وزير المالية السوداني: نعيش حربًا ضروسا فرضت علينا منذ أبريل الماضي
أكد الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، أن السودان يعيش حرباً ضروساً فُرضت عليه منذ إبريل من العام الماضي، أدت لنزوح أكثر من ٨ ملايين شخص في الداخل و لجوء حوالي مليوني شخص إلى خارج السودان وفقدان الكثير من الأرواح البريئة بجانب تدمير شبه كامل للبنية التحتية والإنتاجية في البلاد.
وأعرب عن شكره للدول العربية على استجابتها الإنسانية السريعة و الكبيرة التي عبّرت عن عمق العلاقة بين الشعوب العربية وتضامنها في ساعات العسرة، ومؤكداً أن الحالة الإنسانية الطارئة ما زالت مستمرة والسودان في أمس الحاجة إلى الأدوية المنقذة للحياة و المستهلكات الطبية بجانب حاجته إلى مدخلات الإنتاج الزراعي حتى لا تكون عُرضة لمجاعة محتملة إذا ما فشل الموسم الزراعي الصيفي.. جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على المستوى الوزاري الذي انطلق اليوم في المنامة للتحضير للقمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها مملكة البحرين الخميس المقبل.
وكشف وزير المالية السوداني خلال كلمته، أن الحرب التي يعيشها السودان في طريقها إلى نهاية قريبة بهزيمة التمرد، ويكمن التحدي الأكبر في إعادة الإعمار و إعداد الخرطوم لنهضة كبرى شاملة، وهذا يتطلب مشروع مارشال جديد، مطالباً الجامعة العربية بقيادة رئيس الدورة الحالية (البحرين) و أمينها العام بالدعوة لمؤتمر خاص بإعادة إعمار السودان تلتزم فيه الدول العربية المقتدرة بإعادة إعمار الخرطوم عبر بناء شراكات إستراتيجية تعود بالفائدة لجميع الشركاء.
كما أكد الوزير السوداني تضامن شعب السودان الكامل مع أشقائه من الشعب الفلسطيني في غزة الذين يواجهون مشروع إبادة جماعية لا مثيل لها في التاريخ، راجياً تتخذ قمة البحرين قرارات شجاعة توقف إبادة الأطفال و النساء في فلسطين.
وأوضح أنه رغم السعادة بتحقيق بعض الدول العربية لإنجازات كبيرة في تحقيق طفرة اقتصادية مبهرة في شتى القطاعات بما فيها التحول التقني، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في آمنها الغذائي وقد أظهرت جائحة كورونا حجم الهشاشة في الأمن الغذائي العربي و خطورة اعتماد الدول العربية على الغذاء المستورد، مطالباً باتخاذ خطوات عملية جادة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي ومبادرة السودان للأمن الغذائي العربي بدءاً بالمساهمة العربية الفاعلة في برنامج إنجاح الموسم الزراعي في السودان الذي تتبناه المنظمة العربية للتنمية الزراعية، فبالشراكات الإستراتيجية في مجال الزراعة تحقق الشعوب العربية أمنها الغذائي و تتحرر من مخاطر اعتمادها الكبير على الخارج.