مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مهرجان القارة التراثي في يافع.. «حِميّر» تتباهى بإرثها الحضاري في اليمن

نشر
الأمصار

أحيت قبائل يافع الحميرية في اليمن مهرجان القارة التراثي للحفاظ على إرث الأجداد وثقافتهم العريقة، وذلك على قمة جبل شاهق، وبين أحضان أكثر من 25 قصراً وقلعة تراثية.

المهرجان التراثي والفني، الذي أقيم في القارة التابعة لمديرية رصد في أبين، وهى إحدى مديريات يافع في اليمن، لم يكن مجرد فرح عيدي سادته قيم التكاتف المجتمعي، وإنما حضرت قبائل يافع التليدة لإحياء إرثها الحضاري والقبلي والسياسي والاجتماعي والثقافي الفريد، الذي احتفظت به على مدى قرون من الزمن منذ حضارة حمير القديمة، آخر الممالك اليمنية قبل الإسلام.

وتستوطن يافع نحو 8 مديريات غالبيتها ذو تضاريس بالغة الوعورة تنتشر بين محافظتي أبين ولحج وتحاذي محافظة البيضاء لتظل هذه الجغرافيا حيث أقيم أحد أضخم المهرجانات الشعبية غنية بالتفاصيل الثقافية.

اليمن.. مهرجان القارة التراثي

ورغم توزع يافع كمديريات في هذه المحافظات في اليمن، إلا أنها تتفق في عاداتها وتقاليدها وواحدية التراث الثقافي والهوية، وهو ما جعل من مهرجان القارة التراثي فسحة ذات دلالات ورمزيات اجتماعية وثقافية عميقة، بحسب منظميه.

وضم المهرجان فقرات ثقافية وفنية، منها رقصات البرع، والأشعار، والأغنيات التراثية، وأركان أبرزت الزي التقليدي، والصيدلية اليافعية الشعبية، وأدوات التجميل، وركن الصور الفوتوغرافية، وركن الكتب، والأكلات الشعبية اليافعية.

اليمن.. الهوية التراثية

وقال عضو إدارة مهرجان القارة في اليمن، الإعلامي فواز الحنشي، إن المهرجان ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو فرصة للتأكيد على أهمية التراث في تشكيل هويتنا الوطنية.

وأضاف عضو إدارة مهرجان القارة في اليمن، الإعلامي فواز الحنشي، أن هذا الحدث فرصة لاسترجاع ذكريات الأجداد، واستلهام حكمتهم وتجاربهم، فالتراث الذي ورثناه هو كنز لا يقدر بثمن، وهو ما يميزنا كأمة ذات تاريخ غني ومتجذر في أعماق الزمن.

وأشار عضو إدارة مهرجان القارة في اليمن، الإعلامي فواز الحنشي، إلى أن الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة مسؤولية جماعية، ومن خلال المهرجان نسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية هذا التراث وتقديره.

ولفت عضو إدارة مهرجان القارة في اليمن، الإعلامي فواز الحنشي، إلى أن من غايات المهرجان تشجيع الشباب على الانخراط في الأنشطة التراثية والفنية التي تسهم في صون هذا الموروث الثقافي.

فعاليات المهرجان في اليمن

وأوضح عضو إدارة مهرجان القارة في اليمن، الإعلامي فواز الحنشي، أن هناك قسم الأركان الذي يحتوي على ركن المقتنيات، والزي التقليدي، وركن الصيدلية الشعبية، وأدوات التجميل، وركن الصور الفوتوغرافية، وركن الكتب، والمطبخ اليافعي، وغيرها.

وأكد عضو إدارة مهرجان القارة في اليمن، الإعلامي فواز الحنشي، أن جميع تلك الأركان تحمل أبعادا تراثية وثقافية، تعكس هوية منطقة يافع وقبائلها وعاداتها الاجتماعية الضاربة في عمق التاريخ.

جسر بين الأجيال

من جانبه، يرى نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في المجلس الانتقالي الجنوبي، مختار اليافعي، أن مهرجان القارة التراثي في اليمن "جسر يربط بين الأجيال وينقل الموروث الثقافي للأجيال القادمة".

ودعا عضو إدارة مهرجان القارة في اليمن، الإعلامي فواز الحنشي، إلى الاهتمام بالموروث التراثي والثقافي الشعبي اليافعي، وتسليط الضوء على التراث اليافعي؛ ليساهم في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء للمجتمع.

واعتبر عضو إدارة مهرجان القارة في اليمن، الإعلامي فواز الحنشي، أن الاحتفال بالتراث يعمق من الفخر بالهوية ويسهم في الحفاظ على التقاليد والعادات ويعززها عند الأجيال القادمة.

اليمن.. العودة إلى أحضان يافع

رسالة راعي مهرجان القارة التراثي السلطان نواف بن فضل العفيفي لأبناء يافع بمناسبة إقامة المهرجان، وصفت هذا الحدث بأنه "فرحة وفرصة للقاء وبعث الموروث اليافعي، وإحياء روح الأخوة والأخلاق اليافعية الحميدة".

واعتبر العفيفي، المهرجان "عودة إلى أحضان قبائل يافع والحفاظ على موروثاتها الثقافية في ظل أجواء يافعية، بعيدا عن هموم العصر وأزمات المرحلة؛ تخفيفا للضغوط النفسية التي نعيشها".

ودعا راعي مهرجان القارة التراثي السلطان نواف بن فضل العفيفي، إلى جعل أيام المهرجان يافعية بحتة، في مجالات: الشعر والبرع والحكمة، والتآلف والتلاحم فيما بيننا.

وأكد راعي مهرجان القارة التراثي السلطان نواف بن فضل العفيفي، ضرورة الابتعاد عن جميع أشكال السياسة، والتفرغ للعيش في ذكريات الآباء والأجداد بأحضان القارة، رمز يافع التاريخي وعاصمة السلام والإخاء اليافعي.

كما دعا راعي مهرجان القارة التراثي السلطان نواف بن فضل العفيفي، إلى التسامح والترفع عن صغائر الأمور، مشيرا إلى أن يافع كبيرة بأمجادها ومكانتها وتاريخها، وأبناء يافع كجبالها العالية؛ شموخ وإباء وكرم وكرامة وحسن أخلاق.

واحتفظت يافع وقبائلها الحميرية عبر قرون من الزمن بإرث حضاري فريد، تشهد لها "الحصون المنيعة" التي توصف بـ"ناطحات السحاب الحجرية الفريدة في العالم".

كما ظلت الجبال السامقة سدا لا يقهر في وجه الأطماع لتحفظ شرف اليمن من السقوط في قبضة المد الحوثي في اليمن، وسطر اليافعيون ملاحم تاريخية في مختلف محافظات اليمن حتى غدت تضحياتهم عنوان للنصر والبطولة والفداء.