خلف خطوط حلف الناتو.. «حرب ظل» روسية تضرب خطوط الإمداد
تحذيرات من تصاعد حرب الظل بين روسيا وحلف الناتو خلال الشهور الأخيرة، وتخوفات من تحولها لمواجهة مباشرة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول بارز في حلف الناتو أن روسيا تشن "عملية تخريب جريئة" داخل الدول الأعضاء في الحلف منذ أكثر من ستة أشهر، تستهدف خطوط إمداد الأسلحة لأوكرانيا وصناع القرار الذين يقفون وراءها.
وأوضح مسؤول حلف الناتو، أنهم لاحظوا "تصعيدا غير مسبوق وانتشار الأسلحة الروسية الهجينة" على مدى الأشهر الستة الماضية، التي شملت "تخريبا ماديا" لخطوط إمداد أسلحة حلف شمال الأطلسي المخصصة لأوكرانيا.
وتابع مسؤول حلف الناتو: "الأمر يتعلق بكل شيء، بدءا من نقطة الإنتاج والمنشأ إلى التخزين، إلى أولئك الذين يتخذون القرارات، إلى التسليم الفعلي، روسيا تحاول تخويف حلفائنا".
ووفقا للتقرير "كشفت الاعتقالات الأخيرة التي طالت شخصيات رفيعة المستوى عن الطبيعة العشوائية والخرقاء لكيفية تطور عمليات الاستخبارات التي ينتهجها الكرملين منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ففي العام الماضي اعُتِقل 14 أوكرانيا واثنين من بيلاروسيا في بولندا في قضية واحدة، للاشتباه في عملهم لصالح الاستخبارات الروسية".
واتهم رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك روسيا بـ"الضلوع في حريق متعمد" أصاب أكبر مركز تسوق في بولندا في مايو، كما أثيرت شكوك حول حريق آخر في مصنع للذخيرة جنوب العاصمة في يونيو/حزيران، وأعرب مسؤولون تشيكيون عن مخاوفهم من تورط روسيا في اختراق وتعطيل خطوط السكك الحديدية العام الماضي.
والشهر الماضي، اندلع حريق مشبوه في مصنع معادن تابع لشركة تصنيع معدات دفاعية خارج برلين، وتم اعتقال أوكراني يبلغ من العمر 26 عاما مؤيدا لروسيا بعد أن فجر قنبلة محلية الصنع بالقرب من مطار شارل ديغول في باريس، وأدى حريق بأحد المستودعات شرق لندن في مارس/آذار إلى توجيه دائرة شرطة العاصمة لندن اتهامات لرجلين بالحرق العمد ومساعدة جهاز استخبارات أجنبي، وهو روسيا على وجه التحديد.
وقال المسؤول الكبير في حلف الناتو، إن "التخريب الروسّي" لدول الحلف يرقى إلى "لعبة خطيرة للغاية، إذا كانت روسيا تعتقد أن هذه العمليات لن تؤدي إلى صراع مسلح، أو تفعيل المادة 5 من ميثاق الحلف، الذي ينص على أن الهجوم على دولة عضو واحدة هو هجوم على التحالف بأكمله".
وأضاف: "العثور على هذا الخط هو حساب صعب وخطير"، مؤكدا أن روسيا تستخدم "مجموعة كاملة" من العمليات الهجينة.
وتابع "نرى كل شيء بدءا من العمليات رفيعة المستوى في أوروبا، التي دفعت فيها نحو 400 ألف يورو مقابل نوع ما من أنشطة الاستخبارات، إلى بعض الأماكن التي قامت فيها باستئجار عدد من المخربين مقابل بضعة آلاف من اليورو".
وتصاعد تهديد مماثل على حدود روسيا مع حلف شمال الأطلسي، ففي إستونيا، إذ ألقي القبض على 10 عملاء روس في فبراير/شباط بعد "تخريب" سيارة وزير الداخلية.
وقال المسؤولون الإستونيون إنها تأتي "تتويجا لحملة مستمرة منذ سنوات من قبل موسكو لزعزعة استقرار جارتها الصغيرة في الناتو"، والتي يتحدث نحو خمس سكانها البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة اللغة الروسية، وفقًا لتحليل أجرته مؤسسة الاتحاد الأوروبي عام 2021.
وبحسب الشبكة الأمريكية "فقد شهدت الأشهر الأخيرة تشويشاً على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يعيق هبوط الطائرات المدنية، واختفاء حتى العوامات التي ترسم جزءاً من حدود روسيا مع إستونيا، وسط دعوة قصيرة الأمد من موسكو لإعادة تقييم الحدود البحرية".
احتواء التهديد
والأربعاء، عزز حلف شمال الأطلسي دعمه لأوكرانيا بالتزامات عسكرية ومالية، كما أعلن أن كييف تسير في "مسار لا رجعة فيه" نحو الانضمام إلى الناتو.
وهو ما رد عليه المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن الناتو الذي يختتم قمته في واشنطن الخميس أصبح الآن "منخرطا بشكل كامل في الصراع في أوكرانيا".
وأضاف أن خطط الناتو لقبول أوكرانيا مرتبطة بالرغبة في هزيمة روسيا، وأن تصرفات الناتو ستتطلب اتخاذ إجراءات فعالة من جانب روسيا لمواجهة الحلف.
واعتبر بيسكوف أن الناتو قد أظهر مرة أخرى "بشكل بارز للغاية" على جوهر تحالف المواجهة.
وتابع "نحن مضطرون لتحليل القرارات التي اتخذت في قمة واشنطن الأربعاء، والمناقشات التي جرت، ولتحليل نص الإعلان الذي تم تبنيه بدقة".
وأكد أن "هذا تهديد خطر جدا للأمن القومي سيجبرنا على اتخاذ إجراءات مدروسة ومنسّقة وفعالة لاحتواء الناتو"، دون مزيد من التفاصيل.
ومضى قائلا: "نحن نلاحظ أن خصومنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة ليسوا مناصرين للحوار. وبالنظر إلى الوثائق المعتمدة في قمة الناتو، فهم ليسوا مناصرين للسلام"، بحسب فرانس برس.