الجرائم الإسرائيلية في غزة.. لا أفق للتهدئة بعد عام من العدوان
الجرائم الإسرائيلية بعد عام من بداية الحرب على قطاع غزة ولبنان، ولا جديد، بعد عام من الحرب، لا أفق قريب للتهدئة، فإسرائيل تقفز خطوات إلى الأمام في العدوان، فمع دخول الحرب على قطاع غزة عامها الثاني كثف جيش الاحتلال من غاراته على أنحاء مختلفة من القطاع كما واصل عملياته العسكرية التي بدأها في مخيم جباليا شمالي القطاع مستهدفا المدنيين وخيام النازحين ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين.
الحرب على قطاع غزة ولبنان
تخوض الفصائل الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال وعلى محاور عديدة بعد أن أعلنت استمرارها في معركة استنزاف طويلة وممتدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
أما لبنان، فهي الجبهة الأكثر اشتعالا، فمع الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ومدن وبلدات الجنوب اللبناني استدعى جيش الاحتلال فرقة عسكرية إضافية كما أعلن عن توسيع المنطقة العسكرية المغلقة بالجليل الغربي في إطار محاولاته للتسلل إلى جنوب لبنان من محاور إضافية.
في المقابل يكثف حزب الله من هجماته الصاروخية باتجاه إسرائيل معلنا التصدي لمحاولات التسلل الإسرائيلية عبر الكمائن واستهداف القوات المتوغلة وتجمعاتها عبر الحدود.
وبعد مرور عام على 7 أكتوبر 2023، لم يعرف أحد على وجه الدقة الهدف من الهجوم المباغت لحركة "حماس" الفلسطينية على إسرائيل، الذي يوشك اليوم على تغيير وجه الشرق الأوسط، ويجرّ خلفه 3 حروب، واحدة مدمرة في غزة، وثانية دموية في لبنان، وثالثة صامتة طويلة الأمد في الضفة الغربية، وعدة حروب باردة مع إيران وأذرعها في العراق واليمن وسوريا.
ومر عام على حرب إسرائيل وغزة بعد طوفان 7 أكتوبر 2023، عام توالت فيه مشاهد مخيفة ومروعة ملأت الشاشات، عام قضاه أكثر من مليون شخص في خوف ونزوح تلو الآخر، يتساقط منهم الأفراد والأشياء ويدوم معهم فقط الألم والخذلان، عام استقرت فيه جثث تحت الأنقاض، واختفى فيه أثر بيوت وعائلات من على وجه الأرض.
وانتهى عام على حرب إسرائيل ضد غزة قُتل فيه أكثر من 41 ألف شخص وأُصيب أكثر من 96 ألفاً، عام حُرم خلاله الأطفال من التعليم واللعب والحياة، ومُزقت فيه الأوراق والصور ليُمحى ماضي المدينة كما يُمحى حاضرها، وتهدمت فيه جدران معالم كانت صامدة لأزمان.
عملية طوفان الأقصى
بدأت الرواية في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حيث استيقظ العالم على وقع عملية تاريخية في فلسطين المحتلة مازالت تداعياتها في اوجها إلى يومنا هذا، عملية عسكرية نوعية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعَلى رأسِها حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدّين القسام.
انطلق في مثل هذه الأيام من العام الماضي أكبر عملية هجوم شهدتها دولة الاحتلال منذ حرب أكتوبر عام 1973، حيث قامت ناصر المقاومة في قطاع غزة بالهجوم على غلاف غزة .
ومع تطور الأحداث وضعت إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في أكتوبرالماضي، الوصول إلى قيادة حركة «حماس»، وبالتحديد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي للحركة في القطاع، على رأس أهدافها.
وجاء ذلك في ظل الاتهامات الموجهة إلى السنوار من المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب بأنه الشخصية الرئيسية وراء التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنَّته الحركة على غلاف غزة وأوقع مئات القتلى الإسرائيليين بالإضافة إلى احتجاز قرابة 240 آخرين.
السنوار وسط عائلته بنفق في خان يونس
لكن عقب عام من الحرب المتواصلة ونبش إسرائيل كل بيت ونفق ومكان كانت تتوقع أن تجد فيه السنوار، من شمال قطاع غزة إلى وسطه، ثم إلى خان يونس ورفح في جنوبه، لم يعثر جيش الاحتلال على أي أثر له سوى فيديو قصير يُظهره في أحد الأنفاق مع عائلته، وتم تصويره -كما يبدو- في بداية الحرب في خان يونس، مسقط رأسه.