مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

اشترطت حماس الإفراج عنه.. من هو مروان البرغوثي؟

نشر
الأمصار

يعيش قطاع غزة حالة مأسوية، منذ اندلاع الحرب بين الجانب الإسرائيلي وحركات المقاومة الإسلامية في قطاع غزة .

حيث أدت الهجمات البربرية الوحشية لجيش الاحتلال إلى مقتل آلاف المواطنين الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال، فضلاً عن تدمير كافة البنية التحتية داخل القطاع .

وخلال عودة المباحثات الدولية حول بحث الحرب في غزة وعقب إغتيال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، كان هناك إشتراط من حماس حول صفقة تبادل الأسرى وهو الإفراج عن  مروان البرغوثي، فمن يكون ؟

مروان البرغوثي في مقابلة حصريّة مع "المونتيتور" من داخل سجنه الإسرائيلي قد  أترشّح لانتخابات الرئاسة خلفاً لأبو مازن.. وفشل عمليّة السلام أضرّ ب"فتح" -  Al-Monitor: The Middle Eastʼs leading independent news source

مروان البرغوثي 

مروان البرغوثي هو سياسي فلسطيني، وأحد الرموز الفلسطينية في الضفة الغربية، وزعيم التنظيم في حركة فتح.

وُلد في قرية كوبر الفلسطينية. لعب دورًا بارزًا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعلى إثر ذلك قبضت السلطات الإسرائيلية عليه في عام 2002، وحكمت عليه بالسجن لخمسة مؤبدات؛ بتهمة القتل والشروع به.

نشأة البرغوثي

وُلد البرغوثي في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله،  وانخرط في حركة فتح في سن الخامسة عشرة، وعند بلوغه الثامنة عشر عام 1976، ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه وسُجن لمدة داخل السجون الإسرائيلية، حيث تعلم اللغة العبرية خلال مكوثه في السجن، وعند إطلاق سراحه، ذهب البرغوثي إلى الضفة الغربية حيث ترأس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، وتخرج منها بعد أن درس التاريخ والعلوم السياسية ونال على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية.

مراحل حياته

حاصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية وعمل حتى اعتقاله محاضرا في جامعة القدس في أبو ديس، متزوج من المحامية الفلسطينية فدوى البرغوثي والتي تعمل منذ سنوات طويلة في المجال الاجتماعي وفي مجال المنظمات النسائية، ألا أنها برزت كوجه سياسي وإعلامي بعد اختطاف زوجها من قبل الإسرائيليين حيث تمكنت من الدفاع عن زوجها وحمل رسالته في كافة الدول وفي وسائل الإعلام المختلفة، ولهذا الغرض فقد تجولت في أكثر من 20 بلدا متحدثة عن الانتفاضة والمقاومة ممثلة بذلك صوت زوجها.

مروان البرغوثي ..رأس الحربة وعنوان وحدوي في معركة الاسرى رغم الاسر والعزل |  PNN

وللبرغوثي ولزوجته أربعة أبناء بنت وثلاثة أولاد قسام الإبن الأكبر، ربى، شرف، وعرب، وقد أنهوا كلهم دراستهم الجامعية ويقوم شرف بدراسة الماجستير في بريطانيا.

تكرر اعتقال ابنه الأكبر قسام أكثر من مرة في الآونة الأخيرة، المرة الأولى عندما قرر مروان ترشحه للرئاسة ومرة أخرى عندما رفضت حماس الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المأسور لديها في حالة استمرار رفض إسرائيل الإفراج عن مروان. وما يزال مروان البرغوثي يقبع بزنازين العزل حتى اليوم ولم يذكر سبب عدم وجود اسمه في قائمة التبادل بين حماس وإسرائيل وقد أنهى عامه الثامن عشر منذ تاريخ اعتقاله.

مروان البرغوثي يدعم قائمة منشقة عن حركة فتح لخوض الانتخابات التشريعية  الفلسطينية | Euronews

في العام 2010 حصل البرغوثي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية وحملت رسالة الدكتوراه عنوان «الأداء التشريعي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني ومساهمته في العملية الديمقراطية في فلسطين من 1996 إلى 2006»، وقد كتب البرغوثي رسالته في سجن هداريم واقتضى إيصالها إلى خارج السجن سرّا نحو عام كامل عبر محامية.

دور البرغوثي خلال الانتفاضة الأولى

يعد البرغوثي من القيادات التي قادت الجماهير الفلسطينية في انتفاضتها الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وخلال الانتفاضة الأولى، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه، ورحّلته إلى الأردن التي مكث فيها 7 سنوات، ثم عاد ثانية إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو، وفي عام 1996، حصل على مقعد في المجلس التشريعي الفلسطيني.

المدبر للانتفاضة 

وينظر الفلسطينيون إلى مروان البرغوثي، له باعتباره العقل المدبر للانتفاضة وفي سيرة الرجل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، «يؤسفني إلقاء القبض عليه حياً، كنت أفضل أن يكون رماداً في جرة»

زوجة مروان البرغوثي تقود حراكاً لدعمه خليفة محتملاً لعباس

وما أن انقضت سنوات السجن الطويلة الأولى بين عام 1978 وحتى أفرج عنه في مطلع العام 1983 حتى انتقل إلى جامعة بيرزيت ليحتل بسرعة رئاسة مجلس الطلبة فيها لثلاث دورات متعاقبة، ويعمل أيضًا على تأسيس منظمة الشبيبة الفتحاوية في الأراضي الفلسطينية، هذه المنظمة التي تشكلت في مطلع الثمانينيات واعتبرت أول، وأكبر منظمة جماهيرية تقام في الأراضي المحتلة؛ حيث شكلت القاعدة الشعبية الأكثر تنظيماً وقوة ولعبت دوراً رئيساً في الانتفاضة الشعبية الكبرى التي انطلقت عام 1987.

 الإقامة الجبرية

ورغم مواصلة الجيش الإسرائيلي مطاردة البرغوثي، وملاحقته ووضعه رهن الإقامة الجبرية وفي الحبس الإداري، استمر في بناء ووضع لوائح ونظم هذه المنظمة بما في ذلك لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي التي انتشرت في جميع القرى والبلدات والمخيمات والمدن، وحركة الشبيبة الطلابية في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية لجان المرأة للعمل الاجتماعي، وحركة الشبيبة العمالية وغيرها من الأطر التي أقيمت على أسس ديمقراطية.

مروان البرغوثي.. السور العالي | الجزيرة نت

تعرض البرغوثي للاعتقال والمطاردة طوال سنواته الجامعية حيث اعتقل عام 1984 لعدة أسابيع في التحقيق وأعيد اعتقاله في أيار 1985 لأكثر من 50 يوما في التحقيق، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية في نفس العام ثم اعتقل إداريا في آب 1985 عندها طبقت إسرائيل سياسة القبضة الحديدية في الأراضي المحتلة وتم من جديد إقرار سياسة الاعتقال الإداري والإبعاد وكان السجين الأول في المجموعة الأولى في الاعتقالات الإدارية وفي عام 1986 تم إطلاق سراحه وأصبح مُطارَدًا من قوات الاحتلال إلى أن اعتُقِل وأُبعِد خارج الوطن بقرار من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين في إطار سياسة الإبعاد التي طالت العديد من القادة في الأراضي الفلسطينية.

 تنظيم الأراضي الفلسطينية

عمل البرغوثي بعد إبعاده مباشرة إلى جانب القائد أبو جهاد الذي كلّفه بالمسؤولية والمتابعة في تنظيم الأراضي الفلسطينية، وعمل لفترة قصيرة مع أبو جهاد حتى استشهاده، ورافقه في آخر زيارة له إلى ليبيا حيث اُغتِيل بعد عودته بعدة أيام.

استمر البرغوثي في موقعه في المنفى عضوا في اللجنة العليا للانتفاضة في م. ت. ف التي تشكلت من ممثلي الفصائل خارج الأراضي الفلسطينية، وعمل في اللجنة القيادية لفتح (القطاع الغربي) وعمل مباشرة مع القيادة الموحدة للانتفاضة.

وفي عام 1989 وفي المؤتمر العام الخامس لحركة فتح انتخب البرغوثي عضوا في المجلس الثوري للحركة من بين 50 عضوا، وقد جرى انتخابه بشكل مباشر من مؤتمر الحركة الذي وصل عدد أعضائه إلى 1250 عضواً، وكان البرغوثي في ذلك الوقت العضو الأصغر سنا الذي ينتخب في هذا الموقع القيادي في حركة فتح.

في نيسان/أبريل عام 1994 عاد البرغوثي على رأس أول مجموعة من المبعدين إلى الأراضي المحتلة، وبعد ذلك بأسبوعين وفي أول اجتماع لقيادة فتح في الضفة الغربية وبرئاسة الراحل فيصل الحسيني تم انتخاب البرغوثي بالإجماع نائبا للحسيني وأمين سر للحركة في الضفة الغربية ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والنضالي. إذ بادر البرغوثي على إعادة تنظيم حركة فتح في الضفة الغربية والتي كانت قد تعرضت لضربات شديدة من قبل الاحتلال وشهدت حالة من التشتت والانقسام، ونجح في إعادة تنظيم الحركة من جديد في فلسطين في شهر واحد رغم المعارضة الشديدة التي جوبه بها من قبل اللجنة المركزية.

حيث انطلقت مسيرة عقد المؤتمرات في داخل الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة على مستوى الأقاليم والمناطق وانشغل البرغوثي لعدة سنوات في هذا الأمر حيث عقد أكثر من 150 مؤتمراً في الضفة الغربية والتي شارك فيها عشرات الآلاف من الأعضاء، وانتخبوا هيئات قيادية جديدة.

ومايزال البرغوثي في سجون الاحتلال وتطالب حماس خلال مفوضاتها الأخيرة الإفراج عنه .