صنف بالعام الأكثر دموية.. ماذا حدث خلال عام 2023؟
أجمعت العديد من المؤسسات والهيئات العالمية أن العام الماضي 2023، هو العام الأكثر دموية منذ عقود.
وقد برهنت تلك المؤسسات على نظريتها بأن العام المنصرم هو الكثر دموية من خلال الأحداث الجسيمة التي وقت خلال ذلك العام والتي لم يشهدها العالم من قبل.
ونتناول خلال الموضوع التالي أبرز الأحداث التي شكلت ملامح العام الأكثر دموية منذ عقود .
العام الأكثر دموية بالنسبة للعاملين في العمل الإنساني
أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، أن 2023 كان العام "الأكثر دموية" على الإطلاق بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني.
جاء ذلك في بيان لمسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وعضو المفوضية الأوروبية لشؤون إدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية يانيز لينارجيتش بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الموافق اليوم 19 أغسطس من كل عام، حسب ما ذكرته "وفا".
مأساة إنسانية تقع أمام الأنظار
وأكد البيان، أن "مأساة إنسانية تقع أمام الأنظار في الأشهر الـ10 الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة"، مشددًا على "الأهمية البالغة" لعاملي الإغاثة الإنسانية في مناطق الصراعات.
وتابع: "بشكل مأساوي فإن 2023 أصبح العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، ومن المحتمل أن يستمر هذا النسق المحزن عام 2024".
وأكد "بوريل" في بيانه، ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني "مهما كلف الأمر، لأنه التزام بموجب القانون الإنساني الدولي"، داعيًا إلى التحرك من أجل ضمان أمن العاملين في المساعدة الإنسانية.
وقال: "شهدنا في السنوات الأخيرة ميلًا واضحًا لدى بعض الدول إلى عدم احترام القواعد الأساسية للقانون الدولي الإنساني في الصراعات المنخرطة فيها، وهذا الوضع يتطلب من المجتمع الدولي ككل اتخاذ إجراءات حاسمة دفاعًا عن القانون الإنساني الدولي الذي يشكّل أساس النظام الدولي القائم على القواعد".
العام الأكثر دموية للصحفيين
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن عام 2023 كان الأكثر دموية للصحفيين، ومن بين أسباب ذلك الحرب في قطاع غزة، حيث قتل عدد كبير منهم وأغلبهم فلسطينيون.
وأضاف "بايدن" أن الصحافة ليست جريمة في أي مكان بالعالم.
ومع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، دفع الصحفيون الفلسطينيون وعائلاتهم ثمنًا باهظًا خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 7 أشهر، إذ تخطى عدد الشهداء بينهم 140.
قالت الأمم المتحدة، إن العام الماضي كان "الأكثر دموية" بالنسبة للمهاجرين منذ عام 2014، حيث توفي 8565 شخصًا على الأقل، على طرق الهجرة في جميع أنحاء العالم.
ضحايا الهجرة
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، في تقرير صدرعنها، إن عدد الضحايا في عام 2023 "يمثل زيادة مأساوية بنسبة 20% مقارنة بعام 2022، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح".
وقال نائب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، أوجوتشي دانيلز: "إن هذه الأرقام المروعة التي جمعها مشروع المهاجرين المفقودين، هي تذكير بأنه يجب علينا إعادة الالتزام باتخاذ إجراءات أكبر يمكن أن تضمن الهجرة الآمنة للجميع، حتى لا يضطر الناس بعد عشر سنوات من الآن إلى المخاطرة بحياتهم بحثًا عن حياة أفضل".
ويوثق مشروع المنظمة للمهاجرين المفقودين، حالات الوفاة والاختفاء، في جميع أنحاء العالم.
ويقدم التقرير الأخير تحليلاً مفصلاً لبيانات المهاجرين المفقودين من عام 2023، وحقائق وأرقام رئيسية عن وفيات المهاجرين وحالات اختفائهم، على مدى السنوات العشر الماضية.
تجاوز عدد الوفيات في العام الماضي الرقم القياسي
وفق تقرير المنظمة الأممية، فقد تجاوز عدد الوفيات في العام الماضي الرقم القياسي السابق، البالغ 8084 في عام 2016.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن الافتقار إلى مسارات آمنة ومنظمة يجبر الآلاف على سلوك طرق هجرة خطيرة.
ويظل البحر الأبيض المتوسط هو المسار الأكثر خطورة بالنسبة للمهاجرين، حيث توفي ما لا يقل عن 3129 شخصًا في عام 2023 خلال محاولات الوصول إلى أوروبا من شمال إفريقيا.
ويمثل هذا الرقم أعلى عدد من الضحايا على هذا الطريق منذ عام 2017.
وتم تسجيل عدد كبير من وفيات المهاجرين في جميع أنحاء إفريقيا في عام 2023، بلغت 1866 الكثير منها في الصحراء الكبرى والطريق البحري إلى جزر الكناري الإسبانية.
وفي آسيا، فقد ما يقرب من 2138 من اللاجئين الروهينجا والأفغان حياتهم.
وقال التقرير إن الغرق كان مسؤولًا عما يزيد قليلًا على نصف إجمالي وفيات المهاجرين في عام 2023.
وكان 9% من الوفيات ناجمة عن حوادث المركبات و7% بسبب العنف. بينما فقد 512 مهاجرًا حياتهم بالفعل هذا العام.
المهاجرين المفقودين
تم إنشاء مشروع المهاجرين المفقودين في عام 2014 بعد حادثين مدمرين لسفينتين قبالة سواحل لامبيدوزا بإيطاليا، ويُعترف به باعتباره المؤشر الوحيد لقياس مستوى "سلامة" الهجرة في أهداف التنمية المستدامة والاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية.
وفي عام 2024، بعد مرور عشر سنوات على إنشاء المشروع باعتباره قاعدة البيانات الوحيدة المفتوحة للوفيات والاختفاءات بين المهاجرين، وثّق المشروع أكثر من 63 ألف حالة في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، من المقدر أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير بسبب التحديات في جمع البيانات خاصة في المواقع النائية مثل بنما والطرق البحرية. حيث تسجل المنظمة الدولية للهجرة بانتظام تقارير عن حطام السفن غير المرئية، حيث تختفي القوارب دون أن يترك أثرًا.
جرائم القتل في كوستاريكا
أظهرت بيانات رسمية لجرائم القتل، أنَّ أكثر من 656 شخصًا قتلوا حتى الآن في أكثر الأعوام دموية في كوستاريكا على الإطلاق، لكن الحكومة تتوقع أنَّ يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 900 بحلول نهاية العام.
وبحسب "رويترز"، سجلت جرائم القتل في كوستاريكا رقمًا قياسيًا بلغ 654 العام الماضي، وفقا لوكالة التحقيقات القضائية في الدولة الهادئة تاريخيًا والواقعة في أمريكا الوسطى.
وقال راندال زونيجا، مدير مكتب التحقيقات القضائية لمحطة إذاعية محلية، إنَّ العدد مستمر في الزيادة وهذا يضعنا عند نقطة تحول، داعيًا إلى مزيد من الاستثمارات في الأمن العام.
وشهدت كوستاريكا، التي جرى الاعتراف بها على مدى عقود باعتبارها أكثر دول أمريكا الوسطى أمانًا، المزيد من جرائم القتل في ست من مقاطعاتها السبع، وشهدت العاصمة سان خوسيه أعلى زيادة، ضعف تلك المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي.
ومن المتوقع، أنَّ يرتفع معدل الوفيات المرتبطة بالعنف في أنحاء البلاد إلى 16 لكل 100 ألف شخص هذا العام، من 12.6 في عام 2022، وقد يزيد المعدل على 33 في مقاطعة ليمون بالكاريبي.
وبالحديث عن باقي العام يطول الحديث حول الجرائم المختلفةة فضلا عن الحروب التي خلفت العديد من القتلى والدمار.