ارتفاع تحويلات الجالية التونسية من العملة الصعبة بنسبة 4%
سجلت تحويلات التونسيين المقيمين بالخارج من العملة الصعبة إلى تونس، خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية ارتفاعا بنسبة 4% مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية، حسب ما أظهرته أرقام نشرها البنك المركزي في تونس على موقعه الإلكتروني.
وبلغت هذه التحويلات إلى حدود 31 مارس 2024 ما يناهز 1810 مليون دينار مقابل 1738 مليون دينار في التاريخ ذاته من سنة 2023.
وساهمت هذه التحويلات إلى جانب المداخيل السياحية التي بلغت 1225,8 مليون دينار في مارس 2024 في دعم مدخرات تونس من العملة الصعبة التي تجاوزت نهاية الأسبوع الماضي 23 مليار دينار أي حوالي 106 ايام من التوريد.
وكانت التحويلات المالية للتونسيين بالخارج قد تجاوزت خلال السنة الماضية الـ7 مليار دينار مما ساهم في رفع قيمة المدّخرات من العملة الأجنبية وغطّت 65% من الدين الخارجي.
وتجدر الاشارة إلى أن عدد التونسيين المقيمين بالخارج يبلغ نحو مليوني تونسي حسب ديوان التونسيين بالخارج.
في ذكرى الـ 86 ليوم الشهيد.. وقفة وفاء لتضحيات الأبطال بتونس
في التاسع من أبريل من كل عام، تُحيي تونس ذكرى يوم الشهيد، تخليدًا لذكرى شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن تونس وكرامتها.
وتحيى تونس، اليوم الثلاثاء، الذكرى 86 لأحداث 9 ابريل 1938 ذكرى عيد الشهداء.
ولم تكن أحداث 9 أبريل مجرد إحياء الذكرى الشهداء بل لها دلالات رمزية أعمق بكثير عندما انتفض التونسي ضد كل أشكال القهر والاستعباد والظلم
يُعدّ هذا اليوم مناسبة وطنية للتأمل في تضحيات الأبطال، وتجديد العهد على مواصلة مسيرة البناء والتقدم، والوفاء لدماء الشهداء الذين رووا تراب الوطن.
وفي هذا الصدد، أشرف رئيس الجمهورية التونسي، قيس سعيد، صباح اليوم الثلاثاء، على موكب إحياء الذكرى 86 لعيد الشهداء بروضة الشهداء بالسيجومي.
وقد انطلق الموكب بتحية العلم على أنغام النشيد الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن.
ما هي قصة يوم الشهيد؟
في التاسع من أبريل عام 1938، اندلعت مظاهرات شعبية عارمة في جميع أنحاء تونس احتجاجًا على الاستعمار الفرنسي، ورفضًا للسياسات القمعية التي كان يمارسها ضد الشعب التونسي.
قمعت السلطات الفرنسية هذه المظاهرات بوحشية، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
في تموز 1938، شهدت تونس فصلاً مظلماً في تاريخها الحديث، حيث انطلقت سلسلة من الأحداث الدموية التي وقعت بين يدي الاحتلال الفرنسي. بدأت الحملة القمعية في أول أيام شهر أفريل، حيث شن الجيش الفرنسي حملة نفي واعتقالات ضخمة لزعماء النضال الوطني.
تزامناً مع هذه الأحداث القمعية، خرجت مظاهرات حاشدة في يوم 9 أفريل 1938، حيث امتلأت شوارع العاصمة بالتونسيين من جميع الفئات والأعمار، يطالبون بالحرية والاستقلال.
وقد ألقى علي البلهوان خطاباً مؤثراً قبل ذلك بيوم، دعا فيه الشباب إلى الثورة والنضال ضد الاستعمار الفرنسي.
لقد كانت هذه الكلمات الجريئة حافزاً للشباب التونسي، فخرجوا في مظاهرة سلمية تحوّلت إلى مواجهات عنيفة مع الجيش الفرنسي.
و تم اعتقال عدد كبير من الزعماء الوطنيين، بما في ذلك علي البلهوان، وتعرض المتظاهرون لقمع شديد، وسقط العديد من الشهداء.
هذه الأحداث تجسّدت بوضوح كما لم يحدث من قبل، في تصاعد الصراع من أجل الحرية والاستقلال في تونس، ورغم قسوة القمع والتضحيات، إلا أن روح النضال لم تنطفئ، بل استمرت في قلوب الشعب التونسي حتى تحقيق الاستقلال في السنوات اللاحقة.
ومنذ ذلك الحين، أصبح التاسع من أبريل يومًا وطنيًا للحداد على شهداء تونس، وتجديد العهد على مواصلة النضال من أجل الحرية والاستقلال.
كيف تُحيي تونس ذكرى يوم الشهيد؟
تنظم في هذا اليوم العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية، منها:
- رفع العلم الوطني على سارية كل المؤسسات الحكومية والخاصة.
- إقامة زيارات رسمية إلى مقابر الشهداء.
- تنظيم ندوات وفعاليات ثقافية لتخليد ذكرى الشهداء.
- دقائق صمت حدادًا على أرواح الشهداء.
أهمية يوم الشهيد:
يُعدّ يوم الشهيد مناسبة هامة للتأكيد على القيم الوطنية، مثل: التضحية، والشجاعة، والوحدة الوطنية.
وهو أيضًا فرصة للتربية على المواطنة، وغرس حب الوطن في نفوس الأجيال القادمة.
في ذكرى الانتفاضات التونسية وشهدائها، نستحضر لحظات التضحية والنضال التي شهدها تاريخ تونس الحديث.
كانت البداية في انتفاضة عام 1912، حيث دافع التونسيون بشراسة عن أرضهم وهويتهم، وسط ضغوط الاستعمار الفرنسي وسيطرته الظالمة.
استمر النضال والتضحية منذ اللحظة الأولى لدخول الاستعمار الفرنسي، حتى خروجه في 1956 والجلاء عن بنزرت سنة 1961. وفي تلك الفترة الدموية، ارتقى العديد من الشهداء وأصيب العديد، في مسيرة تحدي وصمود ضد الظلم والاستبداد.
في خطابه الشهير في 8 أفريل 1938، دعا علي البلهوان الشباب إلى الثورة ضد النظام القمعي، وكانت هذه الكلمات حافزاً للشباب التونسي للخروج في مظاهرة تاريخية في 9 أفريل 1938. ومنذ ذلك الحين وحتى اندلاع الثورة التونسية في 17 ديسمبر 2010، ومن ثم الانتفاضات في الأيام التالية، شهدت تونس فصولاً من الصراع والتضحية من أجل الحرية والكرامة.
في 24 ديسمبر 2010، اندلعت مظاهرات في منزل بوزيان رفضاً للقمع والاعتداءات الأمنية، وهناك سقط شهداء برصاص الأمن، من بينهم شوقي الحيدري ومحمد عماري، اللذان يعتبران من أوائل شهداء الثورة التونسية.
في الأيام التالية، انتشرت الصدامات في القصرين وسيدي بوزيد، وسقط المزيد من الشهداء في هذه المعارك العنيفة، في مسار تحدي وصمود، يحمل في طياته رموز الحرية والكرامة لشعب تونس العظيم.
في يوم 11 جانفي 2011، اتسعت دائرة المواجهات إلى ولايات تونسية أخرى، بما في ذلك القيروان، حيث وصف زين العابدين بن علي أول خطاب له للمظاهرات الجارية بأنها "أعمال إرهابية تمارسها عصابات ملثمة". في نفس اليوم، أعلن عن إحداث ثلاثمئة ألف وظيفة للمعطلين، خاصة من حملة الشهائد الجامعية.
تصاعدت الأحداث بسرعة حتى يوم 14 جانفي 2011، حيث شهدت مختلف مناطق البلاد مظاهرات ومواجهات عنيفة، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
في اليوم نفسه، أعلنت حالة الطوارئ، فعاد الجيش مجدداً وبقوة إلى الشوارع للتصدي للفوضى الأمنية المتزايدة.
خلال تلك الفترة، ناضلت عائلات الشهداء والجرحى منذ اندلاع الثورة، وفي 17 ديسمبر 2020 بدأت في المطالبة بنشر القائمة النهائية لشهداء وجرحى الثورة. وفي تاريخ 14 جانفي 2021، دخلت مجموعة من الجرحى وعائلات الشهداء في اعتصام أمام مقر الهيئة العامة للمقاومين وشهداء الثورة والعمليات الإرهابية، مطالبين بنشر القائمة النهائية قبل تاريخ محدد.
في مارس 2021، نُشرت القائمة النهائية لشهداء وجرحى الثورة في الرائد الرسمي، معترفًا رسميًا بـ 129 شهيدًا وشهيدة و 634 مصابًا ومصابة.
على صعيد آخر، صدر أمر حكومي يتعلق بالمصادقة على القائمة الاسمية للشهداء والجرحى من أعوان قوات الأمن الداخلي التابعين لوزارتي الداخلية والعدل الذين استشهدوا أو أصيبوا في إطار أداء واجبهم المهني خلال أحداث الثورة، تحت رقم الرائد الرسمي بتاريخ 19 مارس 2021.