مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عام على 7 أكتوبر.. حماس تفقد أرضيتها في غزة

نشر
الأمصار

تشتاق سميرة وهى أم لطفلين إلى حياتها القديمة عندما كانت تعمل معلمة للغة العربية وتعيش في منزل مريح قبل أن يتسبب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل منذ عام في غرق قطاع غزة في بحر من المعاناة والفوضى.

وبحسب وكالة رويترز، فقد انضمت سميرة، إلى عدد متزايد من سكان غزة، في التساؤل حول ما إذا كانوا تكبدوا ثمنا باهظا للغاية للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر من العام الماضي، حيث أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل بعد ذلك عن تدمير غزة ومقتل عشرات الآلاف وإجبار أكثر من مليون فلسطيني على النزوح من ديارهم.

وقالت سميرة (52 عاما)، التي رفضت ذكر اسم عائلتها خوفا من تعرضها للعقاب من عناصر حماس إنه "بالرغم من كل المصاعب كانت لنا حياة منيحة (جيدة)، كان لنا وظايف (وظائف)، بيوت ومدينة".
 وأضافت أن "إسرائيل هى السبب الرئيسي لكل مآسينا وهى مصدر كل الشرور"، لكنها تلقي باللوم أيضا على "الخطأ الفادح في التقدير" لرئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار، العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر.

وقالت "شو كان بيفكر؟ (بماذا كان يُفكر)، ما توقع (ألم يتوقع) إنه إسرائيل راح (سوف) تدمر غزة؟".

وتحدثت رويترز مع عشرات من سكان غزة، طلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم الكاملة لتجنب العقاب من حماس.

ويرى فلسطينيون أن الحركة التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، لم تفكر كثيرا في معاناتهم، وأشار البعض إلى أن الهجوم كان خطأ فادحا.

ولم يظهر السنوار (62 عاما)، علنا منذ بداية الهجوم الذي تقول إحصاءات إسرائيل إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وخطف 251 رهينة من بينهم نساء وأطفال.

وقالت مصادر على اتصال مع السنوار، إنه يدير حماس في الخفاء من خلال شبكة أنفاق متعرجة أسفل غزة، ولا يزال مقتنعا بأن "الكفاح المسلح" هو السبيل الوحيد لفرض قيام دولة فلسطينية.

وتقول حماس، إن هجوم السابع من أكتوبر، وهو الأكثر دموية الذي تشهده إسرائيل منذ إعلان قيامها قبل نحو 75 عاما، هو نقطة تحول في النضال المستمر منذ عقود من أجل إقامة الدولة الفلسطينية التي ابتعدت عن الأولويات الدولية.

ومع ذلك تقول إحصاءات السلطة الفلسطينية، إن نحو 42 ألف فلسطيني قُتلوا في الحرب الإسرائيلي على غزة، كما يتربص الجوع بمخيمات النزوح التي لجأ لها أكثر من مليون فلسطيني بحثا عن مأوى.

دمار في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية

رفض شعبي

وفي منتصف سبتمبر الماضي نشر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، والذي يتخذ من رام الله مقرا له ويموله مانحون غربيون، نتائج استطلاع أظهر لأول مرة أن معظم سكان غزة يعارضون قرار الهجوم.
وقال 57 % ممن شملهم الاستطلاع، الذي أجري في أوائل سبتمبر الماضي، إن قرار شن الهجوم كان غير صائب بينما قال 39% إنه كان صائبا، في انخفاض حاد لنسبة المؤيدين مقارنة بالاستطلاع السابق الذي أجري في يونيو الماضي.

وتواجه حماس اتهامات منذ فترة طويلة بسحق المعارضة في غزة بالضرب أو ما هو أسوأ من ذلك، لكن الأشهر القليلة الماضية شهدت بعض الإعلان النادر للمعارضة من جانب السكان.

وفي يوليو الماضي كتب المسؤول السابق في حماس أحمد يوسف صالح، على صفحته على "الفيسبوك" منشورا تساءل فيه قائلا: "من الذي درس وفكّر في العواقب وهو يضع لمسات المواجهة، فكانت النتائج هذه النكبة الكارثية التي زلزلت منا النواصي والأقدام".

وتعرض الناشط الفلسطيني أمين عابد، الذي انتقد هجوم 7 أكتوبر، للضرب في يوليو الماضي على أيدي ملثمين وتم نقله إلى المستشفى. وكان والده يتجول في شوارع مخيم جباليا للاجئين في غزة مستخدما مكبر صوت لاتهام حماس بالهجوم على نجله.

وتسعى حماس للحفاظ على سيطرتها في غزة بعد انتهاء الحرب، على الرغم من إصرار إسرائيل والولايات المتحدة على أن الحركة لا تستطيع أن تضطلع بدور في حكم القطاع بعد الحرب.

وقال أشرف أبو الهول مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية المتخصص في الشؤون الفلسطينية: "لا يمكن قياس شعبية حماس بشكل دقيق قبل أن تنتهي الحرب ويتم معرفة الشكل الذي ستنتهي إليه الحرب، فهناك من يؤيد وهناك من يعارض".

استطلاع رأي للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية

وأضاف: "داخل غزة الوضع سيكون مختلف عندما يجد الناس أنها أصبحت مكانا غير قابل للعيش، سيكون التأييد لحماس أقل".

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، ونُشر في 17 سبتمبر الماضي، أن نسبة سكان غزة الذين قالوا إنهم يريدون من حماس إدارة غزة بعد الحرب انخفضت إلى 36% من 46% في استطلاع يونيو الماضي.
وقال خليل الشقاقي مدير المركز لرويترز: "للمرة الأولى نرى المزيد من سكان غزة يريدون أن تسيطر السلطة الفلسطينية وليس حماس على غزة بعد الحرب، وهذا ربما يكون المؤشر الأكثر حسما".

وأكد أبو الهول، أن السلطة الفلسطينية، التي تسيطر عليها حركة فتح المنافسة لحماس، بحاجة إلى إصلاح نفسها إذا أرادت أن تلعب دورا في غزة ما بعد الحرب، قائلا: "الأهم هو أن يكون هناك توافق فلسطيني وأن يتفق الفلسطينيون على حكومة جديدة بوجوه جديدة تكون مهمتها إدارة شأن الفلسطينيين وإعادة إعمار قطاع غزة".