مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عقب فوز بزشكيان هل تشهد الأحداث تخفيف حدة المواجهة بين إيران والغرب؟

نشر
الأمصار

توقعت صحيفة "وول ستريت جورنال " الأمريكية أن فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بالرئاسة الإيرانية يبشر بتخفيف حدة المواجهة بين إيران والدول الغربية رغم أنه قد يواجه معركة شاقة لإحداث تغيير في النظام.


وأوضحت الصحيفة في تقرير لها اليوم السبت ،أن الشعب الإيراني أقبل بأعداد أكبر مما كانت عليه في الانتخابات السابقة لانتخاب المرشح الإصلاحي الذي خاض الانتخابات على أساس برنامج إعادة الارتباط مع الغرب وتخفيف القواعد الأخلاقية الصارمة في البلاد ، مشيرة إلى أن الخوف من وجود بديل متشدد كان سبباً في ارتفاع نسبة الإقبال على التصويت للمرشح الذي تعهد بكبح جماح شرطة الأخلاق واستئناف المحادثات النووية.

مسعود بيزشكيان


وذكرت أن السياسي غير المعروف مسعود بيزشكيان، وهو جراح يبلغ من العمر 69 عامًا، فاز بأكثر من 53% من الأصوات، متغلبًا على منافسه المتشدد سعيد جليلي (58 عامًا)، وفقًا للنتائج الرسمية التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية على التلفزيون الرسمي حيث بلغت نسبة المشاركة 49.8%.

من هو الرئيس الإيراني المنتخب الإصلاحي مسعود بزشكيان؟


وأشارت إلى أنه بعد فوزه، سيتعين الآن على بيزشكيان أن يعمل في المسرح الغادر للسياسة الإيرانية لإدارة الاقتصاد المنهك والسكان الساخطين بشكل متزايد الذين اندلعت احتجاجاتهم مرارا وتكرارا على مدى العقد الماضي.

 الضغط الذي يتعرض له حكام إيران الثيوقراطيون


وأوضحت أن ترشح بيزشكيان يعد دليلا على الضغط الذي يتعرض له حكام إيران الثيوقراطيون في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من التدهور الاقتصادي والقواعد الأخلاقية الصارمة، موضحة أن الحكومة الإيرانية لم تسمح لأحد الإصلاحيين بالترشح للرئاسة منذ سنوات عديدة حيث أنها تملك اليد العليا في الموافقة على جميع المرشحين، وللمرشد الأعلى علي خامنئي الكلمة الأخيرة في السياسة.


ومع ذلك، وفي ظل الرقابة المشددة، تتسامح الحكومة مع درجة من الحملات الانتخابية الرئاسية التنافسية والتصويت على أمل أن تظهر مستجيبة وتمنع المواطنين الساخطين من تحدي النظام ورفضه.


وعادت الصحيفة لبيزشكيان قائلة إنه ولد في مدينة مهاباد الغربية، فقد زوجته وطفله في حادث سيارة فيما تعهد بمعالجة مظالم الحركة الاحتجاجية التي هزت البلاد في عام 2022 بعد وفاة امرأة شابة متهمة بانتهاك قواعد اللباس الإسلامي الصارمة التي يفرضها النظام.
ووفقا للصحيفة، يمكن أن يبشر فوزه بتخفيف حدة المواجهة بين البلاد والغرب، وهي المواجهة التي تعهد منافسه بزيادة حدتها، لكن بيزشكيان يواجه معركة شاقة لإحداث تغيير في نظام تهيمن عليه المؤسسات المحافظة بما في ذلك القضاء والجيش وكبار المسؤولين وصولاً إلى المرشد الأعلى.
فعندما كان وزيراً للصحة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي بين عامي 2001 و2005، رأى بنفسه كيف يمكن للمتشددين عرقلة محاولات التغيير، موضحة أن بيزشكيان نفسه تجنب بعناية تجاوز الخطوط الحمراء للنظام، فهو لم يدعو إلى إنهاء الحجاب الإلزامي، وظهر في المسيرات مع ابنته التي ترتدي الحجاب.

هل لدى الصين مرشح مفضل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟ - Al-Monitor:  Independent, trusted coverage of the Middle East


وخلال الحملة، تعهد بحماس بالولاء للنظام السياسي، حيث ارتدى ذات مرة الزي الأخضر للحرس الثوري الإسلامي، القوة العسكرية المكلفة بالدفاع عن النظام، وأشاد بالقائد قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية عام 2020.


ونقلت الصحيفة عن علي فايز، المدير المختص بشؤون إيران في مجموعة الأزمات ومقرها بروكسل قوله: "إن مرونته هي السبب وراء بقاء بيزشكيان على قيد الحياة وبقائه في اللعبة عندما تم تهميش الآخرين".

من هو مسعود بزشكيان الرئيس الايراني الجديد؟

أنهى دراسته الابتدائية في مهاباد ومن ثم التحق بمعهد الزراعة في مدينة ارومية وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية هناك.

قام بأداء الخدمة العسكرية في مدينة زابُل الحدودية  بمحافظة سيستان وبلوجستان عام 1973.

واثناء هذه الفترة اهتم بالعلوم الطبية حصل على شهادته الثانية في مجال العلوم التجريبية وتم قبوله في المجال الطبي بجامعة تبريز للعلوم الطبية عام 1975.

أكمل دورة الطب عام 1985 وبدأ العمل في كلية الطب مدرسا لعلم وظائف الأعضاء.

وفي عام 1990 حصل على تخصص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران، وتم تعيينه في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفيما بعد أصبح رئيسا له.

وهو رئيس تحرير مجلة أبحاث القلب والأوعية الدموية والصدر، التي ينشرها مركز أبحاث القلب والأوعية الدموية بجامعة تبريز للعلوم الطبية.

حياته السياسية

مع بدء الحرب الايرانية- العراقية المفروضة من قبل نظام البعث البائد عام 1980، كان بزشكيان مسؤولا عن إرسال الفرق الطبية إلى جبهات القتال، ونشط في العديد من العمليات مقاتلا وطبيبا .

في عام 1994 عيّن رئيسا لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرت رئاسته حتى عام 2000.

تولى منصب نائب وزير الصحة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي "محمد فرهادي" لمدة 6 أشهر  في حكومة السيد محمد خاتمي الأولى.

وبعد ذلك، في الولاية الثانية لرئاسة السيد محمد خاتمي ،شغل بزشكيان منصب وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي من 2001 الى 2005، وبعد فترة تمت مساءلته من قبل البرلمان، ومن ثم ترك منصبه.

منذ عام 2008، يمثّل بزشكيان مدينة تبريز في مجلس الشورى الاسلامي الايراني .