نتائج تحقيقات مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت
كشفت التحقيقات الأولية، أن مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت، لا يرتبط بخلية متطرفة، وأنه قام بفعلته بمفرده بعيداً عن أي اعتداء منظم، وفق ما قالته مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».
وأكدت المصادر في المقابل «أن حملة المداهمات في منطقة مجدل عنجر في البقاع مستمرة، والتحقيقات متواصلة مع عدد من الأشخاص الذين أوقفوا إثر الاعتداء، بينهم إمام جامع البلدة، السوري الجنسية، الشيخ عبد المالك موفق جحا، لكن لا يعني أن جميعهم مرتبطون بالاعتداء، ويتم إطلاق سراح من لا تثبت إدانته».
وكانت سفارة واشنطن قد تعرّضت لإطلاق نار صباح الأربعاء من قِبل شخص يحمل الجنسية السورية يدعى قيس الخراج، صرخ خلال الهجوم بأنه يقوم بذلك «نصرةً لغزة»، وكتب اسم تنظيم «داعش» بالإنجليزية «isis»، على سلاحه وثيابه، إضافة إلى عبارات مثال «الدولة الإسلامية» و«الذئاب المنفردة».
وإثر الاعتداء، سجّل إطلاق نار متبادل بين مطلق النار وعناصر الجيش اللبناني، ما أدى إلى إصابته ونقله إلى المستشفى، حيث تتم معالجته، وقد خضع لعملية جراحية الخميس، حيث تدهورت حالته بعض الشيء، وفق المصادر.
وبانتظار ما ستنتهي إليه التحقيقات، تستمر المواقف المستنكرة للحادثة، وقد أدان وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلّاس، في بيان، «الاعتداء الإرهابي المسلح على السفارة الأميركية»، مندداً «بكل أشكال العنف».
وعدّ أن «دقة الظروف التي تمر بها المنطقة، ولبنان بخاصة، تتطلب من اللبنانيين جميعاً التضامن لحماية لبنان من الأخطار التي تهدد كيانه، ودعم جهود المبادرات لانتخاب رئيس للجمهورية، وتستلزم من المجتمع الدولي الإسراع للعمل من أجل إحلال السلام في المنطقة».
من جهته، رأى عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم، في حديث إذاعي، أن «الهجوم على السفارة الأميركية في عوكر لا يمكن أن ينفّذه شخص عادي، بل على الأغلب تمّ من قبل منظمات إرهابية، بانتظار أن تحدد القوى الأمنية بعد التحقيقات من يقف وراء هذه المجموعة».
وشدّد على أن «ضعف الدولة وقوة الدويلة هما السبب الذي يؤدي إلى جعل لبنان ساحة مفتوحة لهذه الجرائم، وإذا لم تبسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها وحدودها وتغلق المعابر غير الشرعية فسيبقى لبنان معرّضاً لهذه الجرائم».
كذلك عدّ عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير أن «الاعتداء على السفارة الأميركية عمل مدان يندرج في سياق المحاولات المشبوهة لتوريط لبنان في أحداث أمنية لا وظيفة لها إلا ضرب الأمن والاستقرار وتشريع البلاد على مزيد من المخاطر».
وإذ أكد أنه «لا ثقة إلا بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية لضبط الأمن وتفويت الفرصة على كل العابثين به»، شدّد على «أنه لا حل إلا بالوحدة والتلاقي على إنهاء الفراغ الرئاسي، وتحصين لبنان في مواجهة المخاطر والأزمات والتحديات، من أزمة النزوح السوري إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة وجنوب لبنان، في منطقة يُعاد تركيبها على نار الحروب والتسويات».