سد النهضة أزمة تبحث عن حل
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي تحذيراً شديد اللهجة موجها الى أثيوبيا بسبب رفضها الدائم لأي من المقترحات المقدمه اليها من قبل مصر و السودان بشأن سد النهضة .
وأنه لن يتواني عن إتخاذ أي إجراء من شأنه الحفاظ علي حق مصر التاريخى في مياه النيل .
وقد اجتمع كل من مصر و السودان و إثيوبيا في كينشاسا عاصمة الكونغو ، وحضر الاجتماع رؤساء وزراء البلاد ، وصرح خلالها وزير الخارجية المصري بأن هذه المفاوضات بمثابة الفرصه الاخيرة و التي يجب ان تستغلها البلاد للتوصل لحل نهائي يرضي جميع الاطراف حول كيفية ملء و تشغيل السد قبل يوليو /تموز المقبل “موسم الفيضان” ويجنب الدول ويلات الصراعات.
و جاء من ضمن التصريحات ان مصر تفاوضت على مدار العشر سنوات الاخيره من أجل التوصل لحل يرضي إثيوبيا و في الوقت ذاته يحفظ لدول المصب حقها في نهر النيل .
ومن الجدير بالذكر، أن حصة مصر في نهر النيل تبلغ 55مليار متر مكعب . وترفض مصر مشروع السد لأنه سيحجب جزء كبير من مياه النيل و الذي يعتبر مصدر رئيسي في الري و الشرب في مصر .
وضمن المباحثات الأخيرة اقترحت السودان اجتماع دولي رباعي بحضور الولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية . وقد لاقى الاقتراح قبول من الوفد المصري و لكنه رفض من الجانب الإثيوبي .
وقد بائت المفاوضات في النهاية بالفشل و عجزت الدول الثلاثة عن التوصل لأي حل يرضي جميع الاطراف .
واضاف “سامح شكري ” وزير الخارجية المصري في تصريحاته ان مصر ستتخذ ما تراه ملائما في الفترة القادمة .
وقد نشأت فكرة السد عند إثيوبيا عام 1964 وتم تحديد الموقع النهائي على مجرى النيل الأزرق . وقد توقف المشروع عام 1974 بسبب الإنقلاب العسكري .
وتم وضع حجر الأساس في2 ابريل / نيسان عام 2011 من قبل رئيس وزراء إثيوبيا السابق ملس زيناوي ، وكان يعرف في البدايه بسد هيداسي و من ثم تم تغيره الى سد الألفيه الكبير و أخيرا اصبح الأسم النهائي و المتعارف عليه هو سد النهضة .
وتعتبر إثيوبيا مشروع بناء السد هو من أهم المشاريع الاستثماريه و التي ستصب في مصلحة المواطن الإثيوبي حيث أ نه سينتج عن تشغيل السد طاقه كهرومائيه هائلة ستكون اساسيه لتلبية احتياجات السكان البالغ عددهم 110 مليون نسمة ومن الممكن ان يصبح السد أكبر سد لإنتاج الطاقه الكهرومائيه في إفريقيا .
وقد أعلنت الخارجية الإثيوبية في بيان لها أصدرته يوم السبت الماضي أن وزيرة الري و المياه الإثيوبي قد وجهت رسالتين الى نظيريه المصري و السوداني دعت من خلالهما الى تعيين منسقين بملف سد النهضة بغرض تبادل البيانات قبل المرحلة الثانية من ملء السد .
ونحن ننتظر حل يرضي جميع الاطراف ويكون بادرة امل وبداية لحل مشكلة السد نهائيا ، ولا نتمنى اللجوء لحرب قد تؤذي بقارتنا السمراء .