارات المتعلقة بالإنتاج من جانب أوبك+ وحجم الإنتاج من خارجها والمخزونات الأميركية، علاوة على أثر البيانات الاقتصادية وقرارات سعر الفائدة وحالة عدم اليقين المسيطرة على الأسواق طيلة العام بشأن موعد انتهاء دورة تشديد السياسة النقدية من جانب الفيدرالي الأميركي.
كما ضغطت العوامل المرتبطة بـ "الطلب" على أسعار النفط خلال العام، لا سيما فيما يخص الطلب من الصين، التي شهدت في بدايات العام تفاؤلاً بحالة انتعاش جديدة في ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وبعد إنهاء سياسة "صفر كوفيد".
ومن بين أبرز العوامل كذلك التي تباينت معها أسعار النفط بالضرورة ما يرتبط بالعوامل الجيوسياسية والمخاوف المصاحبة لعديد من الأزمات ذات الصلة؛ من بينها الحرب في غزة، والتي اندلعت في بدايات الربع الرابع من العام، وتحديداً في السابع من شهر أكتوبر من العام 2023، بما أثارات من ضغوطات ومخاوف مرتبطة بالإمدادات، آخرها فيما يخص التوترات بالبحر الأحمر وتأثيراتها.
خلال شهر يناير
سجلت أسعار النفط خسائر شهرية، وذلك على الرغم من حالة التفاؤل التي عمّت الأسواق بخصوص انتعاش الاقتصاد الصيني، ومع التقليل من أثر العقوبات الاقتصادية الأميركية والغربية على قطاع النفط في روسيا.
سجّلت العقود الآجلة لخام برنت خسائر بنسبة 0.6 بالمئة في يناير، لتصل إلى مستويات 85.44 دولار للبرميل بنهاية الشهر، كما سجل الخام الأميركي تراجعاً شهرياً بنسبة 1.7 بالمئة، مُنهياً تعاملات الشهر عند مستوى 79 دولارا للبرميل.
شهر فبراير
استمرت أسعار النفط في خسائرها، لتسجل العقود الآجلة لخام برنت تراجعاً بنسبة 2.7 بالمئة في فبراير، عندما أنهت تعاملات الشهر عند مستوى 83.09 دولار للبرميل.
كذلك الحال بالنسبة للعقود الآجلة للخام الأميركي، والتي سجلت تراجعاً بنسبة 2.8 بالمئة، مُنهية تعاملات الشهر عند مستوى 76.78 دولار للبرميل
مارس واستمرار خسائر النفط
سجل خام برنت خسائر شهرية بنسبة 4 بالمئة أيضاً. ليسجل خسائر فصلية في الربع الأول من العام بحوالي 5 بالمئة.
كذلك الحال بالنسبة للخام الأميركي، والذي سجل خسائر شهرية في شهر مارس بنسبة 1.5 بالمئة، وخسائر فصلية في الربع الأول بنسبة 4.7 بالمئة.
وقد اجهت الأسواق مخاوف واسعة حيال "أزمة البنوك الأميركية" التي ألقت بظلالٍ وخيمة على الأسواق.
ويذكر أن أسعار النفط خلال الشهر سجلت أدنى مستوى لها في 15 شهراً على وقع الاضطرابات التي يواجهها القطاع المصرفي، والذي أثار لغطاً واسعاً حينها استمر لأسابيع، مع مخاوف من تأثير "الدومينو" على باقي البنوك والمؤسسات المالية الصغيرة.
شهر إبريل
شهد الشهر الأول من الربع الثاني في العام 2023، تطوراً مؤثراً في الأسواق، ارتبط بالإعلان عن خفض طوعي للإنتاج من جانب المنتجون الرئيسيون في أوبك+.
بلغ إجمالي الخفض الطوعي 1.16 مليون برميل يومياً، اعتباراً من شهر مايو وحتى نهاية العام، وذلك بهدف "تحقيق التوازن في السوق"، وبعد التراجعات الواسعة التي سجلتها أسعار النفط في الربع الأول من العام.
وكذلك استمرت الخسائر في شهر مايو إلى أن انكسرت تلك السلسة من الخسائر بإرتفاع طفيف خلال شهر يونيو
شهر يوليو
سجلت أسعار النفط مكاسب شهرية قوية في يوليو، للشهر الثاني على التوالي. وبلغت المكاسب الشهرية نحو 16 بالمئة، بدعمٍ من تخفيضات الإنتاج الطوعية من جانب أوبك+ وتوقعات انتهاء دورة التشديد النقدي من جانب الفيدرالي الأميركي، التي سادت الأسواق حينها.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 13.5 بالمئة، مُنهية تعاملات الشهر عند 85.21 دولار للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي بنسبة 16 بالمئة في شهر يوليو، منهيا التعاملات فوق الـ 81 دولاراً للبرميل (81.72 دولار للبرميل تقريباً).
شهر أغسطس
سجلت أسعار النفط مكاسب جديدة (للشهر الثالث على التوالي في 2023)، بدعم من انخفاض المخزونات الأميركية بشكل كبير، وكذلك تخفيضات الإنتاج من أوبك+.
أنهت العقود الآجلة لخام برنت تعاملات الشهر عند مستوى 86.78 دولار للبرميل، بمكاسب شهرية 1.8 بالمئة.
شهر سبتمبر
حققت أسعار النفط مكاسب شهرية جديدة، كذلك مكاسب فصلية قوية في الربع الثالث من العام 2023.
أنهت العقود الآجلة لخام برنت تعاملات الشهر والربع الثالث على مكاسب وكانت قد سجلت أعلى مستوى عند 95.91 دولار للبرميل، بمكاسبة شهرية تقدر بنحو 6 بالمئة، ومكاسب فصلية بأكثر من 20 دولاراً (بنسبة 18.3 بالمئة).
خلال شهري أكتوبر ونوفمبر أعلنت أوبك+" عن تخفيضات طوعية إضافية لإنتاج النفط بإجمالي حوالي 2.2 مليون برميل يوميا مما أدى إلى عودة الخسائر مره اخرى
ديسمبر نهاية العام
تتجه أسعار النفط لتكبد خسائر سنوية بنحو عشرة بالمئة، مسجلة أول انخفاض سنوي في عامين، بعدما تسببت المخاوف الجيوسياسية وتخفيضات الإنتاج والتدابير العالمية لكبح التضخم في تقلبات حادة في الأسعار.
وتتجه العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لتسجيل خسارة شهرية بنحو 4.3 بالمئة، كما تتجه العقود الآجلة لخام برنت لتكبد خسارة شهرية بأكثر من ثلاثة بالمئة.