بين الانبطاح للغرب أو المقاومة .. ما مصير الحرب في لبنان؟
منذ إنطلاق عملية طوفان الأقصي بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تصاعدت وتيرة الأحداث بين جنوب لبنان حيث يتواجد حزب الله الجانب الإسرائيلي .
ومع استمرار الحرب في غزة تصاعدت الأحداث حيث أرسل حزب الله صواريخه الداعمه والمساندة للمقاومة في فلسطين .
وفي ظل فشل إسرائيل وعدم قدرتها على حسم الحرب لصالحها، حيث لم تتمكن حتى الآن من إحراز أي انتصار والحرب تدخل في شهرها السادس، ومازالت تثبت فشلها في عدم تحقيق أي من أهدافها، سواء ارتبط ذلك بالقضاء على حركة حماس وبنيتها التحتية من أنفاق، أو تحرير الأسرى.
و يبدو أن تل أبيب قد أخضعت بعض سياساتها للمراجعة خاصة في ظل تحولات السياق الراهن، من ناحية تبدل مواقف الدعم الغربي إلى مواقف ضغط للتعجيل بإنهاء هذه الحرب والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، مما تسبب في موجات غضب جماهيري لشعوب تلك الدول تجاه حكوماتها الداعمة لهذه الحرب وسياسات العقاب الجماعي التي تتبعها إسرائيل في فرض الضغط على حركات المقاومة الفلسطينية داخل القطاع عبر منع دخول المساعدات الإنسانية لمواطني القطاع وكذلك عمليات التهجير القسري لهم، وتدمير كامل البنية التحتية المدنية التي تجعل الحياة معها تستحيل داخل القطاع، في محاولة لدفع حركات المقاومة للاستسلام.
وربما يجد أعضاء الائتلاف الحكومي المتطرف داخل إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في توسيع التصعيد العسكري على نطاق إقليمي أوسع فرصة للبقاء في المشهد السياسي أطول وقت ممكن للتخفيف من وطأة أزماتهم الداخلية.
وذلك من خلال فرض الضغط الأقصى على أذرع المقاومة الإيرانية لتوسيع التصعيد العسكري على نطاق إقليمي أوسع، خاصة وأن عملية الاغتيال قد تمت في معقل ومركز نشاط وسيطرة حزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية.
وبالتالي قد يقود هذا التصعيد إذا ما حدث إلى توريط الولايات المتحدة بالتدخل، ومن ثم، إطالة أمد الصراع والحرب التي تضغط واشنطن في اللحظة الراهنة من أجل وقفها أو على الأقل تغيير طبيعة العمليات العسكرية الجارية داخل قطاع غزة، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية التي لم تتمكن حتى الآن من تحقيق انتصار عسكري يضمن لها إن لم يكن البقاء في المشهد السياسي فعلى الأقل تخفيف وطأة الانتقادات بالفشل الموجهة لهم من جانب قاعدة ناخبيهم من اليمين المتطرف.
مستقبل الأحداث في لبنان
كشفت اورنيلا سكر "صحافية لبنانية متخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الاستشراقية" في تصريحات لها للأمصار:أن الأحداث الحالية في لبنان هي حرب مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل ولكنها نظريا لم تتخطى قواعد الاشتباك حيث أن كلا الجانبين يردون على قصف كلا منهما الآخر دون تخطي قواعد الاشتباك لكسب الشرعية السياسية .
هل تستعد إسرائيل للتوغل البري في جنوب لبنان ؟
أما بالنسبة للتوغل البري فقد يحدث تحول دراماتيكي استراتيجي ويبدأ التوغل في الجنوب حيث يعتزم نتنياهو تحقيق مكاسب في هذه الحرب ، أي انه في حالة وقف إطلاق النار سيحاسب من قبل الداخل الإسرائيلي وربما يطيح به الأمر إلى داخل السجن .
الدور الفرنسي
أما بالنسبة للدور الذي يمكن أن تقوم به فرنسا في هذه الحرب فقد نددت فرنسا بالقصف المتكرر على جنوب لبنان بينما لاتستطيع أن تلعب اي دور حيث أنها تمارس حالة الضغوطات وغير ذلك بالإضافة إلى أنها قامت بتسهيل عملية المفاوضات التي حدثت في باريس
كذلك عززت من دورها خلال عملية إدخال المساعدات الإنسانية وعملية إطلاق الاسرى لكن تبقى الدبلوماسية الفرنسية غير فاعلة ومجدية وهذا ما وضح خلال انفجار مرفأ بيروت فهي مازالت عاجزة حتى الآن عن تحديد وكشف هوية من قام بالانفجار .
وأيضا تجلى هذا العقم الدبلوماسي خلال عدم القدرة على الضغط من أجل اختيار رئيس للبنان فالدور الفرنسي خجول جدا يقتصر على التنديد أو الضغوطات الدبلوماسية الخجولة .
الداخل اللبناني
وبالحديث عن الداخل اللبناني فهناك توتر وخلاف يسود بين الجميع وحزب الله وعند الدخول في حرب مفتوحة فلا يوجد احد يريد ذلك وبالطبع الجميع سيبتعد عن حزب الله ولم يسانده ، وهذا الأمر لن يتركه نصر الله بأن يحدث
فإذا كنا قادمين على حرب أكثر حده في جنوب لبنان فإن الأطراف الدولية ستسعى للتهدئة لأن إيران والولايات المتحدة أظهرا ذلك خلال تصريحاتهما دائما لان اذا كان هناك حرب لكانت إشتعلت منذ بداية الحرب على غزة .
حرب تموز
أما بالنسبة لحرب تموز فلا يمكن مقارنتها بالأحداث الحالية ،حيث كان هناك رئيس للبنان وجبهه داخليه مساندة للمقاومة وكان هناك دعم من الدول الخليجية بالإضافة إلى التعاطف الدولي والمساندة الشعبية الداخلية .
أما في الوقت الحالي فالازمات الداخلية تتخطى خطر المواجهه مع العدو الإسرائيلي حيث يعيش اللبنانيين واقع أليم