مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تصاعد القصف الإسرائيلي على مواقع حزب الله.. ماذا بعد؟

نشر
الأمصار

تشهد الأجواء اللبنانية تصاعدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مواقع تابعة لحزب الله في مناطق البقاع والجنوب، وذلك بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يوم الجمعة الماضي.

 الغارات التي وُصفت بالأعنف طالت منصات صواريخ ومستودعات أسلحة، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

وأكدت السلطات اللبنانية سقوط عشرات القتلى والجرحى في الأيام الأخيرة نتيجة الضربات الجوية، والتي شملت مواقع في العاصمة بيروت، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيّرة استهدف قيادات من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الجنوب الغربي من المدينة. 

وتعد هذه الضربات الأولى من نوعها خارج الضاحية الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله.

ومن جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن "الضربات المتواصلة تهدف لتدمير التسلسل القيادي لحزب الله". 

وفي المقابل، رد حزب الله باستهداف قوات إسرائيلية عبر الحدود مستخدمًا المدفعية الثقيلة، مما زاد من حدة التوترات على طول الحدود.

وعلى الصعيد الدولي، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من اندلاع حرب شاملة في المنطقة، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة لتفادي ذلك عبر الحوار مع الأطراف المعنية، مع الحفاظ على دعمها القوي لإسرائيل.

يتزامن هذا التصعيد مع دعوات دولية لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للبنان، حيث أعلنت الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي عن بدء عمليات إغاثة طارئة لمليون شخص تضرروا من النزاع المتصاعد.

هل يحمي قرار مجلس الأمن رقم 1701 لبنان من الحرب؟

هل يحمي قرار مجلس الأمن رقم 1701 لبنان من الحرب؟ والذي نص على "التزامات إسرائيل بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، وسحب قواتها المسلحة من جنوب لبنان وإنهاء احتلال الأراضي اللبنانية، والتزامات حزب الله".

ما هو قرار مجلس الأمن رقم 1701؟ وما هي أهميته؟

في أغسطس من عام 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701، الدّاعي إلى وقفٍ كامل للعمليات القتالية في لبنان، ووضع نهاية للحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان التي استمرت 34 يوماً حينها.

طالب القرار الأممي حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماته ضد إسرائيل، كما طالب الأخيرة بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية، وسحب كل قواتها من جنوب لبنان.

كما دعا القرار 1701 الحكومة اللبنانية إلى نشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل).

دعا القرار كذلك إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، باستثناء ما هو تابع للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.

كما دعا إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف، والقرارين 1559 و1680 بما في ذلك تجريد كل الجماعات المسلحة اللبنانية من سلاحها وعدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.

الأراء الدولية حول قرار 1701؟

هناك من يعتبر أن القرار 1701، قد أسهم في إيجاد استقرار نسبي في لبنان على مدى 17 عاماً، امتدت منذ نهاية الحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان في 2006، وحتى اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وبخلاف الوضع في حرب غزة، فإن الإطار العملي لوقف إطلاق النار في حرب لبنان موجود بالفعل في القرار 1701، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.

وأشارت الإيكونوميست إلى أن القرار الأممي 1701 يقضي بالفعل بسحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.

لكن الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، أكد مراراً أن الحزب لن يتوقف عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل حتى توقف إسرائيل حربها على غزة، على حد تعبيره.

وقال بيان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، الإثنين، إن القرار 1701 "أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم".

كما تقوم الخطة الأميركية على تنفيذ قرار 1701"، حيث إن هناك مبادرة أميركية جديدة تهدف إلى وقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

وتقف الخطة على مبادرة جو بايدن لوقف حرب غزة وانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، في محاولات من واشنطن لتفادي أي حرب إقليمية .

وعن روسيا.. دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحدد التزامات إسرائيل وحزب الله بوقف التصعيد، واتخاذ إجراءات صارمة ضد منتهكيه.

وقال لافروف: "إننا ننطلق باستمرار للحاجة إلى التنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص على التزامات إسرائيل بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، وسحب قواتها المسلحة من جنوب لبنان وإنهاء احتلال الأراضي اللبنانية، والتزامات حزب الله".

وأضاف: "لقد صدر الأمر حرفيا اليوم بقصف بيروت"، داعيا الجانبين إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمنع المزيد من إراقة الدماء ويهيئ الظروف لتسوية سياسية ودبلوماسية".

وتابع لافروف: "مجلس الأمن ليس مجرد منصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا العالمية الأكثر إلحاحا.. إنه أيضا الهيئة الرئيسية للحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وهي هيئة لديها عدد من الأدوات التي أثبتت جدواها عبر الزمن لتنفيذ قراراتها"، لافتا إلى أنه: "يجب اتخاذ إجراءات قاسية ضد منتهكي قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي بدونها ستظل قراراتنا حبرا على ورق". 

ووفقا للوزير، يحتاج أعضاء مجلس الأمن إلى وضع مصالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي فوق الحسابات السياسية الضيقة التي تخدم مصالح شخصية لشخصيات فردية والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأشخاص المحتجزين بشكل غير قانوني، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق.

ضربات إسرائيلية جديدة صباح السبت

وعن أخر تطورات المشهد في لبنان اليوم.. شن الجيش الإسرائيلي غارات متعددة، استهدفت منطقة بعلبك شرقي لبنان، والبقاع وجبل لبنان.