صفقة الممر الآمن.. خطة إسرائيلية لوقف إطلاق النار في غزة
طرحت إسرائيل اقتراحًا جديدًا يهدف إلى وقف الحرب في غزة، يشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإخراج زعيم حركة حماس يحيى السنوار من القطاع.
وتُعرف الخطة الجديدة باسم "صفقة الممر الآمن"، وهي تأتي في سياق الجهود المتواصلة لإنهاء النزاع المستمر منذ فترة، وذلك وسط صعوبات تعترض عملية المفاوضات بين الأطراف المعنية.
تفاصيل المقترح
وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن الاقتراح تم تقديمه إلى الولايات المتحدة، ويتضمن عددًا من البنود الرئيسية التي تهدف إلى إنهاء الصراع في غزة:
1. إطلاق سراح الرهائن: يشترط المقترح إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس دفعة واحدة، مما يعتبر نقطة مركزية في المفاوضات.
2.خروج يحيى السنوار: يتضمن المقترح أيضًا تأمين خروج زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، من قطاع غزة، بالإضافة إلى كل من يرغب في مغادرة القطاع معه. هذا الإجراء يعتبر جزءًا أساسيًا من جهود إنهاء النزاع.
3. إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين: يشمل المقترح أيضًا إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل، كجزء من المبادرة لإنهاء الصراع.
4. نزع سلاح غزة: بند آخر رئيسي في المقترح هو نزع سلاح قطاع غزة، وهو مطلب إسرائيلي مستمر منذ سنوات لضمان عدم تجدد القتال.
5. آلية حكم جديدة: يتطرق المقترح إلى تغيير آلية الحكم في قطاع غزة، مما يشير إلى احتمال تغيير النظام القائم في القطاع حاليًا.
6.إنهاء الحرب: في حال تنفيذ هذه البنود، يتوقع أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، التي أدت إلى تدمير واسع النطاق في غزة.
سياق الاقتراح
جاء هذا الاقتراح بعد لقاء منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي، جال هيرش، مع عائلات الرهائن.
خلال هذا اللقاء، أبلغ هيرش العائلات بأن الخطة قد تم تقديمها في اجتماعاته الأخيرة مع المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية.
وقد أوضح هيرش أن الخطة تأتي في ضوء العقبات التي تواجه المفاوضات الحالية بين الطرفين، ومع ازدياد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل سريع لقضية الرهائن.
الخطة البديلة
علق أحد المسؤولين الإسرائيليين على الخطة، موضحًا أن الاقتراح يعتبر "خطة ب" في حال فشل المفاوضات الحالية. وقال المسؤول: "في ظل الصعوبات التي تواجهها المفاوضات والضغط الذي يمارسه الوقت على حياة الرهائن، قررنا طرح خطة بديلة من شأنها تسريع العملية، إذا تم خروج السنوار وتم إنهاء الحرب". وأضاف: "بهذه الطريقة، سنحقق أهداف الحرب، وفي الوقت نفسه نسمح لقيادة حماس بمغادرة القطاع بأمان".
ردود الفعل الدولية
من المتوقع أن تشارك عائلات أكثر من 30 رهينة إسرائيلية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، في محاولة لحشد الدعم الدولي لهذا المقترح.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تصريحات له الأربعاء الماضي، أن وقف حرب غزة هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء التوتر في المنطقة. تصريحات بلينكن تعكس الدعم الأميركي المستمر للجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى وضع حد للصراع المتفاقم.
السنوار في مرمى الاستهداف
يحيى السنوار، الذي يقود حركة حماس في غزة، يُعتبر أحد أبرز الشخصيات المستهدفة من قبل إسرائيل منذ بدء النزاع الحالي. إلا أن التقارير تشير إلى أن إسرائيل تواجه صعوبات في تحديد مكانه، حيث يعتمد السنوار على إجراءات أمنية مشددة لتجنب أي استهداف محتمل.
في تقرير سابق، أشار مصدر أمني إلى أن السنوار يعتمد على نظام سري للتنقل داخل غزة، مما يجعل مهمة تحديد موقعه أكثر تعقيدًا. ورغم ذلك، لا تزال إسرائيل تضع مسألة التخلص من السنوار كأحد أهدافها الرئيسية في الحرب.
في حال قبول الخطة، قد تشهد غزة تغييرات جذرية على مستوى القيادة والنظام السياسي. ويُعتقد أن إبعاد السنوار عن القطاع قد يُمهّد الطريق لتغيير هيكلي في إدارة غزة، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض آلية حكم جديدة تختلف عن السيطرة الحالية لحماس.
أما حركة حماس، فقد صرّحت مؤخرًا بأن لديها دورًا حاسمًا في غزة ولا يمكن تجاهلها، مؤكدةً على أنها ستظل طرفًا رئيسيًا في أي حل مستقبلي للصراع.
تصريحات زعيم الحركة السابق، خالد مشعل، لصحيفة "نيويورك تايمز" تعكس ثقة الحركة بقدرتها على الفوز في الحرب وتحقيق أهدافها.
ورغم أن الخطة تحمل في طياتها إمكانيات لإنهاء الحرب، إلا أن هناك العديد من العقبات التي قد تحول دون تنفيذها. فمن جهة، قد تواجه الخطة معارضة من داخل حماس التي ترى أن خروج السنوار قد يُضعف موقف الحركة في المستقبل.
ومن جهة أخرى، قد تُرفض الخطة من قبل بعض الأطراف الفلسطينية التي تطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين دون شروط.
تظل صفقة "الممر الآمن" مجرد اقتراح في هذه المرحلة، لكن الوقت سيحدد ما إذا كانت ستجد قبولًا من الأطراف المختلفة.
الحرب في غزة دخلت مرحلة حساسة، وكلما طال أمدها، زادت الحاجة إلى حلول دبلوماسية تضع حدًا للمعاناة التي يعيشها سكان القطاع، وتجلب السلام إلى المنطقة.