مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تاريخ حافل من المساعدات الإماراتية إلى لبنان

نشر
الأمصار

دائماً ما تكون دولة الإمارات العربية المتحدة هي البطل المنقذ والمساند الذي يقف إلى جانب الأشقاء العرب في محنتهم التي تصيبهم من الكوارث الطبيعية، أو الحروب أوالصراعات.. 

وفي أزمة لبنان الأخيرة، كانت الإمارات أول دولة تبادر لمساعدة الشعب اللبناني، حيث تعهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في 30 سبتمبر الماضي، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية إلى الشعب اللبناني بقيمة 100 مليون دولار، في إطار جهود الدولة لدعم الأشقاء في لبنان، ومساعدتهم على مواجهة التحديات الراهنة، والتزام الدولة الثابت بدعم الشعب اللبناني الشقيق.

كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتسيير 6 رحلات جوية إضافية لنقل المساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني.

وتأتي مبادرة الشيخ محمد بن زايد، في سياق الدعم المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات لتعزيز جهود الإغاثة الإنسانية وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب اللبناني الشقيق في ظل التحديات الراهنة التي يمرون بها.

وخلال اليومين الماضيين، جرى إرسال 12 طائرة إغاثية إلى لبنان لدعم الأشقاء اللبنانيين، في إطار الجسر الجوي الإماراتي، وضمن حملة «الإمارات معك يا لبنان». 

وحملت الطائرات على متنها إمدادات طبية وإغاثية وغذائية ومعدات إيواء، وشملت أيضاً مساعدات، بالتعاون مع كل من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وتعكس هذه الإمدادات الجهود الواسعة التي تقوم بها دولة الإمارات، بالتعاون مع الشركاء الدوليين في سبيل تقديم الدعم الإغاثي العاجل للأشقاء في لبنان للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والصحية الحرجة.

وتهدف الاستجابة الإنسانية من الإمارات إلى التخفيف من حدة التداعيات التي تسببت في وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ومعاناة الآلاف من الأسر من نقص الخدمات الطبية الأساسية، خاصة من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.

تاريخ حافل من المساعدات والمساندات الإماراتية إلى لبنان

يسجل التاريخ لدولة الإمارات، مواقف مشرفة ، في دعم الشعب اللبناني الشقيق 

في عام 1974، منح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لبنان 150 مليون دولار؛ لتمويل مشروع الليطاني.

وعام 1990، شهدت مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، العديد من المبادرات الإماراتية الهادفة لترسيخ السلم الأهلي في لبنان الشقيق، وإعادة إعماره، ودعم أسس استقراره وازدهاره، حيث قدمت الإمارات هبات وقروضاً مالية للحكومة اللبنانية، لتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، وغيرها من المجالات.

وقد أجرى الرئيس إلياس الهراوي في العام ذاته زيارة لدولة الإمارات تبادل خلالها مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجهات النظر حول تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية والتحركات الدبلوماسية لتسوية القضية اللبنانية وسبل تنفيذ اتفاق الطائف الرامي إلى تحقيق المصالحة الوطنية، ودعم السلطة الشرعية وإعادة السلام والاستقرار إلى ربوع لبنان.

و في 1996، جاءت زيارة رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان إلى دولة الإمارات لتثمن كل الجهود والوشائج القائمة بين البلدين،

وعام 2000، جددت الإمارات التزامها بمساعدة الشعب اللبناني في مسيرة البناء والتعمير، في أعقاب تحرير جنوب لبنان.

وفي 25 أكتوبر 2001، أعلنت تنفيذ مشروع التضامن الإماراتي لإزالة الألغام في جنوب لبنان، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية.

في يناير 2003، اكتتبت الإمارات في سندات خزينة تصل قيمتها إلى 300 مليون دولار، لدعم الخزينة اللبنانية، تنفيذاً لمقررات مؤتمر «باريس-2»، ووقعت اتفاقية خاصة بذلك.

في عام 2006، كانت الإمارات من الدول الأولى الداعمة للبنان؛ بهدف الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، وذلك مع إطلاقها في سبتمبر من العام ذاته «المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان»، الذي لم يدخر جهداً لتتجاوز لبنان الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب آنذاك.

وقامت دولة الإمارات، في إطار المشروع نفسه، بتسيير جسر جوي وخط ملاحي وخط بري مباشر، لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، التي شملت المواد الغذائية والأدوية والخدمات الطبية، ونقل الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات الإماراتية، إضافة إلى إعادة إعمار وتأهيل المدارس والمستشفيات وموانئ الصيادين، التي دمرتها الحرب، إلى جانب إطلاق مبادرة إزالة الألغام والقنابل العنقودية من الجنوب اللبناني. 

في 6 أغسطس 2020، كانت الإمارات من الدول الأولى الداعمة للشعب اللبناني الشقيق، خلال جائحة كورونا، إذ أعلنت تقديم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان، شملت 12 طناً من أجهزة الفحص والمستلزمات الطبية لدعم الأطقم الطبية والعاملين في مجال الخدمات الصحية، عبر توفير أدوات الحماية الشخصية والوقائية، وأجهزة تشخيص للفيروس، وكذلك دعم الإجراءات الاحترازية الوقائية.

كما بادرت الإمارات بإنشاء «مركز الشيخ محمد بن زايد الإماراتي- اللبناني الاستشفائي لمعالجة مرضى كورونا» كمستشفى ميداني متخصص للتعامل مع المصابين، بقدرة استيعابية تبلغ حوالي 80 سريراً مزوداً بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.

وفي 24 سبتمبر من عام 2020، وصلت إلى العاصمة اللبنانية بيروت، باخرة مساعدات سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تحمل على متنها 2400 طن من الاحتياجات الإغاثية، تضمنت مواد غذائية، وطبية ومكملات غذائية للأطفال، ومعقمات ووسائل الوقاية وأدوات التخفيف من آثار تفشي جائحة كورونا، على الساحة اللبنانية إلى جانب ملابس متنوعة.

وفي 4 أغسطس 2020، حيث حدث الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وخلف آلاف الضحايا والجرحى، فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بالمرفأ والمباني في العاصمة بيروت.
وأعلنت الإمارات بعد ساعات قليلة من وقوع الانفجار، تقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين، تضمنت أدوية ومعدات طبية، إضافة إلى مواد ضرورية أخرى، جرى نقلها على وجه السرعة إلى بيروت عبر طائرات عدة.

وأطلقت حينها حملة «الإمارات تتطوع» مبادرة وطنية إنسانية عاجلة لمواطني ومقيمي الدولة، تحت عنوان «من الإمارات، ومن أجل لبنان»، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، وذلك في إطار التضامن ومساندة ودعم الشعب اللبناني الشقيق.

وهي الأن تسارع بحملة «الإمارات معك يا لبنان» التي وجه بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ويشارك فيها المجتمع الإماراتي كافة، تهدف لتقديم كل ما يلزم لدعم الأشقاء اللبنانيين من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية ومعدات الإيواء.