في يومها الـ 175.. آخر تطورات حرب "الإبادة الجماعية" على غزة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى لليوم الـ 175 على التوالي ارتكاب مجازر وإبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين فى غزة، وذلك بشن سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي، وأحزمة نارية على كافة مناطق غزة، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء ومئات المصابين.
إبادة جماعية
واستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قصف أهل القطاع الذين يواجهون المجاعة وسوء التغذية، عبر شن عشرات الغارات العشوائية على مناطق متفرقة من القطاع، في ظل وضع كارثي وقاسٍ في المستشفيات، ونزوح أكثر من 90% من السكان إلى الجنوب.
ووفقًا للمركز الفلسطيني للإعلام ووسائل إعلام فلسطينية أخرى، فإن طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت غاراتها وقصفها العنيف -اليوم الجمعة- على أرجاء متفرقة من القطاع المحاصر، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة مئات الشهداء والجرحى، ضاربة عرض الحائط بقرار مجلس الأمن الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان الذي دخل يومه التاسع عشر.
ووصل 8 شهداء فلسطينيين، وأشلاء لمدنيين لم يتم التعرف عليهم، إضافةً إلى عدد من الإصابات، إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد قصف الاحتلال الاسرائيلي منزلاً لعائلة موسى في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بحسب ما أكدته مصادر صحفية فلسطينية.
وكشف الدفاع المدني الفلسطيني في شمال قطاع غزة عن تسجيل مئات الشهداء في محيط مجمع الشفاء الطبي، وارتقى عدد من الشهداء الفلسطينيين ووقع إصابات في صفوف الأطفال، جراء غارة للاحتلال الاسرائيلي على حي الزيتون شرقي غزة.
وتعرضت مناطق شمالي غزة لسلسلة انفجارات ضخمة جراء القصف المدفعي والطيران الحربي الإسرائيلي، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على حي الرمال غربي غزة.
وفي مدينة خان يونس، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي محيط بلدة القرارة شمالي المدينة، بالتزامن مع استهداف غارات إسرائيلية مناطق متفرقة هناك.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية باستشهاد 12 شخصا وإصابة آخرين في قصف طيران الاحتلال الاسرائيلي منزلا لعائلة معمر جنوب خان يونس، جنوب القطاع.
في رفح، تمكنت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني من انتشال عدد من الشهداء الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونقل عدد من المصابين، وإنقاذ امرأة على قيد الحياة، من منزل عائلة معمر في حي النصر شمالي شرقي رفح، نتيجة استهداف طائرات الاحتلال الاسرائيلي للمنزل الليلة.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الجمعة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 71 شهيدًا و112 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت الصحة الفلسطينية، في تقريرها الإحصائي اليومي، إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأعلنت الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 32623 شهيدًا و75092 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
في سياق آخر، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مساعي جيش الاحتلال لإنشاء منطقة عازلة قرب السياج الحدودي لقطاع غزة من بيت حانون شمالا إلى كرم أبو سالم جنوبا، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي يواصل إنشاء المنطقة العازلة التي يصل عرضها إلى كيلو متر داخل القطاع، موضحة أنها ستشكل لدى الانتهاء من إنشائها 16% من مجمل مساحة القطاع.
وحول المهام التي ينفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي فيما يتعلق بهذه المنطقة أشارت الصحيفة إلى أنه يعمل على إكمال إنشاء ممر عرضي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، موضحة أن إنشاء المنطقة العازلة والممر يشير إلى احتمال استعداد الجيش للبقاء في غزة فترة طويلة.
وفي منتصف مارس الجاري سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على عزم إسرائيل إنشاء منطقة عازلة بعرض 800 متر على طول الحدود مع غزة، وعكفت على تدمير الأراضي الزراعية وهدم مئات المنازل والمدارس من أجل تنفيذ هذا الغرض.
أوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال الاسرائيلي يعتزم حظر دخول الفلسطينيين إلى المنطقة، تحت مزاعم أنها ستسمح للإسرائيليين بالعودة إلى المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، التي تم إخلاؤها بعد السابع من أكتوبر الماضي.
وفي فبراير الماضي، كشفت صور الأقمار الصناعية خطة الاحتلال تنفيذ منطقة عازلة بعمق كيلومتر عند حدود قطاع غزة، عبر تنفيذ أعمال هدم واسعة، وتجريف استعدادا لتنفيذ هذا المخطط.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وفي محاول للتنديد وطرد المحتل الإسرائيلي الغاشم، أظهرت المقاومة الفلسطينية براعته وكفاءته من خلال اختراق الخط الحدودي وصولًا إلى عدد من المستوطنات الإسرائيلية وأسر عدد من قوات الاحتلال وهو ما أسقط كبرياء إسرائيل.
واشتعل "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، بعدما شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، صباح السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجومًا قويًا غير مسبوق على إسرائيل جوًا وبحرًا وبرًا، أسفر عن مقتل 900 قتيل و2500 جريح إسرائيلي.
وبدأ هجوم "حماس" القوي، نحو الساعة السادسة والنصف صباح السبت (التوقيت المحلي)، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على جنوب إسرائيل تسبب في دوي صفارات الإنذار، وأشارت حماس إلى أنها أطلقت نحو خمسة آلاف صاروخ، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن العدد لا يتجاوز 2500 صاروخ، ولم يكن الهدف الرئيس من الهجوم الصاروخي للحركة، كما بدا لاحقًا، إلا التغطية على هجوم أوسع وأكثر تعقيدًا، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس، وحركات أخرى متحالفة معها، في اجتياز الحواجز الأمنية إلى داخل الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، في فشل أمني واستخباراتي واسع لم تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.