مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بشار الأسد في روسيا.. الطريق نحو التطبيع السوري التركي

نشر
الأمصار

تصدرت التوترات في منطقة الشرق الأوسط مباحثات الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال زيارته إلى روسيا التي تأتي وسط جهود دبلوماسية مكثفة من موسكو لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت إشارات متبادلة بين دمشق وأنقرة حول إمكانية إعادة بناء العلاقات الثنائية، بعد سنوات من التوترات والانقسامات الحادة بسبب الأزمة التي تشهدها سوريا منذ عام 2011.

وفي بداية اللقاء، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره السوري بشار الأسد في قصر الكرملين، حيث أشار في مستهل اللقاء بينهما على أنه سيتم مناقشة العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة الذي يميل إلى التصعيد.

وأضاف "أنا مهتم جدا بمعرفة رأيكم حول كيفية تطور الوضع في المنطقة ككل، والذي يميل لسوء الحظ، إلى التفاقم، وهذا ينطبق أيضا على سوريا بشكل مباشر".

كما نوه بوتين إلى أن الطرفين سيبحثان العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا وسوريا، لافتا إلى أن هناك الكثير من القضايا والأسئلة المطروحة حولها.

ومن جهته، أكد الرئيس السوري أن البلدين مرا باختبارات صعبة خلال العقود الماضية، حيث استطاعت موسكو ودمشق المحافظة على هذه العلاقات على مستوى من الثقة، مشيرا إلى أن ذلك يؤشر بشكل واضح على نضج هذه العلاقات بين البلدين.

وتابع "زيارتي اليوم تتزامن مع الذكرى الـ80 لإقامة العلاقات بين بلدينا".

ويصادف يوم 21 يوليو/تموز يوم الذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا الاتحادية وسوريا.

وأكد الرئيس السوري أنه "في ظل الأحداث التي يشهدها العالم أجمع والمنطقة الأوراسية، فإن اجتماعنا اليوم يعتبر بالغ الأهمية لمناقشة تفاصيل تطورات الأوضاع، والآفاق والسيناريوهات المحتملة".

وتتزايد المخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة، حيث تبادلت إسرائيل ومليشيات الحوثي الهجمات، بينما تشهد المنطقة زيادة في العنف مع  استمرار  الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فضلا عن حدود ملتهبة مع لبنان، كما عززت واشنطن وجودها في الشرق الأوسط ردا على تصاعد أعمال العنف بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وإيران وأذرعها من جهة أخرى.

وجرى آخر اتصال هاتفي بين بوتين والأسد في 23 مارس/آذار الماضي بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعة "كروكوس" في ضواحي موسكو، حيث أدان الأسد الهجوم وأعرب عن تعازيه للشعب الروسي، واتفق الزعيمان على تكثيف الاتصالات في مجال مكافحة الإرهاب والمجالات الأخرى.

وكان آخر لقاء شخصي لرئيسي روسيا وسوريا قد عقد في 15 مارس/آذار من العام الماضي في الكرملين أيضا.

تطبيع محتمل مع تركيا

 

وتأتي زيارة الأسد إلى موسكو على خلفية التقارير عن الجهود الدبلوماسية المكثفة لترتيب لقاء بين الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بوساطة روسية.

وترعى موسكو مسار التقارب بين البلدين منذ المحطة الأولى التي عقدت على أراضيها في مطلع عام 2023، عندما اجتمع مسؤولون عسكريون واستخباراتيون، ورغم أنها ليست الوحيدة الراعية لهذا المسار، إلا أن خطواتها اكتسبت زخما خلال الأيام الماضية، على صعيد التصريحات والمواقف.

وقطعت أنقرة علاقاتها مع دمشق في عام 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية، التي دعمت فيها تركيا المعارضة المسلحة.

ومطلع الشهر الجاري، قطع الرئيس التركي مسافة كبيرة على طريق التمهيد لعودة العلاقات مع سوريا.

وقال أردوغان حينها إن أنقرة ستوجه دعوة للرئيس السوري بشار الأسد "في أي وقت" لإجراء محادثات لاستعادة العلاقات بين البلدين الجارين.

إلا أن سوريا أعلنت تمسكها بشرطين اثنين قبل الانفتاح على مبادرات تسعى لتطبيع علاقاتها مع تركيا.

وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان: إنه "في الوقت الذي تتوالى فيه المواقف والتصريحات حول العلاقة بين سورية وتركيا تودّ الجمهورية العربية السورية التذكير بأنها حرصت دائماً على التمييز الواضح ما بين الشعوب من جهة، وسياسات وممارسات الحكومات التي ألحقت الأذى بسوريا، وبدُولها من جهة أخرى، وفق ما أثبتته الوقائع والأحداث".

وأضافت أن سوريا كانت وما زالت "تنطلق من القناعة الراسخة بأن مصلحة الدول تُبنى على العلاقة السليمة فيما بينها وليس على التصادم أو العِدائية، وانطلاقاً من ذلك حرصت سوريا على التعامل بإيجابية مع مختلف المبادرات التي طُرحت لتحسين العلاقات بينها وبين تلك الدول، وفي ذات الإطار تعاملت سوريا مع المبادرات الخاصة بتصحيح العلاقة السورية التركية".

وشددت على أن "أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسس واضحة ضمانا للوصول إلى النتائج المرجوّة والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية، وفي مقدمة تلك الأسس انسحاب القوات الموجودة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية، ومكافحة المجموعات الإرهـابية التي لا تهدّد أمن سوريا فقط، بل أمن تركيا أيضا".

وأعربت سوريا عن شُكرها وتقديرها للدول الشقيقة والصديقة التي تبذل جهوداً صادقة لتصحيح العلاقة السورية التركية، وتؤكد أن عودة العلاقة الطبيعية بين البلدين تقوم على عودة الوضع الذي كان سائداً قبل عام 2011، وهو الأساس لأمن وسلامة واستقرار البلدين.

وفي استجابة سريعة مع البيان السوري أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية العسكرية في شمال العراق وسوريا على وشك الانتهاء.

وقال أردوغان في حفل تخرج جامعة الدفاع الوطني "سنغلق قريبا جدا القفل بمنطقة عمليات المخلب في شمال العراق".

وأضاف "سنستكمل النقاط العالقة في الحزام الأمني على طول حدودنا الجنوبية في سوريا".

وتنفذ القوات التركية عمليات عبر الحدود ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق منذ عام 2019.

وتدخل الجيش التركي في عمليتين واسعتين داخل الأراضي السورية، قائلا إنه يلاحق تنظيمات كردية تستهدف وحدة أراضيه.