وزير خارجية إيران بالبحرين.. تطور إيجابي يعكر صفوة تصريحات «غير مسؤولة»
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى البحرين، مساء الإثنين، في تطور مهم لمسار العلاقات بين البلدين.
تأتي زيارة الوزير الإيراني إلى المنامة التي تعد الأولى لمسؤول إيراني رفيع منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 8 سنوات، وسط موجة غضب تشهدها البحرين بسبب تصريحات كمال خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية.
وزعم خرازي «انفصال البحرين عن وطنها الأم إيران»، مشككا بالاستفتاء الذي أجمع فيه الشعب على عروبة البحرين.
وشهدت البحرين استفتاء عام 1970 بإشراف الأمم المتحدة حول استقلال البحرين أم انضمامها إلى إيران، وأسفر عن تصويت ساحق بأكثر من 96% لصالح استقلال البحرين، ثم نالت البحرين استقلالها عن بريطانيا عام 1971.
مباحثات رسمية
وقالت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إن ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة استقبل عراقجي بقصر الصخير.
وجرى خلال اللقاء بحث أمور التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة للتهدئة وخفض التصعيد للوصول إلى حلول سلمية.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن عراقجي غادر إلى البحرين بهدف مواصلة لقاءاته ومشاوراته الإقليمية، متوجها إلى دولة الكويت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، حول زيارة عراقجي إنه "بغض النظر عن بعض الخلافات مع بعض دول المنطقة فقد أعطينا الأولوية للتشاور للحفاظ على السلام والأمن".
محطة مهمة
ودخلت العلاقات البحرينية الإيرانية محطة جديدة في يونيو/حزيران الماضي باتفاق الطرفين على "إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين، لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما".
جاء الاتفاق على هامش زيارة وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني طهران للمشاركة في اجتماع حوار التعاون الآسيوي.
وبعد تلك الزيارة شارك الزياني، ممثلاً عن مملكة البحرين، في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية، التي أقيمت في طهران يوليو/تموز الماضي.
وفي 22 سبتمبر /إيلول الماضي اجتمع الزياني، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، مع عراقجي، على هامش انعقاد أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجرى الاجتماع في إطار التنسيق لبدء المباحثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية وإرسائها على مبادئ حسن الجوار والتعاون المشترك بما يعود بالخير والنفع على البلدين.
وكانت البحرين قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران تضامناً مع السعودية مطلع عام 2016، بعد استهداف سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد من قبل محتجين إيرانيين.
وفي مارس/آذار 2023، كشفت وكالة أنباء "جوان" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية عن مفاوضات بين إيران والبحرين لإعادة فتح السفارتين واستئناف العلاقات بالمستقبل القريب.
ولفتت إلى أن الإعلان عن عودة العلاقات بين إيران والسعودية في مارس/آذار 2023، بوساطة من قبل الصين، وسط ترحيب عربي ودولي فتح الطريق أمام عودة العلاقات بين المنامة وطهران.
وفي يونيو/حزيران 2023، أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض في مراسم تخلّلها رفع العلم، كما أعادت السعودية فتح سفارتها في أغسطس/آب من العام ذاته.
رفض برلماني
يأتي التطور الدبلوماسي المهم في علاقات البلدين وسط موجة غضب تشهدها البحرين رفضا لتصريحات رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية "كمال خرازي"، بشأن عروبة مملكة البحرين.
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية "بنا" عن عدد من أعضاء مجلس النواب استنكارهم "التصريح غير المسؤول" من رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية "كمال خرازي"، بشأن عروبة مملكة البحرين والاستفتاء التاريخي الذي أجمع فيه الشعب البحريني على عروبة مملكة البحرين.
ونقلت الوكالة البحرينية عن النواب تأكيدهم بأن مملكة البحرين عربية منذ الأزل، وأن الادعاءات الإيرانية محض افتراء، ومحاولة لطمس الحقائق وتزييف التاريخ.
وفي هذا الإطار، أكد النائب خالد صالح بوعنق أن مملكة البحرين عربية وستبقى عربية إلى الأبد، وأن الاستفتاء التاريخي الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة، وأيدته كل دول العالم واعترفت به، وانضمام مملكة البحرين للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، يؤكد زيف الادعاءات الإيرانية التي يطلقها بعض المسؤولين فيها، والتي تنم عن عقلية ومنهجية لا تحترم سيادة الدول وحسن الجوار.
وأكد بوعنق رفضه التام واستنكاره البالغ تصريح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية.
من جانبه، أكد النائب أحمد صباح السلوم أن الشعب البحريني بكافة مكوناته وطوائفه يرفض رفضا قاطعا الادعاء الصادر عن "كمال خرازي".
وحذر من أن تلك التصريحات تقوض كل التحركات الرامية لاستئناف العلاقات بين البلدين، وأنه من الأولى والأجدر وفي ظل الأوضاع المتصاعدة في المنطقة أن يكون الخطاب الإيراني يحترم التاريخ والحقائق الدامغة، ويحترم دول الجوار، بدلا من إطلاق التصريحات المرفوضة غير المسؤولة.