الاتحاد الأفريقي يرحب بدعم الأطراف الليبية للمبادرة الأفريقية
رحب الاتحاد الأفريقي بدعم الأطراف الليبية التي التقتها بعثته في إطار مبادرة المصالحة الوطنية التي أطلقها لتعزيز الاستقرار في ليبيا، خطوة تحمل معها آمالاً كبيرة بتحقيق تقدم ملموس في مسار المصالحة التي لطالما كانت محل نقاش وتفاوض في الأروقة الإقليمية والدولية.
الاتحاد الأفريقي بدعم الأطراف الليبية
وتأتي بعد سنوات من الصراع الذي لم يأتِ على المجتمع الليبي إلا بالمزيد من التشتت.
جاءت المبادرة الأفريقية استجابة لحاجة ملحة، وفق ما أكده رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، الذي لم يخفِ تفاؤله بالدعم الذي تلقته البعثة من الأطراف الليبية.
خلال هذه الاجتماعات، التي جرت في جو تطبعه الصراحة والمسؤولية، تم استعراض عدد من الملفات الحيوية على رأسها ملف المصالحة الوطنية، حيث تم تقديم الخطوط العريضة لمسودة ميثاق المصالحة الذي من المقرر أن يتم التصديق عليه في اجتماع لاحق.
وتأتي هذه الاجتماعات، التي وُصفت بالإيجابية، كمحطة أولى على طريق طويل من المشاورات، حيث أكد البيان أن المرحلة المقبلة ستشهد مشاورات مماثلة مع السلطات في بنغازي، كجزء من الجهود الرامية لتوحيد الجهود الليبية ودفع عجلة المصالحة إلى الأمام. فإشراك كافة الأطراف الليبية في هذه المرحلة يعتبر ضرورة لضمان نجاح المبادرة، وهو ما أكده رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الذي تعهد بمواصلة دعم بلاده من خلال تقديم ما يلزم لتسهيل هذه المهمة التي تهدف في الأساس إلى تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
لا يمكن التغاضي عن أهمية هذه الخطوة التي أتت في وقت حرج، حيث تعيش ليبيا مرحلة انتقالية محفوفة بالتحديات. ويعتبر ملف المصالحة أحد أكبر هذه التحديات، فبعد سنوات من الصراع والانقسام السياسي والجغرافي بين مختلف الأطراف، أصبح التوصل إلى حل توافقي يُعيد اللحمة الوطنية أكثر من مجرد حاجة سياسية، بل هو ضرورة حتمية لضمان مستقبل آمن ومستقر للبلاد. كما أن المصالحة الداخلية ليست فقط مطلباً وطنياً، بل هي أيضاً عامل أساسي في إرساء الأمن الإقليمي والدولي، نظراً للموقع الجيوسياسي الحساس الذي تحتله ليبيا في شمال إفريقيا.
البعثة الأفريقية، بقيادة فكي، حرصت على لقاء المسؤولين الليبيين في إطار جو من الأخوة الصادقة، مع الالتزام الكامل بتقديم الدعم اللازم لتحقيق النجاح لهذه المبادرة. فالاتحاد الأفريقي لم يكن يوماً غريباً عن الملف الليبي، حيث لطالما كانت ليبيا في قلب اهتماماته، وهذا ما يعكسه الجهد المستمر لتعزيز التضامن الراسخ مع الشعب الليبي الذي عانى طويلاً من ويلات الحرب والفوضى.
من جهة أخرى، أشارت مصادر مطلعة إلى أن المشاورات المقبلة مع السلطات في المنطقة الشرقية ستكون مكملة للمرحلة الأولى، حيث سيتم تناول القضايا العالقة التي تحتاج إلى حل فوري لتعزيز الاستقرار في المنطقة الشرقية، التي شهدت مؤخراً تصاعداً في التوترات الأمنية. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، تبقى الآمال معلقة على قدرة الليبيين في تجاوز خلافاتهم والالتزام بمسار المصالحة الذي تقوده بعثة الاتحاد الأفريقي.
وفي ظل هذه التطورات، لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه المجتمع الدولي في دعم مسار المصالحة، حيث عبر العديد من الدول والمنظمات الدولية عن تأييدها للجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن. ومع ذلك، يبقى تحقيق المصالحة مرتبطاً بشكل مباشر بمدى استعداد الأطراف الليبية للتنازل عن مصالحها الشخصية من أجل مصلحة الوطن، وهو ما يتطلب قيادة قوية وواعية قادرة على استيعاب اللحظة التاريخية التي تمر بها البلاد.